الثلاثاء 19-04-206 – 05:00 م
حوار محمد مجدى السيسى – تصوير كريم عبد العزيز
عقب الأزمة التى حدثت فى الجلسة العامة اليوم، والاشتباك الذى وقع بين النائبين خالد يوسف، ومحمد أبو حامد، أجرى “برلمانى” حوارا مع النائب خالد يوسف، بمقر البرلمان، على خلفية تلك الأزمة التى نشأت بسبب اعتراض النائب محمد أبو حامد، عضو ائتلاف “دعم مصر”، على كلمة يوسف التى انتقد فيها الحكومة بحدة، ما أحدث فوضى وانفلاتا ونشبت مشادة كلامية حادة بينهما، ورفع الدكتور على عبد العال الجلسة على إثرها.
وإلى نص الحوار:
ما الانطباع العام لديك تجاه البرلمان عقب أزمة اليوم؟
انطباع أكثر إيجابية، لأننى وجدت معظم الأعضاء متضامنين جدًا مع حقى، ومع إن ما حدث كان فيه تجاوز غير مقبول، واتفقوا معى على المستوى الفكرى والسياسى، وهذا يعكس أن الأمر فى يد الأعضاء من خلال التصويت تجاه القضايا القومية.
أنت تؤكد إذًا أن قرار البرلمان بيد النواب؟
بكل تأكيد، لكن اللى عاوز يفرط فى حقه دى قصة أخرى، واللى عاوز ياخد تعليمات من حد دى قصته.
ما توصيفك لما فعله النائب محمد أبو حامد؟
لا أريد الحديث فى هذا الأمر، لكن هو نفسه اعتذر عن الأمر، واعترف أن ما مارسه ليس من حقه وفيه مزايدة.
وماذا عن ممارسة دعم مصر داخل قاعة البرلمان؟
ممارساتهم تتسم بعدم الإيمان بالديمقراطية أصلا، وبفهم خاطئ لفكرة التحول الديمقراطى، ليسوا مدركين أن تقدم الوطن سيأتى فقط من خلال إرساء أسس التحول الديمقراطى، ومتخيلين أن الغلبة التصويتية تعنى قهر الباقين، وهذا ظهر منذ اللحظة الأولى حينما أقروا نسبة الـ 25% لتشكيل الائتلافات، ما منع تكتل 25-30 من الوصول إلى أن يكون ائتلاف رسمى، لأنه من وجهة نظرنا هو الاتجاه، الذى يمثل الأغلبية العظمى للشارع المصرى، وهذه تصرفات شبيهه بما كان يفعله الحزب الوطنى والإخوان.
هل تتعارض تلك الممارسات من الدستور فى تقديرك؟
دعم مصر يستخف بالدستور، وكأن الدستور لا يحكمنا، لما نقول فى خرق دستور، يقولك وإيه يعنى، ميعرفوش إن المفروض الدنيا تقوم وتقعد.
إذًا كيف ترى مستقبله فى ظل تلك الممارسات؟
مستقبله يتعلق بأدائه، لو استمر أداؤه بهذا الشكل سيذهب إلى زوال، مبقاش حاجة اسمها أحزاب أغلبية، وإن أحزابا فوقية بتتعمل من فوق، لازم يكون الأحزاب شغالة من القاعدة، وإلا ستكون ورقية تذهب مع أول اختبار.
وماذا تتوقع لمستقبل البرلمان فى ظل تلك الممارسات؟
أعتقد أن الأمر سيختلف بعد الانتهاء من بيان الحكومة، وإقرار اللائحة، لأن الأمر وقتها سيتعلق بقوانين تمس حياة المواطنين، والنائب هيلاقى نفسه مش قادر يخذل ناخبيه، أنا لست متشائم، وأعتقد أن عددا من النواب الموجودين داخل ائتلاف دعم مصر، سيدعمون قضايا كثيرة تمس المواطن.
ما رأيك فيما يتردد بشأن أن هناك تعليمات تأتى لنواب دعم مصر من الخارج؟
هذه كلها اجتهادات لكن ليس لدى وثيقة تؤكد ذلك، وارد أن يكون ده موجود.
فى سياق آخر، ما رأيك فى إدارة الدكتور على عبد العال للجلسات؟
الناس بتحكم على إدارته للجلسات بالمقارنة مع البرلمانات السابقة، وده فيه ظلم كبير ليه، لأن البرلمانات السابقة كانت تدار من 3 أو 4 شخصيات، وكان هناك أغلبية مطلقة، وقرار البرلمان يأخذه شخص واحد، لكننا الآن لدينا تنوع واختلافات مذهلة، فبالتالى إدارتها ليست سهلة.
هل تعتقد أنه ينحاز فى إدارته لائتلاف دعم مصر؟
لا أستطيع اتهامه بذلك الاتهام، لكنه اليوم خلال الأزمة، كان يستطيع أن يوقف كلمة النائب الذى تجاوز فى حقه بأن يعلق على بيان الحكومة، وعلق على كلامى، ولو كان أوقفه، لم يحدث ما حدث.
ما رسالتك لعلى عبدالعال حفاظًا على البرلمان؟
إقرار مبدأ العدالة بين الجميع.
فى سياق آخر، ما رأيك بكلمات النواب حول بيان الحكومة؟
تقدر تصف تعليقات النواب أن فيها انفصاما، انفصام فى الشخصية، 90% من النواب طلعوا شرحوا بيان الحكومة من حيث الشكل والمضمون، وفى آخر كلمتهم يقولوا أنا بقبل البرنامج تحت دعوى إن الظرف لا يحتمل، وفى نفس الوقت هذا ينم عن عدم ثقة فى أنفسنا.
تعتقد أن البرلمان “مش واثق فى نفسه” فى ضوء تلك المناقشات؟
آه البرلمان مش واثق فى نفسه لأن لو واثق فى نفسه لأخذ المهمة طبقًا للدستور، ويقول أنا مش عاجبنى البرنامج ده، ووقتها سيجتهد ائتلاف الأغلبية فى البحث عن شخصيات تحصل على توافق من أغلبية أعضاء المجلس، لأن وقتها ستكون قضية مصير، إما أن يشكل البرلمان حكومة أو أن يتم حله، وبالتالى هيقدر يشكل حكومة بنسبة 100%، بل بالعكس هتكون قوية، غير أن الوطن زاخر بالشخصيات الوطنية.
دعنى أتحدث عن التكتل الذى تسعون لتدشينه، هل يُراد لائتلاف “25-“30 أن يكون معارضة مستأنسة فى البرلمان؟
عمرنا ما هنكون معارضة مستأنسة، اللى طالعين من ثورتى 25 يناير و30 يونيو، لن يتنازلوا عن حلم المصريين فى دولة حقيقية، وكذلك لن يقبلوا المساومة على أى شيء.
هل تعتقد أن هناك اتجاها داخل الدولة لا يريد معارضة داخل البرلمان؟
بكل تأكيد آه، فى أول عملية تحول ديمقراطى، بيبقى فيه ناس بحكم تربيتهم مش مؤمنين بالتعددية، ونفسهم ما يسمعوش صوت، مش الحكومة بس، أصحاب الآراء السياسية كمان.
كم عدد نواب تكتل “25-30” الآن؟
فى حدود 50 عضوا.
ما رأيك فيما يتردد أنكم لن تصلوا إلى العدد الرسمى الكافى لتشكيل ائتلاف؟
أكيد مش هنوصل، لكن بالممارسة وبالمصداقية، قد يدخل قطاعات أخرى من النواب.
هل من الممكن أن يستقيل النائب خالد يوسف من البرلمان فى وقت ما؟
بكل تأكيد.
ما الظروف السياسية التى لو حدثت ستستقيل؟
لو ذُبحت العدالة الاجتماعية سأستقيل، لو أقر البرلمان تعديل الدستور سأتقيل، أى المساس به، هناك ممارسات مبدئية لو خالفها البرلمان يبقى ملوش لزمة إنى أقعد أصلًا.