الإثنين 24 ديسمبر 2018
في واحدة من محاولاتنا التعرف على أين أصبحت الحركة السينمائية في مصر، بعد ست سنوات من التعثر أو التوقف بفعل الأوضاع التي عاشتها البلاد ما بين عدّة ثورات متتالية، كان أن رصدنا في القاهرة قيمة ومستوى عدد من الأفلام الجديدة التي شاركت في تظاهرات الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
{ (جريمة الإيموبيليا):
– هذا الشريط كتبه وأخرجه «خالد الحجر» الذي يعتبر من الطاقات الاخراجية الجيدة في مصر، وأنتجه بعدما أحب نصه، ثم أحبه أكثر عندما شاهده فيلماً، المخرج خالد يوسف (وفق ما قال في العرض الخاص الذي شهدته دار الأوبرا المصرية – القاعة الرئيسية ليلة 25 تشرين الثاني/نوفمبر المنصرم، لكن «خالد» الذي تكلم كمنتج هذه المرة ربما كان سعيداً أكثر بكمية الدماء التي أهرقت على جنبات فيلم يحمل إسم جريمة وهو فعلياً 5 جرائم كانت حصيلتها 5 قتلى: إمرأة و4 رجال.
مفيد القول هنا إن الشريط محاولة لدخول نادي أفلام الرعب، والترقب والجرائم التي عرفنا علو سقفها مؤخراً مع آخر جزء من هالوين (المهدى إلى روح المخرج الكبير الراحل مصطفى العقاد من نجله مالك) والأرباح الطائلة التي حققها من شبابيك التذاكر الأميركية والعالمية.
الجريمة الأولى تمثلت في شجار بين بطل الفيلم المضطرب الأعصاب، غير المتوازن، الذي لا يحب النساء، ولا يغتسل أو يستحم أو يحلق ذقنه، وعنده عادة عصبية في أصابع يديه، ومع ذلك فهو كاتب يقدمه الفيلم على أنه كبير ومشهور وإسمه كمال حلمي (هاني عادل) الذي تزوره الشابة سحر (ناهد السباعي) لإغوائه لكنه كان أقرب إلى الرجل فاقد الذكورة، الضعيف الشخصية، الخائف المتردد، دخلت حمامه لكي تستحم لإجباره على علاقة، وخلال شجارهما وقعت وإرتطم مؤخر رأسها بحافة البانيو وماتت.
الجريمة الثانية بواب العمارة (عمارة الايموبيليا العريقة والتي يقطنها عدد من كبار الفنانين) الذي وافق على التخلص من جثة سحر مقابل 50 ألف دولار تدعمه في مشروع زواج إبنته، ثم طلب 20 ألفاً زيادة فدفعت له، وعندما طلب 20 ثانية قابله «كمال» عند باب المصعد بعدة طعنات في صدره وبطنه وأرداه.
الجريمة الثالثة كانت صديق «كمال» ويدعى حبيب، هذا الذي ساعده في التخلص من أول جثة لـ سحر، وقضى على يد «كمال» الذي عاجله بعدة ضربات من «مفك براغي كبير» في بطنه قتلته.
الجريمة الرابعة طالت الشاب الذي كان على علاقة بسحر، وهو شاهد كمال يتوقف بسيارته في مكان يطل على مكان التشييع، فسأل عنه وقصده في منزله ليعرف مدى علاقته بجريمة قتل سحر، وإذا بـ «كمال» يغلبه ويقتله ويعمد إلى تقطيع جثته عدّة أجزاء وضعها في حقيبة سفر، ورمى ما فيها في منطقة معزولة تماماً، وعاد بالحقيبة إلى منزله.
الجريمة الخامسة راح ضحيتها كمال نفسه، قاتل الأربعة وهو أطلق الرصاص على صدغه في آخر لقطة من الفيلم، إستجابة لتحفيز تلقاه من صوت داخلي، هو ضميره أو شيزوفرينيا دفعته لهذا الفعل الإجرامي بحق الآخرين وحقه شخصياً.
الفيلم يعرض على الشاشات المصرية قريبا.