.الأحد 30-12-2018 – 11:47 م
بعد غياب طويل عن الجمهور وصل إلى ما يقارب الـ 7 سنوات، قرر المخرج المصري المبدع خالد يوسف العودة للسينما والمشاهدين من خلال فيلم “كارما” بطولة عدد كبير من نجوم الفن في مصر منهم غادة عبدالرازق، عمرو سعد، خالد الصاوي زينة وآخرون.
وأثار الفيلم ضجة كبيرة بسبب فكرته وبعض الخلافات التي رافقته، بالإضافة لكونه أول أعمال يوسف بعد غياب، وكان لنا في موقع البوابة هذا الحوار الرائع مع المخرج خالد يوسف.
تم تكريمك مؤخرًا في مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي بمنحك درع المهرجان، برأيك كيف تؤثر هذه التكريمات والجوائز على مسيرة المبدع العربي؟
بكل تأكيد التكريمات والجوائز تصنع بعض الفرق في مسيرة أي مبدع أو فنان او عالم لأنها تمنح هذا المبدع شحنة إيجابية وتحفيز ويشعر بالإطمئنان، لأن الناس حوله يشعرون بأنه يقدم شيء له قيمة وهذا ما يدفعه ليعطي أكثر، ويدفعه أيضًا لتقديم أفضل ما لديه من أجل الجمهور.
حصد فيلم “تراب الماس الجائزة الكبرى للمهرجان، برأيك ماهي العوامل التي كانت وراء نجاح الفيلم؟
نجاح أي فيلم يتوقف على عدة عوامل منها ما يمكن تسميته بالـ “محسوبة” وهناك أخرى لن تستطيع أن تحسبها أبدًا، ونجاح قوام أي فيلم يبدأ من داخله، فلا بد أن يكون الخط الدرامي للعمل محبوك، والتمثيل على درجة عالية من الأداء، بالإضافة إلى أداء جميع صناع العمل سواء الذين يعملون أمام الكاميرا أو خلفها، انتهاءً بمايسترو العمل “المخرج”.
وهناك عوامل خارجية مثل الموسم الذي سيُعرض فيه الفيلم والدعاية المُخصصة له، أما العوامل غير المحسوبة، والتي قد تؤثر على نجاح الفيلم فهي تخص الجمهور، فأحيانًا يكون المشاهد غير مُستعد لطرح فكرة مُعينة، وهذا ما حصل مثلًا مع الفيلم القديم “باب الحديد” والذي لم يحقق أي نجاح عند عرضه، إلا انه تحول بعد ذلك إلى أهم كلاسيكيات السينما، عند عرضه على الشاشات ليستقبله الجمهور بعد ذلك بقبول أكثر.
بعد طول غياب عن السينما كانت عودتك من خلال فيلم “كارما”، كيف تصف هذه العودة؟
ابتعدت عن السينما 7 سنوات وهي فترة طويلة لأي فنان ممكن أن يغيب بها عن جمهوره، الأمر الذي سبب لي الكثير من القلق، خصوصًا أنني كنت أقدم كل سنة فيلم وكانت هذه الأفلام تحقق نجاحًا جماهيريًا.
ولهذا السبب كانت العودة صعبة خصوصًا فيما يخص فكرة تقبل الجمهور لعودتي، إلا أنني أرى نفسي انتصرت في النهاية، حيث قم بتقديم الفكرة التي أقنعت إحساسي ولم أرضخ لعقلي، وبالتالي تحديت الخوف والقلق وانتصرت لنفسي.
وفكرة فيلم “كارما” أرضت إحساسي ولهذا كان قراري خوض التجربة غير مكترث بالنتيجة.
مشاكل رقابية وخلافات بينك وبين الفنان عمرو سعد أحد أبطال فيلم كارما رافقت عرض الفيلم، إلى أي حد أثرت هذه الأمور على انتشار الفيلم ونجاحه جماهيريًا؟!
وجود الخلافات بين فريق العمل والمشاكل الرقابية يؤثران بشكل كبير على نجاح أي فيلم وانتشاره، إلا أن هذا الأمر يجب أن لا يكون شماعة نعلق عليها فشل العمل.
أي عمل يحمل نجاحه وفشله من داخله، وهناك أسباب عديدة لعدم حصول فيلم كارما على إيرادات ضخمة مثل الأفلام السابقة، أهمها خطة التوزيع وتوقيت نزول الفيلم وهو عيد الفطر المبارك إذ عادة ما يكون موسم الأعياد لديه جمهور مُعين، بالإضافة إلى وقت الفيلم والذي قد يمكن تصنيفه مُقارنة مع الأفلام الأخرى بـ “الطويل”.
بالإضافة إلى أسلوب الدعاية والتي لم تتناسب مع فكرة الغياب، إذ أن الدعاية التي رُصدت للفيلم لم تكن مناسبة لعودتي والتي استمرت سنوات طويلة.
هناك أنباء عن تعاقدك مع المنتج أحمد السبكي على فيلم يحمل اسم “السر 21″، ما هي تفاصيل التي يمكن إخبارنا بها ومن هي الأسماء المرشحة للعمل؟!
بالفعل تعاقدت مع أحمد السبكي على فيلم “السر 21” وأتمنى أن يثمر هذا التعاون على إضافة جديدة، وهناك الكثير من الأشخاص يتساءلون عن الرابط والشيء المشترك بيني وبين “الحاج” أحمد السبكي، إلا أننا يجب أن لا ننسى أنه قدم عدد من الأعمال المميزة مثل “ساعة ونصف”، “كباريه”، “الرجل الثالث”، “الفرح” وهذه كلها أفلام قيمة.
لكن لا أنكر وجود بعض الأعمال التي لا أحبها للسبكي بالمقابل هناك أعمال قمت بإخراجها لا يحبها هو، وفي النهاية أتمنى أن يثمر التعاون بيننا عن عمل مميز يُعجب الجمهور.
برأيك من هو الفنان الذي لم يأخذ حقه بعد؟
هناك كثير من الأسماء التي لم تأخذ حقها سواء من النجوم الحاليين أو الذين رحلوا عن عالمنا، مثلًا عندما نعود لتاريخ السينما سيستوقفنا الفنان الراحل عبد المنعم ابراهيم، إذ كان من الممكن أن يتحول لنجم لو قام أحد المخرجين أو المنتجين باكتشافه والمراهنة عليه كما حدث تمامًا مع الفنان الكبير محمود المليجي والذي راهن عليه المخرج الراحل يوسف شاهين في فيلم “الأرض”، وقدما سويًا فيلم لن يُنسى جعل من المليجي من أهم الأسماء، وأتمنى من المخرجين والمنتجين أن يفكروا قليلًا في المواهب الموجودة.
برأيك من هو النجم الذي من الممكن أن تقول عنه “ناجح لكن خياراته سيئة”؟َ
أعتقد أن هذا ينطبق على الفنان محمد رمضان، برأيي رمضان ممثل جيد جدًا، ولم يقدم بعد كل ما يملك من قدرات، واختياراته حتى هذه اللحظة تحصره في شخصية واحدة وأتمنى أن ينوع أكثر في خياراته.
من أنجح الأفلام العربية؟
لا يوجد شيء اسمه أحسن أو أفضل، لأن الفن يعتمد على الذوق، فمن الصعب أحيانًا أن يجتمع أكثر من شخص على نفس الذوق، فقد يحكم النقاد على نفس الفيلم بأحكام مُتضاربة بسبب اختلاف أذواقهم، فلا يوجد صح أو خطأ في عالم السينما، فالأنجح ممكن أن يكون من ناحية الإيرادات، أو من حيث الجوائز او من ناحية الجمهور، بالمختصر لا يوجد هناك فيلم يُعتبر الأنجح بالمطلق.
ما رأيك بمفهوم السينما النظيفة؟
لا يوجد سينما نظيفة وغير نظيفة، هناك سينما أو لا سينما، فهناك بعض الأفلام لا تملك أي قوام للسينما، لا تملك خيال ولا سحر سينما ولا حتى “حدوته سينما” ومعموله على استعجال واستهبال.
كلمة للنجوم الشباب!
أقول لهم أنهم من الأجيال المبدعة الكبيرة والتي في وسطها طاقات لا تكن في أي عصر آخر، نظرا لأن هذا الجيل نشأ وتربى بطريقة مختلفة عن بقية أجيالنا السابقة، فهو جيل تشكل وعيه مع وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة (غوغل، تويتر، إنستغرام، فسبوك) والتي فتحت شبابيك المعرفة لديهم منذ الطفولة، مما جعل منه جيل مختلف خصوصًا خلال الـ 8 سنوات الماضية وما شهدته هذه السنوات من أحداث وتغيرات مذهلة بعض النظر عن الانكسارات التي رافقتها.
وكان لهذا الجيل دور كبير في صناعة التاريخ الحالي وأنا على ثقة أن هذا الجيل سُيخرج مبدعين بمواصفات مختلفة عن بقية الأجيال وبمجالات مختلفة، إذ اتوقع أن يخرج هذا الجيل مبدعين أفضل من يوسف شاهين “أستاذي”، نجيب محفوظ، وام كلثوم وعبدالحليم حافظ وعندي أمل كبير جدًا ان يصنع هذا الجيل إبداعًا غير مسبوق.