السبت 23 يوليو 2016
الإختلاف سنة الحياة وكما قالوا قديما لو اتفقت الأذواق لبارت السلع ولكني لست هنا بصدد الحديث عن السلع بل سأتحدث عن شخصية أثارت جدلا كبيرا في الساحتين الفنية والسياسية في مصر إنه خالد يوسف .
في رأيي الشخصي لم يحظ أي مخرج في تاريخ مصر بل والوطن العربي بنفس الحظ من التألق والإبداع الذي حظي بها خالد يوسف ليس لأنه أفضلهم ولكن من سبقوه كانوا معروفين علي المستوي النقدي والفني أو بمعني آخر يعرفهم من احترف هذه الصناعة وأتقنها .
أقصد صناعة السينما ربما لأنهم أحتفظوا لأنفسهم بدور المخرج فقط الذي يحرك الأحداث ولكن تبقي البطولة الظاهرة علي الشاشة والمعروضة للجمهور من نصيب ابطال العمل .
أما في حالة خالد يوسف فإنه وإن لم يقم بالتمثيل الإ انه يترك بصمة علي الفيلم, وعلي أبطاله أجبرت حتي المشاهدين من العامة علي معرفة الفيلم بإسم مخرجه وليس بإسم ممثليه كما كان شائعا .
فالمعروف عن المشاهد المصري أنه ضحل الثقافة الفنية إلي حد كبير وأقصد هنا المشاهد العادي وليس الناقد او الممثل . فإذا سألته علي عمالقة الإخراج في مصر أمثال صلاح أبو سيف وبدر خان فلن تجد عامة الشعب يعرف عنها شيئا أما إذا سألت نفس الأفراد عن أفلام خالد يوسف فأظن أن هناك الكثير من يحفظها عن ظهر قلب منذ بدايات عمله مع أستاذه يوسف شاهين .أفلامه كشفت الواقع المصري المتردي والتي طالما حاولت الدولة تجميله وتغطيته, قدم لنا ممثلين نعرفهم في ثياب جديدة لم نعتدها وأدوار لم نألفها .
كان من أوائل من ساندوا ثورة 25 يناير واختلف وقتها مع عدد من أبطال أفلامه الذين رفضوا التغيير وكان منهم ممثلة كانت بطلة في خمسة من أفلامه . كما أنه وقف صامدا ضد محاولات أخونة وزارة الثقافة في عهد مرسي وكان ممن حاصروا الوزارة لمنع وصول الوزير المفروض علي المثقفين . ثم شارك في لجنة صياغة دستور مصر بعض ثورة 30 يونيو وعاد بعدها ليصبح نائبا عن بلدته كفر شكر في مجلس الشعب وقد استطاع أن يأخذ موافقة الحكومة علي عدة مشروعات لتشغيل الشباب في دائرته وأيضا الإسراع في تنفيذ مشروعات الصرف الصحي لبعض القري .
أعود من حيث بدأت بالحديث عن الإختلاف . إختلف معي كما شئت خالفني في النتيجة التي وصلت إليها أنه يعتبر خليفة المبدعين العظام ولكنك لا تستطيع الإختلاف معي فيما سقته من أسباب دفعتني لتلك النتيجة .
وأخيرا فإني أعتب علي السياسي خالد يوسف أنه حرمنا من المخرج خالد يوسف فنحن نتطلع للجديد من أعماله الكاشفة والمصارحة