خالد يوسف يكتب : الخروج الآمن أم الخروج العادل .. ؟

المخرج والنائب خالد يوسف عبر حسابه الرسمي على فيسبوك – الإثنين 18 نوفمبر 2019

مقال #الخروج_الآمن ام #الخروج_العادل ..؟ #خالد_يوسف

بعد جولة في عدة عواصم عربية تشهد الان او شهدت ثورات او حراكات او انتفاضات شعبيه هناك سؤال ملح يضغط علي اعصاب الجميع
هل ترضي الشعوب بالخروج الآمن للممسكين بتلابيب السلطة ام تظل الشعوب لديها الاصرار علي السقوط الكامل للنظام وتفكيك بنيتة القمعية وشبكة مصالحه الفاسدة ومحاكمة وحساب وعقاب للمتورطين في الاستبداد والفساد واسترداد الثروات المنهوبة وهو مايسمي بالخروج العادل
وسواء الممسك بتلابيب السلطة هنا اوهناك من الفاشية العسكرية او الطائفية او الفاشيات المدنية الفاسدة فالمؤكد انها لن تترك السلطة ولديها احتمال ان رقابها ستصبح علي اعواد المشانق او في اقل تقدير ستقضي باقي سنوات عمرها خلف اسوار السجون ولذلك فإنها ستدفع البلاد لعنف ودماء يخيف الشعوب من مصائر كارثية لتنجو بنفسها علي اقل تقدير ان لم تكن تحلم بالاستمرار بعد ان تخمد الثورة في النفوس
لذلك لابد من ان العقل الجمعي للشعوب سيصل الي الطريق الاقل ضررا ..فدماء الشعوب هي اغلي واهم من مبدأ القصاص العادل ..فالسياسة نفسها ليست سيفا بتارا قاطعا ولكنها موازنة بين مخاطر محسوبة واذا كانت المخاطرة بين دماء شعب وبين افلات البعض من العقاب حاملا معه جزء من ثروة البلاد فإعتقد أن الشعوب ستختار حقن الدماء عن اي مبدأ سامي اخر
ان الطريق الذي انتهجه #السودان الشقيق في خارطة الطريق هو اقرب الطرق لسلامة الاوطان
يدرك الشعب السوداني جيدا انا من يقتسم السلطة مع قوي التغيير المدنية الان هو جزء رئيسي من نظام البشير الفاسد والمستبد بل انهم اهم رموزه ولكنه رضي بغض الطرف عن ذلك ووافق علي خروج آمن لهذه الرموز بشرط ان تترك السلطة بشكل متدرج والخروج من الحياة السياسية نهائيا وترك الشعب لبناء الدولة الديمقراطية الحديثة التي تحترم كرامة المواطن وانسانيته وترفرف عليها رايات العدالة الاجتماعية واستقلال القرار الوطني وهو بذلك ضمن خروج آمن لهذا الشعب ايضا بعيدا عن دوائر العنف والدم
والحال ليس بعيدا في #الجزائر غير انهم لم يصلوا بعد لما وصل اليه السودانين ولكنهم بالتأكيد سيصلون وان لم ينجحوا في وقف انتخابات رئاسية محتوم انها لن تغير الواقع في شيئ الا انني لدي يقيين انهم مستمرون في ثورتهم الي ان تتحقق مطالبهم وسيفوتون الفرصة علي من يريد تصعيد الامور ليصل الامر لصدام دموي يعود بكل الامور للوراء
ولدي يقيين انهم سيصلوا الي الخروج الآمن ومعهم شعب #العراق وشعب #لبنان
قلت سابقا اننا في عصر الشعوب ولدي يقيين ان العشرية القادمة ستشهد تحولات كبري وستنتصر الموجة الثانية من موجات الثورات العربية لانها استوعبت وهضمت هزائم الموجة الاولي من الثورات العربية وسيلهم ذلك الشعوب صاحبة الموجة الاولي وتستعيد زمام الامور وتحول هزائمها الي نصر مبين بإذن الله .. واخيرا المدهش ان #الممالك_العربية التي تعتقد انها بعيدة عن اجواء التغيير فإنني اري ان رياح التغيير بادية في الافق القريب في احدي هذه الممالك .
حفظ الله شعوبنا العربية من مستبديها ومفسديها واغبيائها اما اعدائها فإن جيوشنا كفيلة بهم لو رحل من يحافظون علي كراسي عروشهم بتقديم الولاء والتبعية والود والرشاوي لاعداء هذه الامة لكي يساعدوهم في استعباد شعوبهم.

فيسبوك