خالد يوسف يكتُب…أعلنت عن خطاياي

المخرج والنائب خالد يوسف يكتُب عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك  – الأربعاء 1 يوليو 2020

 في مثل هذا اليوم من كل عام ،أري مطالبات بشهادتي عما حدث في 30 يونيو بإعتباري المدني الوحيد الذي رأي مصر يومها من السماء ، وأقول المدني الوحيد لأن الزملاء من المصورين والفنيين الذين إستعنت بهم كان ذلك يوم 7/3 أما يوم 30 يونيو فكان  من قام بالتصوير هم مصوري الشئون المعنوية

  نعود لموضوع البوست ..الذين يطالبوني بهذه الشهادة فريقين ، فريق يريد أن أحكي  عن ذكري هذه الصور ومدي تعبيرها عن مشهد عظيم يعبر عن إرادة شعبية غير مسبوقة ، والفريق الآخر يريد أن أكشف مستورا يقينهم أن هناك تزويرا متعمداً قد حدث   في هذه الصور وأن هناك خبايا وخفايا لهذا اليوم والفترة التي سبقته والتي تبعته ، ولسان حال الفريقين يقول لابد من الإفصاح عن هذه المعاني وتلك الأسرار

وأتصور أن أوان شهادتي الكاملة عن كل ماحدث بداية من ثورة يناير وحتي الآن لم يأت بعد لأسباب موضوعية  تتعلق بمصلحة الوطن ، ولكني سجلتها وحفظتها عند أحد الأمناء مصورة ومكتوبة في حال لم يكتب لي القدر ان أنشرها بنفسي
‎لقد ساقني القدر لأكون شاهدا علي أحداث كبري أو مشاركا فيها … ثورة يناير – تنحي مبارك – إستفتاء التعديلات الدستورية الأولي – برلمان الإخوان – حكم المجلس العسكري – احداث ماسبيرو – محمد محمود – الانتخابات الرئاسية الأولي وفوز الإخوان بالحكم وسنة الإخوان -إعتصام وزارة الثقافة –  تمرد – التجهيز ل ٣٠ يونيو وما حدث بعدها –  رابعة –  النهضة –  تحدي الإرهاب –  كتابة دستور ٢٠١٤ – الإنتخابات الرئاسة الثانية والثالثة  – برلمان ٣٠ يونيو  –  تعويم الجنيه  – تيران وصنافير  –  تعديل الدستور –  سد النهضة

 عشت ضمن من عاشوا مرجيحة الحياة في هذه السنوات ، وهبط من كان صاعد وصعد من كان هابطاً ، ثم هبط مرة أخري من كان صاعدا ، وعشنا في ظل أحداث جلل  ، وإمتحانات إنسانية هائلة أخرجت ماهو كامن في  نفوسنا من قبح أو جمال ، فرأيت في هذه الأحداث بعض الوطنين المخلصين الشرفاء الذين إنتصروا لقيمهم السامية ولثوابتهم ومبادئهم ، ووضعت يدي علي أعلي درجات الإنحطاط والحقارة بل والخيانة التي شهدتها في نفوس أخري أفاقة ومنافقة وبعضهم تقلد مناصب رسمية  وبعضهم من أصحاب الأجندات الاجنبية

تعايشت عبر كل هذه الأحداث مع فئات عديده وعشت معهم تجربة إنسانية شديدة الثراء بكل إنتصاراتها وكل إنكساراتها وإحباطاتها ، فقد عشت مع بائع البطاطا الموجود بالميدان مرورا بشباب الثورة ورجالات العمل السياسي والوطني وأكبر قياداتهم بلا إستثناء ، وتعايشت وأشتبكت وتصارعت مع أربع سلطات حكموا مصر من مبارك المجلس العسكري نظام الإخوان النظام الحالي ، وأقتربت من رؤوس هذه الأنظمة ، عشت مع كل هؤلاء مغامرة الحب وعذابه ومخاطرة البغض وخرابه ( حب الوطن وكره اعدائه من وجهة نظري ) فعشت حدوتة الإنسان بكل إختلافاته و تناقضاته و ثوراته و جموحه و هدوئه وخطاياه

وعندما تحدثت في هذه الشهادة عن كل هؤلاء وعن هذه الأحداث وكواليسها ، صممت ألا اكون متأثرا بالمألات وألا أقوم بأي محاولات تجميلية لي أو لأحبائي أو لأحداث أنتميت اليها أو كنت جزءا منها ، وتحدثت عن كل ما أفخر به أو بما أشعر بخزي من أنني قد شاركت فيه ، وللأمانة هنا فقط وضعت حساب للمألات وما أسفرت عنها هذه المشاركة من نتائج ..وكنت في شهادتي غير مبالي إلا بشيء واحد هو الحق والحقيقة
‎في هذه الشهادة أعلنت عن خطاياي قبل أن أعلن عن خطايا الأخرين من وجهة نظري ، وكشفت عن نبل أخرين سحقوهم بأحذية غليظة متسلحين بالبهتان والظلم والبطش قبل أن أتحدث عما تعرضت له من أذي ومادفعته من ضرائب وأثمان باهظة جراء مواقف رأيت فيها الحق والثبات علي المبدأ ، أو نتاج أخطاء لدي الشجاعة أن أعلنها ولا أبرئ نفسي او أنزهها من الخطأ ، وبنفس القدر آليت علي نفسي ألا أفتأت علي الأخرين
وإلي ذلك الحين – الذي لن يطول – والذي تتوفر فيه الشروط الموضوعية لنشر هذه الشهادة أقول
لست أُحسب بين فرسان الزمان ..إن عد فرسان الزمان
لكن قلبى كان دوماً قلب فارس..كره المنافق والجبان
مقدار ما عشق الحقيقة

فيسبوك