نشر في 2016
يظل المخرج خالد يوسف حالة فريدة من نوعها، شخصية استثنائية في كل شئ حتى حينما تقدم بأوراق ترشحه للانتخابات لم يتقدم بطريقة تقليدية، وإنما ذهب إلى مقر اللجنة بمحكمة بنها وسط حشد من الآلاف من أنصاره، انطلاقًا من سرايا خالد محيي الدين بكفرشكر، باعتبار يوسف أحد تلامذته.
وعقد يوسف كثير من المؤتمرات واللقاءات مع أهالي القرى المجاورة وتعهد لأنصاره بالعمل جاهدًا لحل مشكلاتهم قبل الانتخابات، حتى يثبت لأهالي دائرته أنه ينفذ وعوده قبل أن يمنحوه صوتهم.
قال المخرج خالد يوسف خلال المؤتمر الصحفي، الذي أجراه على هامش تقديمه أوراق ترشحه للانتخابات البرلمانية ” الشعب المصري لن يهدأ حتى يتحقق أهداف الثورة الممثلة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية”، مؤكدًا انحيازه للبسطاء حال فوزه بمقعد البرلمان عن دائرة كفر شكر.
وأشار «يوسف»، إلى أن ” الثورة لم تمت ومازالت على قيد الحياة في قلوب المصريين”، متابعا: «أي شخص يتصور إنه سيدخل البرلمان بفلوسه يبقى بيحلم.. الشعب المصري واعي».
وأكد المخرج السينمائي، والمرشح بدائرة كفر شكر بمحافظة القليوبية، أنه قرر خوض تجربة البرلمان حتى يشارك في صنع دولة العدالة ، وحتى لا نمكن الانتهازيين من أن يسيطروا على الواقع التشريعي في مصر خاصة بعد الصلاحيات الكبيرة، التي أعطيت للبرلمان في الدستور المصري .
وأضاف “يوسف” أنه قرر الترشح بالدائرة، التي ولد بها، والتي من يشرف ،بتمثيلها باعتبارها مسقط رأسه وبها أهل التي من العيب تركهم وتمثيل دائرة أخرى غير الدائرة التي ولد وتربى فيها ولها فضل عليه .
معقبا بقوله، إن كل قناعاتي وتشكيل وجداني حدث وأنا فيها، ولا أنسى فيهم شخص قائد عظيم وبطل من أبطال ثورة 23 يوليو وهو خالد محيي الدين فقد أطلعنى على نوافذ معرفية منذ صغري ساهمت في تشكيل عقلي ووجداني .
واختتم قائلا: إن «هنكمل مسيرة الثورة ونأخذ حقنا من خلال تحقيق أهداف الثورة داخل البرلمان».
وإذا عدنا للبداية نجد” خالد يوسف “شخصية استثنائية فى كل شئ ،فنان،ومبدع،ثورى،ومناضل ،فارس منتصر دائمًا لمبادئه ،لا يعرف اليأس ولا المستحيل . يحمل آلام الفقراء في قلبه ويعمل من أجلهم ، يملأ كيانه حب الوطن ، فهو مصري حتى النخاع.
المخرج خالد يوسف ولد في إحدى قري دلتا مصر (كفر شكر) من أب يشغل منصب العمدة بجانب شغله لموقع آمين الاتحاد الاشتراكي بمركز كفر شكر التنظيم السياسي الوحيد إبان حكم الرئيس جمال عبد الناصر، وأتاح له الأب تربية ثقافية لها إبعاد اجتماعية وسياسية نظرًا لانحياز الأب لأفكار الاشتراكية العربية (الناصرية) وكان لعلاقة والده بخالد محي الدين عضو مجلس قيادة ثوة 23 يوليو واحد أهم رموز اليسار والاشتراكية في العالم العربي آثرًا كبيرًا عليه إذ أخذ من اهتمامه ورعايته في صباه قسطًا وافرًا جعله يطلع على منافذ معرفة واسعة وخبرة كبيرة اضافت له وساهمت في تشكيل وعيه ووجدانه أحد القيادات البارزة للحركة الطلابية في الثمانينات انتخب رئيساً لإتحاد طلاب كليته قاده العمل الطلابي للاقتراب من كبار مبدعي ومثقفى الأمة العربية أمثال نذار قباني، يوسف إدريس ، ويوسف شاهين، الذي نصحه بالعمل في السينما عندما لمس لديه الموهبه.
وعندما بدأ مشواره السينمائي صنع أفلام كانت في مجملها منحازة للفقراء والمهمشين فاضحة لمعاناتهم وكاشفة للقهر، الذي يمارس عليهم دالة على حجم امتهان الحريات والكرامة الإنسانية فأدت هذه الأفلام، إلى تكريس روح التمرد والثورة في نفوس المصريين بل واستشرفت وتنبأت بالثورة، التي حدثت بعدها بأكثر من ثلاث سنوات بكل مشاهدها، والتي يصعب التفريق بين ماصنعه في الأفلام قبلها وماصنعه المصريون فى ثورة 25 يناير.
وعندما اندلعت شرارة ثورة 25 يناير بالفعل كان في مقدمة صفوف المتظاهرين ومن أكثرهم إصرارًا أن الثورة لابد أن تنتصر وعندما استغل البعض أثناء هذه الأحداث غياب الشرطة والدولة وحاولوا السطو على المتحف المصري ونهبه بادر بعد دقائق بتوجيه نداء عبر القنوات الفضائية ودعوة للشعب المصري للتوجه إلى المتحف لحمايته، وكان لذلك أثرًا كبيرا في نفوس المصريين الذين توافدوا بالآلاف وتمكنوا وهو معهم فى حماية المتحف من أعمال النهبـ، التي كانت ستطال أهم كنوز الحضارة الإنسانية.
وبقى في الميدان مع ملايين المصريين حتى رحل مبارك عن الحكم، وظل متمسكاً بعدها بتحقيق أهداف هذه الثورة فعندما سطا تنظيم الإخوان المسلمين عليها وتمكن من الحكم ظل مواصلا دوره في فضح أن هذا التنظيم هو من أعداء هذه الثورة وتنبأ بسقوطه في أقل من عام وظل مصراً على هذه البشارة مروجا لها متصديا لهم في كل المحافل واللقاءات والبرامج، وكان له نصيب من اعتداءاتهم الإجرامية أمام مدينة الإنتاج الإعلامى وتكسير سيارته، بل كان على صدر قائمة الاغتيالات ولم يردعه ذلك من مواصلة النضال ضدهم .
وعندما تم تعيين وزير ثقافة ينتمي لحركة الإخوان المسلمين خطط مع رفاق قليلين احتلال الوزارة والاعتصام بها ومنع الوزير من دخول الوزارة كي لا يحاول أخونة الثقافة أو طمس الهوية المصرية وتم بالفعل الاحتلال واعتصموا بمقر الوزارة وتم منع الوزير من دخول الوزارة لأكثر من شهر حتى جاء يوم 30 يونيو وكان في مقدمة الصفوف ومعه كل المعتصمين بالوزارة انضموا لجموع الشعب المصري في ثورته، التي أزاحت نظام الإخوان .عندما بدأ المصريون رسم خارطة مستقبلهم وأولها صياغة دستور جديد للبلاد اختير ضمن خمسون مصريًا لصياغته وبالفعل تم إنجاز هذا الدستور والذي وافق عليه المصريون بأغلبية كاسحة وعندما بدأت الانتخابات الرئاسية اختاره المشير عبد الفتاح السيسي ضمن اللجنة الاستشارية له ومعه أربعة من القامات الوطنية.