السبت 23-04-2016 – 11:06 ص
قال المخرج خالد يوسف، عضو مجلس النواب والقيادى فى ائتلاف 25/30، إنه صوّت بـ«لا» على بيان الحكومة لأنه برنامج غير مبنى على المنهج العلمى ويفتقد الرؤية وبه العديد من المشاكل.
وأضاف فى حواره لـ«الوطن» أن السياسة التعليمية فى مصر لا تحتاج إلى تغيير فقط وإنما تحتاج «النسف من الأساس»، كما أننا نحتاج لمشروع ثقافى كامل لمواجهة الإرهاب لأن المواجهة لا تكون بالسلاح فقط وإنما بالفكر أيضاً.
عضو مجلس النواب: إذا لم يدرك البرلمان مسئوليته فى «تيران وصنافير» ستتعرض الدولة لـ«ريح عاتية»
ولفت إلى أن مجلس النواب وافق على البرنامج بسبب الظرف الذى يمر به البلد وخوفاً من الدخول فى المجهول، على الرغم من أننا لا بد أن نفكر فى حلول غير تقليدية ونتوقف عن «المشى جنب الحائط»، موضحاً «بعد ثورتين ما زال سلوكنا لا يتسم بأى ثورية».
وأشار عضو مجلس النواب إلى أن ممارسات «دعم مصر» أشنع من الحزب الوطنى، فأعضاء «الوطنى» كانوا «محترفين» أما أعضاء دعم مصر «هواة»، وإذا أصر «دعم مصر» على نفس الممارسات «هتودى مصر والتجربة الديمقراطية فى داهية»، موضحاً أن دعم مصر سيفوز برئاسة 20 لجنة على الأقل من إجمالى 25 لأنهم يدخلون انتخابات اللجان بفكرة المغالبة لا المشاركة.
وأكد خالد يوسف أن كل من رفع شعار «ارحل» للرئيس فى المظاهرات هم جماعة الإخوان الذين يريدون ركوب الغضب الشعبى، مؤكداً أنه معترض على اتفاقية «تيران وصنافير» ولكنه ليس عنده أى لحظة شك فى وطنية الرئيس وليس لديه أدنى استعداد لرفع شعار ارحل، مشدداً على أن شعبية «السيسى» ما زالت كبيرة جداً، ومن الطبيعى أن تقل بعض الشىء فهذا من طبائع الأمور، لافتاً إلى أن مطالب السودان بحلايب وشلاتين اصطياد فى الماء العكر. وإلى نص الحوار:
لماذا رفضت بيان الحكومة؟
– صوّتُ على برنامج الحكومة بـ«لا» لأنه برنامج يفتقد المنهج العلمى والرؤية، ثم الآليات، والجداول الزمنية، ومصادر التمويل، فهذه مكونات برامج الحكومات المتعارف عليها، وهى مكونات غير موجودة فى حكومة المهندس شريف إسماعيل، فهو برنامج به 150 صفحة تتحدث عن مشروعات اقتصادية ومشروعات قومية كبرى، دون وضعها ضمن خطة تنمية واضحة، أو نظام اقتصادى، فلو كان النظام اشتراكياً كنا نجد خططاً موضوعة فى هذا الإطار، ولو كان نظام السوق الحرة سيكون لها نسق آخر، وهكذا، فهى مشروعات فى العموم دون معرفة حتى كيفية إدارة المشروعات أو ما يسمى بـ«الحوكمة»، فلا نعرف كيفية إدارة المشروعات، وهل القطاع الخاص والمستثمرون مشاركون فى هذه الخطة، والبرنامج أيضاً لم يتضمن ما هو دور الدولة فى التنمية ولا كيفية تحفيز القطاع الخاص ولا كيف تنقذ القطاع العام من كبوته.
لكن البرنامج تضمن عدداً من المحاور الواضحة؟
– إذا تحدثنا مثلاً عن محور العدالة الاجتماعية، سنجد أن الحكومة تفهمها على أنها الحماية الاجتماعية، وهو أمر خطير جداً، فإذا نظرنا لمشروع «كرامة»، الذى يتضمنه البرنامج، فهو يعطى للفقراء والمسنين وأصحاب الاحتياجات الخاصة، معاشات وضمانات، وهذا يجعل جميع هذه الفئات كما هى داخل منظومة الفقر، وأن دور الحكومة تحسين أوضاعهم نوعاً ما، فى حين أننى أرى أن العدالة الاجتماعية أمر يختلف تماماً، فالعدالة الاجتماعية هى أن أوفر لأبناء الفقراء فرصة جادة فى تعليم حقيقى مجانى، وفرصة عمل يحيا بها حياة كريمة، وتهيئة الأجواء صحياً وبيئياً حتى لا يصابوا بالأوبئة والأمراض، فهذا ما سوف يخرجه من دائرة الفقر، وبالتالى تتحسن أحوالهم، فهذه هى العدالة الاجتماعية التى تحترم المواطن، ولا تتعامل معهم على أنهم مساكين يستحقون الصدقة إنما مواطنون لهم نصيب عادل من فرص البلاد بالعدالة الاجتماعية.
وكيف ترى باقى محاور البرنامج؟
– إذا نظرنا لمحور التعليم، ستجد أن جل ما قالته الحكومة، هو «الاستمرار فى» أو «استكمال كذا»، وهذا معناه أنها ترى أن السياسة التعليمية مضبوطة أو أنها السياسة المثلى، إذن الحكومة لم تعطنى فلسفة أو رؤى جديدة لتطوير التعليم بالكامل، فالسياسة التعليمية فى مصر لا تحتاج إلى تغيير فقط وإنما تحتاج «النسف من الأساس»، وأيضاً إذا نظرنا للصحة فى برنامج الحكومة، لا يوجد أى فكر لكيفية تطوير منظومة الصحة، وإنما تجد صفحات كثيرة عن كيفية مقاومة فيروس سى، والسؤال هو ما خطة التطوير الحقيقية التى تجعل منظومة الصحة تسير بكفاءة أكثر مما هى عليه الآن؟ ثم الاستحقاق الدستورى المنصوص عليه فى الدستور وهو 3% لا ذكر له، والاستحقاق الدستورى الخاص بأن التأمين الصحى يطال جميع المواطنين لا ذكر له.
هل لك ملاحظات أخرى على البرنامج؟
– نعم.. فإذا نظرنا لمحور الديمقراطية، ستجد أن هناك صفحة ونصف الصفحة تتحدث عن الديمقراطية، لا يوجد أى شىء يتحدث عن عملية إرساء تحول ديمقراطى ونحن نبنى دولة ديمقراطية حديثة طالب بها الشعب فى 30 يونيو، وإذا تحدثنا عن الثقافة فى البرنامج نجد أنه لا يوجد أى مشروع ثقافى تتبناه الدولة، ولا تجد كيفية لإدخالنا الثقافة فى محاربة الإرهاب، لأن الصراع فى الأساس ليس صراعاً إرهابياً فقط وإنما صراع أفكار إرهابية، وهذا هو الأهم، وبالتالى نحتاج لمشروع ثقافى كامل للمواجهة.
ما ذكرته يشير إلى عدم وجود برنامج من الأساس.. لماذا منح البرلمان الثقة للحكومة؟
– طبعاً لا يوجد برنامج، فكما ذكرت يوجد 150 صفحة مشروعات اقتصادية وقومية كبرى، والباقى كلام إنشائى مرسل، النواب وافقوا عليه، حسب ما قالوا فى كلماتهم، فإننا نجد أن 90% من النواب قالوا نصاً إنهم غير راضين عن البرنامج وكل منهم رصد أسباب عدم الرضا، إلا أنهم يوافقون على البرنامج بسبب الظرف الذى يمر به البلد، وإننا لا نريد الدخول فى المجهول، لأن إسقاط هذه الحكومة يعنى أن البرلمان هو من يشكل الحكومة، وإذا لم ينجح البرلمان فى التشكيل ولم يحصل على الثقة، سوف يحل المجلس ونعود للمربع صفر، فهذه كانت مبرراتهم.
صوّتُ بـ«لا» على بيان الحكومة لأنه يفتقد الرؤية ولا ينتصر للفقراء.. وإذا لم يصحح المسار فإننا مقبلون على كارثة.. وعندما أفقد الأمل لن تجدنى فى البرلمان وسوف أستقيل فوراً.. و«النواب» وافق على برنامج الحكومة بسبب الظرف الذى تمر به الدولة وخوفاً من الدخول فى المجهول
وهل ائتلاف «دعم مصر» كان قادراً على تشكيل حكومة؟
– نعم، وأنا قلت لهم أنتم تفتقدون الثقة فى أنفسكم، وطبقاً للدستور فى حال عدم حصول الحكومة على الثقة فهو الذى يشكل الحكومة، وأنا أثق فى أن ائتلاف دعم مصر يستطيع تشكيل حكومة أفضل من الحالية وبرؤية أفضل، وكان ردهم أن هناك حالة سيولة ومش هنعرف نعمل ده والبرلمان هيتحل، وكنت أثق فى أنهم هيكونوا فى تحد حقيقى ومسئولية حقيقية إذا شكلوا الحكومة، لأنهم إذا فشلوا فى تشكيلها البرلمان نفسه سيحل، وبالتالى يعتبر هذا سيفاً مصلتاً على رقابهم، فلا بد أن نفكر فى حلول غير تقليدية، ونتوقف عن المشى جنب الحيط، إننا بعد ثورتين ما زال سلوكنا لا يتسم بأى ثورية فى أى حاجة، ونسير وكأن البلد لم تحدث فيه ثورتان.
هل نسير فى الطريق الصحيح؟
– الحكومة وطنية 100% ولكن هذا هو فكرها، ونحن لا نسير فى الاتجاه الصحيح، وإذا لم يُصحح هذا المسار فإننا مقبلون على كارثة، فأنا لو مجنون لا يمكن أن أوافق على هذا البرنامج بسبب جملة، وهى «أن هناك قرارات مؤلمة سنتخذها» ما هى هذه القرارات؟ فكيف تقول لى إننى سأتخذ قرارات مؤلمة ولم تحددها ومع ذلك أوافق عليه، فماذا أقول للمواطنين عندما تهبط عليهم هذه القرارات، فهل أقول لهم إننى وقعت على بياض دون أن أعرف؟
وبعد منح الثقة للحكومة وانتهاء التصويت على البرنامج ماذا سيكون دوركم فى المستقبل؟
– بعد أن حصلت الحكومة على الثقة، وأنا ممن قالوا لا للحكومة، إلا أننى بعد منحها الثقة أقف فى ظهرها، أنا وائتلاف 25 /30، لأننا نريد نجاح الحكومة، لأن نجاحها سيعود على الشعب المصرى، والدولة لا بد أن تنجح فنحن لا نملك رفاهية الفشل، وسوف نصوب أخطاءها، ونضىء لها الطريق، والعمل الأساسى لوظيفتنا كنواب هو الرقابة لأداء الحكومة.
كل من رفع شعار «ارحل» للرئيس فى المظاهرات هم الإخوان الذين يريدون ركوب الغضب الشعبى.. و«دعم مصر» مثل «الإخوان» يرفع شعار المشاركة لا المغالبة.. وممارسات الائتلاف «هتودى مصر والتجربة الديمقراطية فى داهية»
ما تفاصيل أزمتك الأخيرة مع محمد أبوحامد؟
– هى محاولة لتدشين وضع فى البرلمان وهو أن من سيهاجم سيجد من يرد عليه، فمحمد أبوحامد قام بالرد عليَّا فى الثلاث مرات التى تحدثت فيها فى قضايا حساسة جداً، وفى كل مرة أتحدث يكون محمد أبوحامد هو المتحدث بعدى مباشرة، وهو أمر بالطبع مقصود من ائتلاف «دعم مصر» وهذه طريقة يحاولون من خلالها إرهاب المعارضة حتى لا تتحدث، وهو أمر لن يحدث.
ما كواليس الصلح بينكما التى قام بها رئيس المجلس الدكتور على عبدالعال؟
– ما حدث أننى كنت مصراً على تحويله للجنة تحقيق، ليس انتصاراً لشخصى لأن الأمر لم يكن به أى شخصنة، فمنذ اللحظة الأولى كان مطروحاً أن يعتذر محمد أبوحامد لى، وأنا كنت أقول لا، فالنقاش كان لإقناعى بقبول الاعتذار، ولم يكن بينى وبينه أمر شخصى، وكنت أريد إرساء مبدأ أنه من يتجاوز أو يخطئ فى حق المجلس أو نائب أو يتجاوز فى حق اللائحة المنظمة لعملنا، يحاسب زى أى حد، وليس معنى أنه من دعم مصر أنه لا يحاسب.
ما زالت شعبية الرئيس كبيرة جداً ومن الطبيعى أن تقل بعض الشىء فهذا من طبائع الأمور.. ولست مستعداً لأن أقول له «ارحل»
هل ترى أن «دعم مصر» يشبه الحزب الوطنى فى أدائه؟
– إنه يمارس ممارسات أشنع من الحزب الوطنى، فالحزب الوطنى كان به أعضاء حريفة سياسة «محترفين»، أما دعم مصر «هواة»، فدعم مصر يفهم الديمقراطية أنها ليست حكم الأغلبية فقط، وإنما أيضاً قهر الأقلية، ويرى أن الأقلية يجب ألا تتحدث، وصدرهم يضيق عندما نقول رأياً معارضاً، فالحزب الوطنى قبل الثورة كان يصمت أمام المعارضة وقتها التى كانت فى الأساس مستأنسة، بمنطق أنتم تقولون ما تشاءون ونحن نصنع ما نشاء، ودعم مصر يتبع نحن نفعل ما نشاء وأنتم لا تقولون ما تشاءون.
وما السبب فى ذلك؟
– بسبب أن لديهم خوفاً وعدم ثقة، ويخشى أن تقول حديثاً مقنعاً فيؤثر على أعضاء فى ائتلاف دعم مصر وتأخذهم من عنده، فى ظل غياب الالتزام الحزبى، وبالتالى «يغلوش علينا» لأن كلامنا يبدو مقنعاً فيخشى ذلك.
وهل مصر تتحمل ذلك؟
– بالتأكيد لا، وقد قلت إن دعم مصر بممارساته الحالية «هيودى مصر فى داهية، وهيودى التجربة الديمقراطية فى داهية»، فعندما نقوم بعملية تحول ديمقراطى يجب أن نكون مدركين لها، وأن الأقليات يجب أن يكون لها فسحة، ولا بد من إعطائها مجالاً أوسع من أجل التعبير عن الرأى، لأن هذا يصنع الحراك السياسى الذى يخلق التعددية، والحيوية السياسية، وهو ما يخلق أيضاً أحزاباً حقيقية موجودة على الأرض.
أعترض على اتفاقية «تيران وصنافير» ومن حق من يرى أنهما مصريتان أن يقول «لا مش هنسلم الأرض».. ومطالب السودان بحلايب وشلاتين اصطياد فى الماء العكر ومحاولة للقفز على الدولة وهم يعتبرونها فى أضعف حالاتها
هل هذا البرلمان هو الذى كنت تريده بعد قيام ثورتين؟
– بكل تأكيد لا، ولكنه معبر عن حالة الارتباك التى يعيشها الشارع المصرى، وهو مردود لهذا الارتباك، فى ظل تخاذل النخب، فهناك دوائر كثيرة نظراً لأن الناس حُشرت ما بين سيئ وأسوأ، فاختارت من بينهما، لأنه لا يوجد نخبة حقيقية ترشحت، فهى تراجعت وتقاعست.
وكيف ترى أداء الدكتور على عبدالعال؟
– الدكتور على بيتعصب عندما -من وجهة نظره- يهين أحد مجلس النواب، أو يتخطى النظام العام الموجود فى اللائحة، باعتباره مسئولاً عن حفظ النظام داخل الجلسة وتسيير وإدارة الجلسات.
أعضاء «الوطنى» كانوا «محترفين سياسة» لكن دعم مصر «هواة» يفهمون الديمقراطية بأنها «قهر الأقلية».. وأزمتى مع «أبوحامد» مقصودة من «دعم مصر» وهم يحاولون إرهاب المعارضة حتى لا تتحدث
ما الذى تتوقعه فى انتخابات اللجان؟
– دعم مصر سيفوز بجميع اللجان التى يخوض عليها المنافسة، وسوف يحصل على 20 لجنة على الأقل من إجمالى 25، لأنهم يدخلونها بفكرة المغالبة لا المشاركة، والمفروض لو انت عاوز تفيد الوطن وانت وطنى، تبحث عن الأكفأ لرئاسة اللجنة، وتقف وراءه حتى لو لم يكن عضواً فى الائتلاف، فهناك مثلاً فى إحدى اللجان يوجد أكثر من نائبة متخصصة فى مجالها، رشح دعم مصر أمامها نائبة من تخصص مختلف تماماً لا علاقة له باللجنة، ولم يأخذوا الكفاءة لأنها ليست فى ائتلاف دعم مصر، مثلهم مثل الإخوان يرفعون شعار المشاركة لا المغالبة، وفى الآخر هم يغالبون ولا يشاركون، فدعم مصر مثله مثل الإخوان وليس الحزب الوطنى، فالحزب الوطنى كان بيعمل صفقات، ولا توجد صفقات الآن لأنهم هواة، وأنا لا أدفعهم للصفقات ولكن حتى لا يقوموا بالمواءمات، وأنا لا أريد حتى المواءمات، وإنما أريد مصالح الناس، فأين وكيف تتحقق، فالشعب تتحقق مصلحته عندما يكون رئيس اللجنة متخصصاً وكفئاً وليس أى حد منتم لدعم مصر وخلاص.
ما اللجان التى ينافس عليها ائتلاف 25/ 30؟
– ننافس على عدد من اللجان، منها لجنة الثقافة والإعلام، رشحنا فيها يوسف القعيد، وجمال شيحة على التعليم، ومحمد عبدالغنى على الإسكان، هيثم الحريرى وكالة لجنة الصحة، ولم نعمل أى تربيطات وإنما نتحدث مع النواب، ونؤكد عليهم من ترونه أصلح اختاروه.
«تيران وصنافير» كيف سيتعامل معها المجلس؟
– البرلمان مسئول مسئولية كاملة عن الاطلاع على كافة المستندات والوثائق الموجودة تحت يد الدولة والموجودة فى أى حتة فى العالم، ولا بد أن نُخضع هذه الوثائق للبحث الدقيق جداً وتطمئن ضمائرنا أنها مصرية أو مش مصرية، ولو اتضح أنها مصرية، ليس لنا أى دخل سواء كان البرلمان أو الرئيس أو الشعب نفسه، لأن الدستور بيقول لا يجوز التنازل عن أى أرض مصرية، أما إذا وجدنا أنها غير مصرية، لا يخلو الحال من أمرين، إما أن تكون لك حق من حقوق السيادة مارسته على الجزيرة وبالتالى لا يجوز تفعيل المعاهدة إلا بعد الرجوع للشعب طبقاً للدستور، والحال الثانى تكون لنا أعمال إدارة على الجزيرة، وفى هذه الحالة المجلس يوافق عليها أو يرفض، وهذا هو المسار الديمقراطى الدستورى القانونى المنضبط، والمجلس إذا لم يدرك مسئوليته الكاملة فى هذا الموضوع، رأيى أن الدولة ستتعرض لريح عاتية، لأنه سيكون هناك شرخ فى شرعيتنا كلنا لو لم نناقشها بكل دقة.
أليس لديك مخاوف من أن يحاول دعم مصر تمرير الموضوع فى ضوء أن الظرف لا يحتمل؟
– هذا الأمر مختلف، ولن يجرؤوا على ذلك، فالمسألة متعلقة بأرض، وهى مسئولية تاريخية تختلف عن الموافقة على الحكومة، فالموافقة على الحكومة أمر عادى، أو رفضناها عادى أيضاً، أما أن يقال فى عصر البرلمان الفلانى تم التنازل عن الأرض فى هذه القطعة ولم يتيقن أنها مصرية تبقى مصيبة.
أنت سعيد بوجودك فى هذا البرلمان؟
– مش قوى، ولكن ما زال عندى أمل، وعندما أفقد الأمل لن تجدنى فى البرلمان، وسوف أستقيل فوراً.
كيف ترى المظاهرات التى رفعت شعار «ارحل»؟
– كل من قالوا للرئيس «ارحل» هم جماعة الإخوان الذين يريدون ركوب الغضب الشعبى الخاص بموضوع الجزيرتين، ويريدون أن يصدروا للعالم أن هناك مظاهرات شعبية ضد السيسى، وأنا بقول إن المظاهرات التى نزلت هى من المواطنين الشرفاء اللى فيها عبروا عن اعتراضهم على موضوع الجزيرتين فقط، أما فكرة «ارحل» فهى فكرة إخوانية بحتة، وأنا واحد من الناس المعترضين على هذه الاتفاقية، وليس عندى لحظة شك فى وطنية الرئيس، وليس لدىَّ أدنى استعداد أن أقول للرئيس ارحل، وعندما أقول إن البرلمان يجب أن يتيقن، فإننى أؤكد على الدستور الذى يقول هذا الكلام، ونحن سوف نسير عليه بالحرف، خاصة فى مثل هذه المناطق الحساسة، فلو مش مصرية نكون بنطهر قرار الدولة بالاستفتاء، وإذا كانت مصرية يكون الأمر منتهياً، والبرلمان يقول ذلك، فيعفى الرئيس من الحرج أمام السعودية، على أساس أن البرلمان هو من قرر وهو ممثل الشعب.
كيف ترى الدعوات المقبلة للتظاهر؟
– أرى أنها تعبير عن أمر حقيقى وهو شىء عزيز على مصر، ومن يرى أنها جزء من مصر يجب أن يعبر عن رأيه، ومن الطبيعى أن يتظاهر، أما من يريد استغلالها وركوب الموجة فلا، فالإخوان المسلمون معروف عنهم أن فكرهم لا يعترف بالوطن أوالمشروع الوطنى، وأفكارهم أممية أصلاً، وقالوا عن مصر «طظ فى مصر»، وبالتالى هما مش محروقين عشان الجزيرتين وإنما يصفّون مشاكلهم مع السيسى، أما المواطنون الحقيقيون الذين يعتقدون أنها مصرية وخارجون بنقاء يقولون له «لا» مش هنسلم الأرض، لهم الحق فى ذلك.
الوضع الاقتصادى وارتفاع الأسعار هل من الممكن أن يكونا وقوداً للمظاهرات أيضاً؟
– وهذا ضمن أسبابنا لرفض برنامج الحكومة، أنه لا يوجد به برنامج اقتصادى منتصر للفقراء، ويخفف الاحتقانات الموجودة، وهى بالفعل عوامل مساعدة للمظاهرات، وأتمنى أن يصبر الناس الوطنيون الحقيقيون لحين إعلان رأى البرلمان فى موضوع الجزيرتين، لأنهم قد يكتشفون أن البرلمان لو كانت مصرية قادر على وقف هذه المعاهدة، ولو كانت سعودية قادر على إرجاع الأمر للشعب، ومن ثم السيادة للشعب، ولكننى لا أستطيع أن أصادر حق الناس فى التظاهر لأنه حق دستورى.