إعلن في ايطاليا عن مشاركة المخرج المصري يوسف شاهين بأحدث أفلامه (هي فوضى) في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الذي يعد ثاني مهرجان عالميا من حيث الشهرة والمكانة اللائقة من بين مهرجانات السينما الدولية والذي يحتفل هذا العام بمناسبة مرور 75 عاما على انطلاقته . وبهذا الصدد ينتظر الكثير من عشاق أفلام شاهين تقييم اللجنة التحكيمية للفيلم الجديد الذي عانى مخرجه العديد من المتاعب الصحية إبان إنجاز فيلمه الذي وضع فيه عصارة خبرته ومهنيته ذات القيمة الجمالية والفكرية اللافتة. تجىء مشاركة شاهين في فينسيا ضمن الاحتفالات التي تشهدها السينما المصرية في عيدها المئوي حيث تم إنتاج أول فيلم مصري العام 1907 علاوة على ان فيلم هي فوضى يكاد يكون الفيلم العربي الوحيد في المهرجان في الوقت الذي يشترك فيه مخرجون ومنتجون ونجوم في السينما العربية من بينهم اسماء في عضوية لجنته التحكيمية: المخرجة السورية هالة العبد الله وايضا المخرجة اللبنانية رندة الشهال الأول والمخرجة المغربية ياسمين قصاري في لجنة تحكيم مسابقة الافلام القصيرة أما مسابقة الأفلام الطويلة التي تمنح الأسد الذهبي فيرأسها المخرج الصيني زانج ييمو الى جوار اسماء لامعة في الاخراج السينمائي لهم بصمتهم الخاصة على المشهد السينمائي في العالم. وكان المخرج السينمائي شاهين احتفل بالقاهرة منذ فترة وجيزة بوضع اللمسات الختامية على فيلمه الجديد هي فوضى ، والذي تزامن مع الاحتفال بمرور واحد وثمانين عاما على ميلاده. عبر يوسف شاهين للعديد من أصدقائه، عن سعادته لقدرته المتواصلة على إنجاز الأعمال السينمائية وهو في هذا العمر، نظرا لعشقه وشغفه للفن السابع، وأيضا لما يتميز به عمله الجديد هي فوضى ، الذي أشار إلى مقربين منه بأنه يعد الفيلم الأكثر حميمية وافتتانا به عن سائر أفلامه السابقة، التي حققها في مشواره الطويل مع الكاميرا .. وهي مسيرة طويلة تمتد منذ العام 1950 .وحسب الكثير من المتابعين المقربين من فريق عمل يوسف شاهين الذين واكبوا اشتغاله على فيلمه الجديد لحظة بلحظة اجمعوا على أن فيلم هي فوضى سيكون علامة فارقة وتحولا في مسيرته السينمائية. في حديث موجز إلى صحيفة الأهرام القاهرية قبل اسابيع قال شاهين عن فيلمه الجديد هي فوضى .. إن توقيتي لإنجاز هذا العمل جاء في وقته تماما .. وانه واحد من الأفلام التي سوف تجابه بمصاعب وعقبات نظرا لما يتضمنه الفيلم من أفكار ورسائل في أكثر من اتجاه .. مشيرا إلى الجهد المضاعف الذي بذله في كتابة السيناريو لمدة عامين، وفيه ينتصر لقضايا وهموم أولئك الناس البسطاء.. فالفيلم يقدم صرخة تحذيرية ضد الفساد والبطش من خلال شخصية الفيلم الرئيسية الذي يعمل في قسم للشرطة ويسيطر على منطقة شعبية .. لكنه يحمل قلب إنسان بسيط ملىء بالحب والتعاطف بطريقته الخاصة . وكان شاهين قد تسلم منذ شهور من الرئيس الفرنسي جاك شيراك وساما فرنسيا رفيعا بدرجة فارس لجهوده الإبداعية في مجال السينما، وريادته ليس في مصر وإنما في العالم . ويعد شاهين احد القلائل من بين صناع السينما العربية الذي يحظى دائما بالتكريم و الاحتفاء بالعديد من المناسبات كان من بينها تسلمه جائزة مهرجان كان السينمائي الدولي العام 1995 عن مجمل أعماله عشية عرض فيلمه المصير، وهو المخرج الذي طالما حقق أفلامه الأخيرة بالتعاون مع الإنتاج الفرنسي المشترك، أو من خلال جهات إنتاجية مستقلة، مثلما تلك الأعمال التي قدمها مع المنتج الفرنسي الراحل اومبير بالزان، أو مع السينما الجزائرية قبل عقود. ظلت أفلام يوسف شاهين من بين الأفلام القليلة القادمة من بلدان العالم الثالث التي تلقى حضورا ورواجا على صعيد شباك التذاكر داخل أسواق أوروبا وخارج حدود توزيع الفيلم العربي التقليدي، نظرا لما تشتمل عليه من موضوعات وقضايا وهموم إنسانية بعيدة المرامي والأهداف، ينظر إليها المشاهد الأجنبي بالكثير من الاهتمام والدراسة عن علاقة الشرق مع الغرب عدا عن كونها من المواد الدراسية الرئيسة التي تلجأ إليها المعاهد والجامعات هناك المتخصصة في عرضها أمام طلابها لما تكتنزه من أسلوبية فنية وفكرية جريئة مغايرة لأفلام السينما العربية السائدة. آثر يوسف شاهين المولود في العام 1926 وينحدر من عائلة ثرية ونال تعليمه في كلية فكتوريا بالإسكندرية قبل أن ينتقل وهو شاب لم يتعد العقد الثاني من عمره إلى الولايات المتحدة لدراسة السينما، أن يقدم منهجية سينمائية تختلف عن الفيلم المصري التقليدي الذي كان يقدمه أقرانه من المخرجين، فهو في بداياته الأولى منح أعماله تلك الميزة التي تكتشف موضوعاته عن العائلة وبأسلوبية تبدو دقيقة في مجال عمق الصورة والأداء والزوايا والأمكنة. وعندما أخذت أفكاره بالنضوج اقتحم بجرأة شديدة غير مسبوقة محرمات السينما المصرية السائدة .. من هنا حضرت افلامه الشديدة التنوع والمليئة بمفردات اللغة السينمائية وكان مثلا عمله التاريخي الضخم الناصر صلاح الدين، ورؤيته الثاقبة للثورة الجزائرية قبل الاستقلال بفيلمه المعنون جميلة الجزائرية أبو حيرد، وواقعيته الملتصقة بالناس البسطاء في أفلام باب الحديد، الأرض، العصفور، وفيلم عودة الابن الضال.. لكنه في منتصف عقد السبعينات من القرن الماضي بلغ تحديه للثوابت الجمالية والفكرية في مجتمعه لدى تقديمه فيلم حدوتة مصرية كما إن فيلميه المهاجر والمصير آثارا الكثير من الصخب والجدل بسبب تلك الإشارات والدلالات المحملة لاحداثهما ذلك لم يمنع من تعاطف كثير من الشرائح والنخب العربية من التعاطف معه والدفاع عن أفلامه أمام تلك الهجمات والسجالات النقدية التي نادت بمحاكمته اخضع فعلا لأكثر من محاكمة ومنع أفلامه. وفي هذه الأجواء لم يكن شاهين بعيدا عن التحولات السياسية التي تشهدها مصر والعالم العربي، فقد ظل ملتصقا مع حركة نبض الشارع السياسي وخاض غمار السياسة من داخل أحزاب ومؤسسات والمشاركة في فعاليات سياسية تتضامن مع مشكلات وقضايا عربية ساخنة . منذ عامين صور شاهين فيلم الإسكندرية- نيويورك عن شيء من السيرة الذاتية في الولايات المتحدة، كاشفا فيه نواحي الغضب من نهج الإدارة الاميركية أمام إعجابه الشخصي بالفن والإبداع السينمائي الذي كانت تقدمه أسماء لامعة في الفيلم الهوليودي وخصوصا ما يتعلق بالجانب الاستعراضي والموسيقي منها
Recent Posts
Archives
- October 2021
- July 2020
- June 2020
- May 2020
- April 2020
- March 2020
- February 2020
- January 2020
- December 2019
- November 2019
- October 2019
- September 2019
- July 2019
- June 2019
- May 2019
- April 2019
- March 2019
- February 2019
- January 2019
- December 2018
- November 2018
- October 2018
- September 2018
- August 2018
- July 2018
- June 2018
- May 2018
- April 2018
- March 2018
- February 2018
- January 2018
- December 2017
- November 2017
- October 2017
- September 2017
- August 2017
- July 2017
- June 2017
- May 2017
- April 2017
- March 2017
- February 2017
- January 2017
- December 2016
- November 2016
- October 2016
- September 2016
- August 2016
- July 2016
- June 2016
- May 2016
- April 2016
- March 2016
- February 2016
- January 2016
- December 2015
- November 2015
- October 2015
- September 2015
- August 2015
- July 2015
- June 2015
- May 2015
- April 2015
- March 2015
- February 2015
- January 2015
- December 2014
- November 2014
- October 2014
- September 2014
- August 2014
- July 2014
- June 2014
- May 2014
- April 2014
- March 2014
- February 2014
- January 2014
- December 2013
- October 2013
- September 2013
- August 2013
- July 2013
- June 2013
- May 2013
- April 2013
- March 2013
- February 2013
- January 2013
- December 2012
- November 2012
- October 2012
- September 2012
- August 2012
- July 2012
- June 2012
- May 2012
- April 2012
- March 2012
- February 2012
- January 2012
- December 2011
- November 2011
- October 2011
- September 2011
- August 2011
- July 2011
- June 2011
- May 2011
- April 2011
- March 2011
- February 2011
- January 2011
- December 2010
- November 2010
- September 2010
- July 2010
- June 2010
- May 2010
- April 2010
- March 2010
- February 2010
- January 2010
- December 2009
- November 2009
- October 2009
- September 2009
- August 2009
- July 2009
- June 2009
- May 2009
- April 2009
- March 2009
- February 2009
- January 2009
- October 2008
- September 2008
- August 2008
- July 2008
- May 2008
- April 2008
- February 2008
- January 2008
- December 2007
- November 2007
- October 2007
- August 2007
- July 2007
- May 2007
- April 2007
- March 2007
- February 2007
- November 2006
- September 2006
- June 2006
- May 2006
- April 2006
- March 2006
- August 2005
- July 2005
- November 2004
- July 2004
- February 2004
- January 2004
- April 2002
- August 2001
- November 2000
- September 2000
- February 2000
- February 1999
- February 1998
- June 1997
- January 1996
- August 1991
- May 1990
- October 1988