الأربعاء 27-06-2018 – 05:41 ص
كشف المخرج خالد يوسف أسباب تراجع إيرادات فيلمه «كارما» ومنها ابتعاده عن السينما 7 سنوات وانشغاله بالعمل السياسى ومنها أيضا عوامل أخرى خاصة بالفيلم واختلاف نوعية الجمهور وقال فى ندوة «المصرى اليوم» إنه نجح كمخرج فى تكوين قاعدة جماهيرية عبر أفلامه التى قدمها منذ فيلمه الأول «العاصفة» وحتى فيلمه «كف القمر» وأنه خلال سنوات ابتعاده خرجت أجيال لم تشاهد أفلامه وهى تشكل العنصر الأساسى بين رواد السينما. ونفى «يوسف» ما أشاعه البعض من أن واقعة سحب ترخيص الفيلم تمثيلية بهدف الدعاية للعمل، وأضاف: إن قصر مدة الأزمة هى التى أوحت للبعض بذلك وأن الرئاسة كانت وراء عرض الفيلم وأنه سيتمسك بصحيح القانون بعدم عرض أعماله إلا على الجهة الوحيدة المنوط بها ذلك وهى الرقابة على المصنفات الفنية.
وتابع أنه تحدث مع منتج مسلسل «لعنة كارما» وطالبه بتغيير الاسم حتى لا يتعارض مع عنوان فيلمه وأن المنتج وعده بذلك إلا أنه فوجئ بعدم تغييره وأن العديد من مسلسلات رمضان كانت أسماء بطلاتها «كارما».
لنبدأ من أزمة سحب ترخيص فيلمك «كارما» وكواليس التراجع وعرض الفيلم؟
تواصل معى د.خالد عبدالجليل رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، قبل العرض الخاص للفيلم بـ48 ساعة، وأخطرنى بأن الفيلم هناك توجيهات من مسؤول فى الدولة بمنعه، وأنه قرر سحب الترخيص، فسألته عن سبب السحب القانونى، فقال لى بسبب مخالفة شروط الترخيص، وهى تعنى إصدارى أفيش للفيلم مختلفا عن الأفيش الحاصل على ترخيص الرقابة، أو أننى تلاعبت وغيرت فى النسخة النهائية للعمل، أو أننى قمت بالسماح بعرض الفيلم لمن هم دون التصنيف العمرى الممنوح له،
وسألته أنا لم أرتكب أيا من تلك الأخطاء فبماذا ستبرر سبب المنع، ورد على بأنه سوف يكتب مخالفة شروط الترخيص فقط، وتعجبت من رده لأنه غير قانونى، لأن نص القانون يلزمه كرقيب أن يخطرنى مرة واثنتين قبل أن يقرر سحب الترخيص، وكان مصرا على تنفيذ القرار، وطلبت منه أن يرسله لى بسرعة، وقررت التوجه للقضاء الإدارى فى دائرة مستعجلة لأحصل على إلغاء القرار بصحيح القانون، ولكنى تجنبت هذا الخيار، وتوجهت للمؤسسات السيادية وتناقشت معهم فى الأمر لأكثر من 15 ساعة فى أكثر من جهة ومع أكثر من شخصية مسؤولة، حتى اتخذوا قرارا بالعدول عن المنع.
وهل تلك الجهات منوط بها الرقابة على الأفلام السينمائية؟
لن أخفى عليكم، أفلامى قبل ثورة يناير كانت لا تحصل على ترخيص إلا بعد عرضها على 5 جهات سيادية، المخابرات العامة والحربية وأمن الدولة والبحوث العسكرية والشؤون المعنوية، حتى فيلم «الريس عمر حرب» الذى تم تصويره داخل الكازينو مر على تلك الجهات، وقتها كان رئيس الرقابة الراحل على أبوشادى، بعد مشاهدته للفيلم وموافقته عليه لا يمتلك منحى الترخيص ويقول لى «توكل على الله شوف طريقك»، وبعدما شاهدت الرقابة فيلم «كارما» ووافقوا عليه دون ملاحظات، قالوا لى نفس الجملة الشهيرة، لكننى رفضت الذهاب لتلك الجهات، وذهبت للجهة الأولى ثم الثانية وطلبوا مشاهدة الفيلم ورفضت ذلك، فأجمعوا على منعه، وقتها قررت الشكوى لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، الذى أصدر القرار بمنحى الترخيص، وبعد نزول التريلر والدعوة والأغنية الدعائية للفيلم، قرر مسؤول أن يسحبه مرة أخرى خوفًا من أن يتسبب فى بعض الارتباك.
ولهذا السبب حرصت على توجيه الشكر لرئاسة الجمهورية والشؤون المعنوية فى تيترات الفيلم؟
لا، ولكن لأننى طلبت طائرة تهبط فى قصر ضخم، ورفضوا، فتوجهت للرئاسة، وصرحت لى بالحصول على الطائرة، ولأنها كانت السبب فى منحى ترخيص الفيلم دون أن تشاهده بعض الأجهزة.
هل ستعرض فيلمك المقبل على نفس الأجهزة الـ5؟
كلما كانت لدى فرصة بالتمسك بصحيح القانون سوف أفعل ذلك، أنا رجل واقعى وفى نفس الوقت حالم جدًا، وأنا أحلم بالدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، وأن أحقق ذلك فى سلوكى شىء مهم جدًا، ورفضى مشاهدة تلك المؤسسات للفيلم فليس إلا لأن القانون لم يلزم بذلك، ولكن إذا كان هناك قانون بذلك سوف أمتثل له.
البعض ربط بين فيلم «كارما» ومسلسل «لعنة كارما» الذى عرض فى رمضان كيف ترى ذلك؟
بالتاكيد فكرة وجود المسلسل قبل نزول السينما بأيام قليلة، أضر بالعمل، وتكشف ذلك من خلال صفحة الفيلم على السوشيال ميديا، وتواصلت مع منتج المسلسل قبل رمضان وطلبت منه تغيير اسمه، كحق أدبى، وليس قانونى لأنه أضاف للاسم، وقبل فكرة التغيير لكن لم ينفذه، وأتعجب من أن اسم «كارما» كان منتشرًا فى المسلسلات بشكل مستفز هذا الموسم، وأنا فى «كارما» قصدت توضيح معنى الاسم وهو أن الإنسان كما يدين يدان، سواء فى الخير أو الشر، ونقلات الشخصيات ونهاياتها ومصائرها مرتبطة بقانون كارما، ونؤكد أن فكرة الثواب والعقاب ليست فى الآخرة فقط، وأنه موجود فى الدنيا ممثلا فى الشقاء أو السعادة.
قدمت نموذجين للمرأة جيلان «سارة التونسى»، ومدينة «زينة» وكيف أنهما تعرضتا للابتزاز مقابل المال؟.. لماذا؟
كلتاهما لم ترضخ للابتزاز الجنسى، وفكرة مساومة المرأة أصبحت ظاهرة فى كل الأوساط، لا يخلو منها مجال أو نشاط ويتم فيه مساومة المرأة، وهو ما لم يكن موجودا من قبل، وأنا شاهدتها فى مختلف الأوساط، وأعتبرها مرضا اجتماعيا لابد من تسليط الضوء عليه، لكن ردود الأفعال على تلك الشخصيات كانت أن إحداهما رفضت المساومة من البداية والثانية حصلت على سلفة لاحتياجها لعلاج حماتها المريضة لكن لم ترضخ لرغباته، وأعتبرهما نماذج مشرفة للمرأة المصرية.
عالجت من خلال الفيلم كذلك ظاهرة الإرهاب؟ كيف يمكن التصدى لها من وجهة نظرك؟
ظاهرة الإرهاب فى العالم لم تندحر وأى انتصارات عليها جزئية، ولا انتصار على الإرهاب دون خوض الحرب الثقافية ضده، ويجب محاربتها فكريًا، والتحليل يقول إنه ناتج من أفكار متشددة لتأويلات فقهية لبعض المتشددين، وقد تكون نتاج الاستبداد، أو أسباب اقتصادية أو الاحتياج، أو لأسباب نفسية تجعل الشباب يتجه إلى التطرف، وبالتأكيد كل هذه المسببات تحتاج إلى معالجة، وتعتبر معركة فكرية مقدسة تحتاج للتصدى لها وأشرف ما فيها دماء الشهداء، ونحتاج لمجتمعات بها عدالة وحرية والدول كلها لم تنتبه بعد أن المعركة ثقافية فى الأساس ضد الإرهاب وليست عسكرية.
ما هو تقييمك لدور المؤسسة التعليمية الثقافية والإعلامية ضد الإرهاب؟
بالتأكيد فشل ذريع، وكل هذه المؤسسات لم تؤد دورها على مدار الـ 40 سنة الماضية، وهو ما أبرزته من خلال الفيلم، ويجب أن نعترف أن المؤسسة التعليمية والإعلامية والدينية لم تقم بدورها، وكلهم قصروا فى توصيل صحيح الدين للشباب.
لكن الرصاصة أسرع فى المواجهة مقارنة بالبناء الفكرى العقلى الذى يحتاج لسنوات؟
بالتأكيد، الرصاصة أسرع فى مواجهة الخطر الآنى، ولكن إذا استمررت فى الضرب لـ 10 سنوات، دون العمل وتطوير سلاح الثقافة، فلن ينتهى الإرهاب، المتذوق للموسيقى والفنون لن يكون إرهابيا إطلاقًا، الاهتمام بتنمية الوجدان والفكر والارتقاء بالحس الإنسانى عن طريق الفنون يجب أن تنتبه له دول العالم، ولم تنجح المواجهة الفكرية ولو بنسبة 5% حتى الآن، وإذا عدت لتجربة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وأنا منحاز إليها، انظر كيف استطاع القضاء على جماعة الإخوان وكل الجماعات المتطرفة فى زمنه، أطلق جيوش المثقفين والفنانين يبدعون فى كل مركز وقرية من خلال ثقافة جماهيرية، ثم أسس مشروعا اجتماعيا بديلا، وخلق من الفقراء أناسا لهم نصيب فى البلد قادرين على التعليم والعلاج، ورقى لهم الحس الإنسانى بدخول سلاح الثقافة فى المعركة من خلال السينما والمسرح والفنون، وحتى وفاته لم يكن هناك ظهور للإخوان حتى احتاجهم السادات لمحاربة اليساريين.
قدمت الثراء الفاحش فى العمل لإحدى الشخصيتين اللتين يجسدهما عمرو سعد.. هل تلك الشخصية من أرض الواقع؟
ما أقدمه فى الفيلم هو مشاهداتى الخاصة وليس مجرد رأى، والشخصية موجودة بالفعل فى مجتمعنا، بدون مبالغة، ومصر بها أغنى طبقة فى العالم وأفقر شعب، والفقراء يزدادون فقرًا وردًا على بعض زيادات الأسعار وقت تعويم الجنيه قلت فى البرلمان إنكم ذهبتوا بالفقراء تحت خط الكفر وليس الفقر، وأنا لم أقصد الكفر بمعناه الدينى، وفى 2016 حسب تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات هناك 20 مليون مواطن يتقاضون 300 جنيه شهريًا، و40 مليونا تحت 800 جنيه، و60 مليونا تحت 1500 جنيه.
قدمت فى أحد مشاهد الفيلم الفنان مجدى كامل التابع للدولة يهدد رجل أعمال بسحب القناة والجريدة والموقع الإلكترونى، هل كنت تقصد الإسقاط على رجل أعمال بعينه؟
فيلم «كارما» فكرته الأساسية نتاج قصة حقيقية فى مصر، وهذا الشخص الغنى جدًا أنا على معرفة شخصية به، وكان يعانى من هواجس الفقر، وتوجه لطبيب نفسى للعلاج من تلك الحالة، وكان يحلم بأن يتحول إلى شخص فقير إلى آخر قصة الفيلم، وهو شخص شهير جدًا.
انتقدت فكرة انتزاع وخروج الفقراء من مساكنهم الشعبية فى الفيلم.. لماذا؟
هذه وجهة نظرى، أن هؤلاء الفقراء مرتبطون بالمكان، والحوار فى الفيلم كان عبارة عن أن الشخص يقول «ياسيدى دول اعتبروا ده نصيبهم من بلدهم»، ورد المسؤول «هما لازم يحسوا إنهم فى دولة»، ويقول البطل «الناس هما الدولة»، وهو ما أعتبره مثل التوزيع العادل للثروة، وإذا كنت تريد مساعدتهم، قدم لهم مشاريع تنموية، أو اهدم مساكنهم العشوائية، وابن لهم مساكن آدمية، وأنا أرفض مبدأ خروجهم من منازلهم رغم امتلاكهم لتلك الأراضى.
قدمت الأحياء الشعبية فى «كارما» بصورة جمالية عكس أفلامك السابقة.. هل قصدت ذلك؟
أصور الفقراء كما هم وبحب، لأننى مرتبط بالفقراء، وأنتمى لهم وجدانًا وعقلا وفكرًا، ولا أحسب نفسى على الطبقة الأرستقراطية رغم أننى قد أكون طبقيًا أنتمى لهم وأصورها بنوع من الجمود، ولا أقصد تجميل الطبقة الفقيرة على الإطلاق، وصورت الفقراء فى «حين ميسرة» وتضامن معهم الجماهير بشدة رغم قسوة المشهد، عكس فقراء المخرج محمد كريم فى «ليلى بنت الفقراء»، كانوا فاهمين الفقراء غلط، «كانوا بيلمعوا الفقراء» قبل وقوفهم قبل الشاشة، بعيدًا تمامًا عن مدرسة الواقعية، وفى النهاية أنا أنتمى للسواد الأعظم من الشعب المصرى، وأتضامن معهم.
هناك نقد سياسى مباشر داخل الفيلم لبعض السلبيات فى المجتمع منها الإعلام وغيره؟
هناك مباشرة فجة تسقطك فى اللا فن، وأعتبرها طريقة واقعية فى طرح القضية وبدونها لا أعكس المضمون الذى أريد نقله، ولا أرى أن هناك حصة سياسة فى الفيلم، ولكن هناك دراما إنسانية موجودة، حينما تحدثنا عن المسيحيين والمسلمين، أين السياسة، نتحدث عن قصة وصلت أن الخال يقتل ابن شقيقته لكونه مسيحيا يعلن إسلامه، نتحدث عن مقرات شركة لأكبر رجل أعمال فى مصر تم تدميرها بسبب ظاهرة التعصب الدينى وهو فعل درامى، أين الحصة السياسية فى ذلك، حينما نؤكد أن عدم تطبيق العدل على الكل سيجعل «الدنيا هتقوم ومش هتعرفوا تطفوها»، وضرورة مواجهة مستغلى الدين.
البعض وجه نقدا للفيلم بأنه لا يتلاءم مع ذوق الجمهور فى 2018 خاصة أنك تغيب عن السينما منذ 2010؟
أتفق مع هذا الرأى، لأن المزاج النفسى للجمهور اختلف، وأنا بالتأكيد كنت مدركا لتغير الشريحة العمرية للجمهور التى اكتسبتها على مدار سنوات شغلى، وأنها لم تصبح مستحوذة على دور العرض، و«كارما» عصرى اجتماعى، مستوحى من قصة حقيقية، وأنا مؤمن بأن الفيلم الجيد يفرض نفسه.
غيابك 7 سنوات عن السينما هل سحب من رصيدك الجماهيرى؟
قبل 2010، كان لى رصيد وقاعدة جماهيرية كبيرة، وكانوا يحرصون على مشاهدة أفلامى فضولا لمعرفة ما سأطرحه من خلالها، والآن اختلف الجيل ومن كان عمره وقتها 10 سنوات أصبح لديه 18 عاما الآن، وهى الفئة التى تمثل الأغلبية من رواد السينما الفعليين فى الوقت الحالى، وللأسف لم يعتادوا على مشاهدة أفلامى.
هل تعرض الفيلم لحرب توزيع فى العيد أثرت على إيراداته؟
هناك الكثير من السينمات «قفلت» على الفيلم ولم تفتح له شاشات، والسبب فى ضعف الإيرادات ليس التوزيع فقط، ولكنه يعود لعدة عوامل يدركها جيدًا كل صاحب عمل، وإذا كان الفيلم عليه إقبال جماهيرى ضخم لكان ملاك دور العرض مجبرين على فتح شاشات أكثر له، وإن كانت معظم أفلامى التى تصدرت شباك التذاكر من قبل تواجه نفس الحرب فى التوزيع أو الرقابة حتى تمنح ترخيص عرضها، وكانت الجماهير هى التى «تنصر» خالد يوسف، وحينما عرضت فيلم «حين ميسرة» فى العيد حذرنى الكثيرون من صناع السينما من عدم نجاحه، وقررت المغامرة وقد كان، ومع كل فيلم كنت أواجه تحديات من الدولة وصناع السينما، منتجين وموزعين وملاك دور عرض، وكان نزول الجمهور أبلغ رد عليهم، وأنا أبحث عن سبب عدم إقبال الجماهير على «كارما»، وبكل تأكيد وضعت يدى على بعض مناحى القصور فى الفيلم سأحرص على تجاوزها فى فيلمى القادم، وكنت حريصا على حصر آراء الجماهير ممن شاهدوا «كارما» واكتشفت أن 80% منهم متحمسون لفكرته و20% شعروا بغربة تجاهه ولم يتفهموا القصة التى قد يتلقفها مشاهد على أنها قصة حياة شخص واحد أو شخصين، ومشهد الفينال جاء مربكا لهم، وسعيت من خلال ذلك إلى إحداث حالة من الحراك العقلى، لخلق حالة من النقاش بعد الفيلم وهو ما لم يتقبله البعض رافضين فكرة «الحيرة».
هل أزمة سحب ترخيص الفيلم قبل عرضه بيوم واحد لم تكن فى صالحك؟
على العكس، لأن الوجدان الجمعى للناس شعر وكأنها مجرد «شو» الهدف منه الدعاية، ولم يمنحوا أنفسهم فرصة للتفكير، فمن الصعب بل المستحيل أن تتدخل دولة كاملة فى هذا الشو، من وزارة ثقافة ومجلس نواب، وجهات سيادية، وأعتبرها أحد العوامل التى أثرت على ضعف الإيرادات.
هل تتوقع أن يحقق الفيلم نجاحًا فى دول الخليج؟ وفى مصر خلال الأيام المقبلة؟
التوقعات صعبة، فى ظل اختلاف مزاجيات الجماهير، والمناخ العام، قد يحقق إيرادات جيدة فى الخليج أو لا، الأمر صعب قياسه، وبالتأكيد أتمنى أن تكون ردود الفعل إيجابية، وإن شاء الله تزداد الإيرادات فى مصر خلال الأيام المقبلة، خاصة أننا نعرض فى 50 شاشة تقريبًا، والموسم مستمر حتى عيد الأضحى وقتها يمكن الحكم على الفيلم.
هل هناك تكتلات بين ملاك دور العرض وبعض المنتجين؟
بالتأكيد هناك مصالح مشتركة بينهم، وبعضهم صناع للأفلام ويمتلكون كذلك دور عرض.
هل كانت تجربة الإنتاج محسوبة؟
لم تكن محسوبة، وقررت إنتاج «كارما» حتى لا يتحمل أى منتج المخاطرة التى أخوضها، لأننى أعود بعد غياب سنوات عن السينما، ومازلت غير متأكد من مدى قابلية الجمهور لنوعية معينة من الأفكار، فلماذا أحمل أى منتج المخاطرة؟، وما أؤكده لكم أننى منذ عام 2001 حتى عام 2011 كنت قادرا على قياس مزاجيات الناس، وأفكار أفلامى «هى فوضى» و«حين ميسرة» و«دكان شحاتة» و«كف القمر» اتفقت عليها مع ناصر عبدالرحمن منذ عام 2006، كتيمات ومعالجات، وتفاصيل، ورتبت مواعيد تصويرها وعرضها بحسابات ليست عقلية ولكن وفق إحساس صادق مربوط بالمزاج النفسى للمتلقى، وفى الفترة الحالية لم أحقق تلك المعادلة، وأحتاج لتحسسه كما لو كنت مخرجا فى بداياته.
هل الفيلم القادم من إنتاجك؟
إن شاء الله سيكون من إنتاجى.
وهل سيكون من تأليفك؟
ليس شرطًا وقد يعرض على سيناريو جيد أتحمس له مثل «الريس عمر حرب».
راهنت على عمرو سعد فى شخصيتين فى العمل وهو اكتشافك فى النهاية واعتبرته سببا أساسيا فى نجاح الفيلم؟
عمرو ممثل موهوب جدا، اقتنعت به منذ أن قابلته فى ١٩٩٨ وانتظرت فرصة لتقديمه وحدث ذلك فى «خيانة مشروعة»، والجمهور منحه الحضور والقبول، وشعرت أنه وجه لديه إمكانيات، ومنحته بعدها المساحة الأكبر فى أفلامى، ويعتبر من الممثلين المفضلين بالنسبة لى، وحينما يكون لدى دور يليق به لا أتردد فى إسناده له.
أظهرت بعض زملائك فى البرلمان بالعمل هل كانت مجاملة؟
ظهورهم لم يكن مفتعلا، وكان له مبرر درامى، وظهر الفصيل المعارض الوحيد فى البرلمان 25/30، لأن بطل الفيلم قرر اللجوء لهم لفضح بعض الفاسدين فى المجتمع.
أحداث الفيلم كانت متلاحقة وسريعة دون تطويل هل كان ذلك مقصودا؟
أبطال« فيلم كارما» فى ضيافة« المصري اليوم»
بالتأكيد، قصدت ذلك مع نقطة تحول بمنتصف الفيلم وتغيير الشخصيتين اللتين يقدمهما عمرو سعد من الغنى إلى الفقير، وقتها غيرت استايل الفيلم وأصبح كوميديا بعض الشىء، وطبيعة الحكى اختلفت، وكذلك البناء والرتم والاستايل.
البعض يرى أن دور غادة عبدالرازق فى العمل لم يكن له مبرر؟
غادة ممثلة قديرة، ودورها مهم فى «كارما»، لأنها من أصحاب المواهب الكبيرة، بغض النظر عن كونها نجمة، وكان مهما أن تجسد هذا الدور، إذا كان شاهدها البعض أقل من طموحهم فى هذه الشخصية قد يكون نتاج حبهم لها ولنجوميتها.
ظهور هذا الكم من النجوم فى العمل يحسب لك أم عليك؟
لم يكن لى الفضل الوحيد فى هذا الأمر، لأن بعضا من هؤلاء النجوم الكبار طلبوا المشاركة فى الفيلم، وحينما أخبرتهم أن حجم الأدوار قد لا يليق بمكانتهم قالوا لى «إحنا مستعدين نعمل أى دور» ومعظمهم أصدقائى، وأمنحهم مساحة وحرية فى التمثيل، وأحقق لهم الاستمتاع فى العمل، ولم يكن ذلك بهدف الفلوس أو كسب مجد أدبى بقدر ما هو إرضاء لموهبة التمثيل لديهم.
هل غادة عبدالرازق من هذه الأدوار؟
نعم.
لماذا ظهر الإعلامى يوسف الحسينى وخالد تليمة ضمن الأحداث؟
أبطال« فيلم كارما» فى ضيافة« المصري اليوم»
كلاهما أصدقائى، ومنذ زمن كنت أنوى تقديمهما فى أفلامى، منذ أن كنا معًا فى ميدان التحرير خلال ثورة يناير، وعدتهما بالتمثيل معى.
ما هى الأخطاء التى وقعت فيها أثناء تنفيذ كارما وقررت تفاديها فى المستقبل؟
دائما أتعلم من كل تجربة إنسانية أخوضها، وتعلمت الكثير من تجربة الإنتاج والتوزيع وصناعة الفيلم بشكل عام، وقد أكون غير متلمس لتلك الأخطاء فى الوقت الحالى ولكن مع تنفيذ التجربة القادمة أكتشفها.
هل تأثرت بغيابك 7 سنوات سينمائيًا؟
بالتأكيد، لأننى كنت سأنفذ على الأقل 6 أفلام، ولكننى نذرت أن أشارك فى بناء مصر الجديدة بعد 25 يناير، وأحسست بأهمية أن يكون لى دور فى بناء هذا الصرح، ولم أندم عليه، لأننى فى حالة عدم مشاركتى فيه أكون نادمًا، ولو عاد بى التاريخ سوف أفعل نفس الأمر.
هل الجمهور فى الوقت الحالى رافض للأفكار السياسية فى السينما؟
أعتقد ذلك، وهناك حالة «كفر» بالسياسة حتى من صناعها ومن شاركوا فيها، ويقولون لأنفسهم «إحنا كنا فى نعيم»، وفى أحد أفلامى أعتقد «حين ميسرة» قلت «علّى فى سور السجن وعلّى، بكرة الثورة تشيل ما تخلى»، وتم عرض الفيلم وإجازته، وفى السينما حاليا إذا انتقدت أى فئة يتم إيقاف فيلمك.
أيهما الأقرب لخالد يوسف المخرج أم المؤلف أم المنتج؟
أنا مخرج بالتأكيد، وأفلامى السابقة الـ 11، معظمها من تأليفى أو شاركت فى كتابتها، وأفضل بناء العمل دراميا على الورق حتى أتقن إخراجه بطريقتى المفضلة.
دائما ما تقارن بين الأمن والحرية فى أفلامك؟ فى بعض الأحيان يفضل الجمهور الأمن عن الحرية.. ما رأيك؟
الحرية أعلى حقائق الوجود قداسة بعد قضية وجود الله سبحانه وتعالى، وقناعاتى أنه لا نهضة لأى مجتمع دون حرية، وفى عز الفوضى إذا واجتهها بكبت الحريات ستكون النتيجة أعنف ولن تحل، وانظر إلى الدول التى كانت تعانى من الاستبداد كيف تحولت ثوراتها إلى عنف ودماء، ولماذا الثورة فى مصر لم تتحول إلى بحور دماء رغم وجود فصيل إرهابى مثل الإخوان أقول لك السبب أن نظام حسنى مبارك كان أقل استبدادًا من نظام حافظ الأسد والقذافى، وكان هناك متنفس للمصريين، دون كراهية أو حقد، وهناك تحليل أراه مهما للناس أن تقرأه، أن مساحة الحرية التى تركها حسنى مبارك فى السنوات الأخيرة هى السبب فى الثورة وهو ما يردده بعض رجال النظام، وأنا أقول إن تلك المساحة من الحرية هى السبب فى أمان مصر من بحور الدم.
فى معظم أفلامك كانت لديك رؤية مستقبلية للأوضاع فى مصر.. هل كونت تصورا لمصر المستقبل بعد 2018 يمكن أن تعكسه فى أفلامك المقبلة؟
استشرافى للمستقبل فى أفلامى لم يكن متعمدا، أترك إحساسى يحركنى، مثلا فى «دكان شحاتة» شعرت بمشاهد قد نراها فيما بعد، البطل مات وانفلاتا أمنيا وانتشار حوادث القتل، والجماعات الإسلامية وحظر تجول والجيش نزل، وهو ما حدث فعليا فى ثورة يناير، وهو ما شعرت به وقدمته، بإحساس الفنان، وشاهد فيلم «كارما» وأفلامى المقبلة وما ستشعر به سيكون رؤيتى نحو المستقبل فى مصر.
تصويرك لمشهد نزول المصريين وقت 30 يونيو؟ هل كان مشهدا توثيقيا ويمكن استخدامه سينمائيا فى المستقبل أم لخدمة موقف سياسى؟
قد يكون لكل هذه الأسباب، لاننى وقت صعودى للطائرة كنت مدركا أن العالم سيقول عن تلك الثورة «انقلاب»، وكنت حريصا فى تكنيك التصوير أن يرى المشاهد المحترف أو الخبير عدم وجود أى تدخل بالمونتاج وبأى فنون الصورة، وأن يكون تحرك الكاميرا عبارة عن مسح دون توقف، وكنت أصورها وأنا مدرك لاستخدامها وثيقة للدفاع عن حق هذا الشعب فى التغيير، وكانت فرصة لمشاهدتى لهذا الشعب العظيم من أعلى مثل النهر الأحمر، وأبدع ما فى هذا المشهد لم يعرض بعد لأنى رأيت كم المصريين فى الأقاليم وقرى مصر لم تعرض حتى هذه اللحظة، الدلتا بالكامل خرجت، والعدد كان أكثر بكثير من 30 مليونا، وشوارع داير الناحية فى كل قرية ممتلئة عن آخرها وصورتها بالكامل من 30 يونيو حتى 3 يوليو، أانا انتبهت أنهم سيقولون «انقلاب» ليس ذكاء أو فطنة منى ولكن عصام العريان خرج يوم 28 يونيو، ليصرح نصًا «لن ينزل الشوارع غير بضعة آلاف ولو لقيتوا ملايين ستكون صنيعة مخرج أنتم عارفين توجهاته» وقتها أدركت أنه السيناريو المتوقع، وكنت أدرك أن الانطباعات أقوى من الحقائق وأنهم سيرسخون لفكرة أنه انقلاب وأن الصورة سترد على ذلك.
هل الدراما التليفزيونية خارج حساباتك؟
– بالتأكيد ضمن حساباتى، وأفكر فى ذلك بجدية.
هل سيكون لرمضان أم خارجه؟
كل مشروع له ظروفه، وأنا مؤمن بنظرية أن كل فراغ يجد من يشغله، ونحن نترك 11 شهرا ونركز للعرض فى رمضان، وهو ما منح الفرصة للدراما التركية والهندية للعرض، ورأيى ألا نترك فراغا، وماذا يضر لو أن الفنان عادل إمام مرتبط بشهر أغسطس، ويحيى الفخرانى فى سبتمبر، وغادة عبدالرازق فى أكتوبر، ستجد أن المشاهد المصرى والعربى يشاهد مسلسلات على مدار العام، ويجب أن يجلس المسؤولون عن سوق الإعلان والإعلام وملاك القنوات والمنتجون على طاولة واحدة لوجود خريطة للعرض على مدار العام وليس فى رمضان فقط، ويجب أن تخدم سوق الإعلان على هذا الأمر حتى تستعيد الدراما التليفزيونية المصرية تأثيرها مرة أخرى.
ما رأيك فى اتخاذ القرار الأخير لوزير الثقافة بتأسيس الشركة القابضة للسينما؟
تلك كانت اقتراحات لجنة السينما وغرفة صناعة السينما ونقابة السينمائيين فى اللجنة التى تم تشكيلها وقت السفيرة فايزة أبو النجا برئاسة رئيس الوزراء إبراهيم محلب وقتها، وتقدمنا باقتراحات وتمت الموافقة عليها، وحتى هذه اللحظة لم تنفذ تلك القرارات برمتها وتاهت وسط البيروقراطية الحكومية، وللأسف هذا هو القرار الأول الذى يدخل حيز التنفيذ وأتمنى تنفيذ باقى القرارات وهى متعلقة بتشريعات جديدة لمواجهة القرصنة، وقرارات لدعم شباب المخرجين، وقرار خاص بصندوق لدعم السينما بعيدًا عن صندوق التنمية الثقافية، مثلما تفعل دولة مثل فرنسا، حتى تستطيع مواجهة الفيلم الأمريكى ودعم الصناعة الوطنية، فقد فرضوا ضريبة 1 % متزايدة على الفيلم الأمريكى تذهب لصندوق لصالح إنتاج أفلام قومية فرنسية، وهو ما طالبنا بتنفيذه وأتمنى تفعيله، للصعود بالأداة الوحيدة للقوة الناعمة التى تعتبر مصر رائدة فيها وهى السينما، بعد تراجع الإعلام والدراما التليفزيونية والموسيقى والغناء، ويجب أن تتمسك الدولة بالسينما وتحارب بها.
سارة التونسى: فخورة بظهورى الأول سينمائيا من خلال كاميرا خالد يوسف
قالت الفنانة التونسية سارة التونسى، إحدى بطلات فيلم «كارما»، إنها فخورة بأن يكون ظهورها الأول كممثلة فى السينما العربية وخاصة المصرية من خلال كاميرا المخرج خالد يوسف، موضحة أنها تجسد شخصية «جيلان» الشهيرة بـ «جى جى»، المهندسة التى تتعرف على «أدهم» أحد أهم وأغنى رجال الأعمال فى مصر، الذى يجسد دوره الفنان عمرو سعد، وتنقذ حياته من القتل، وتتطور علاقتهما لتصبح علاقة حب قوية مختلفة وتتوالى الأحداث بينهما فى نهاية مختلفة غير متوقعة. وعن لقائها الأول مع المخرج خالد يوسف قالت: «تعرفت عليه فى مهرجان أيام قرطاج السينمائى، وتحدثنا عن الفن والسينما، وقلت له إننى أبحث عن فرصة للتمثيل، بعدها حصلت على ملكة جمال تونس، ثم حصلت على لقب ملكة جمال العرب من مصر، وعلمت أنه يحضر لفيلم جديد وطلبت منه المشاركة فيه وبعدما قام بعمل اختبار كاميرا أو تمثيل، منحنى الفرصة».
وأضافت: «اجتهدت على نفسى كثيرًا، وحاولت تطوير أدائى، وشعرت أننى متمكنة من الدور بشكل جيد، واستمعت لنصائح خالد يوسف التى كانت سببا رئيسيا فى نجاح الشخصية وخروجها بهذا الشكل».
وتابعت: «لست فى منافسة مع أى من بطلات الفيلم واعتبرت نفسى مشاهدة أستمتع بالوقوف أمام هذا الكم من النجوم، ولم أواجه أى أزمة مع اللهجة المصرية لأننى اعتدت عليها من متابعتى للسينما والمسلسلات المصرية منذ زمن بعيد».
واختتمت حديثها قائلة: «لم أحدد حتى الآن الخطوة القادمة، ولكننى أبحث المشاركة مع عدد كبير من المخرجين فى المستقبل»، مشيرة إلى أنها لم تدرس التمثيل وخريجة كلية الإعلام.