Monthly Archives

May 2017

المخرج خالد يوسف عبر فيسبوك – السبت 13 مايو 2017

By | أخبار أونلاين

في الرد علي يوسف زيدان حول صلاح الدين الايوبي البطل أم القذر وفيلمه لم يصنع بناء علي تعليمات #عبدالناصر #خالد_يوسف

إلى الدكتور يوسف زيدان.. فيلم صلاح الدين لم يكن بناءً على تعليمات عبدالناصر

خالد يوسف

Facebook

مقال المخرج خالد يوسف بجريدة المصري اليوم – السبت 13 مايو 2017

Almasryalyoum.com

خالد يوسف يكتب: إلى الدكتور يوسف زيدان.. فيلم صلاح الدين لم يكن بناءً على تعليمات عبدالناصر

By | مقالات

2017 السبت 13 مايو

مقال المخرج خالد يوسف بجريدة المصري اليوم

اختلفت مع أستاذى ومعلمى يوسف شاهين بسبب واقعة تاريخية عندما كنا نكتب سويا سيناريو وحوار فيلم المصير، فالمعروف تاريخيا أن تراث ابن رشد قد تم حرقه كاملا، ولكنه وكما تعلمون أنه الآن موجود بغالبيته العظمى تحت أيدينا فكيف وصل إلينا؟ الثابت أن ابن رشد كان له تلميذ نجيب اسمه موسى ابن ميمون (مايمونيدس)، وهو يهودى الديانة، وأغلب المؤرخين قد رجحوا أن هذا التلميذ من احتفظ بنسخة من مؤلفات ابن رشد وحافظ على بقائها، ويقال إنه قد قام بتهريبها من الأندلس، بل وقام بترجمتها إلى اللاتينية ووصلت لأوروبا بهذه الترجمة، ويعزى إلى فكر وفلسفة ابن رشد وشروحه لأرسطو التى وصلت لأوروبا أنها كانت حجر الزاوية فى النهضة الغربية الحديثة المستمرة حتى اليوم.

وكان شاهين يجنح إلى وجود شخصية هذا التلميذ اليهودى فى أحداث الفيلم، ونحكى عن إنقاذه لتراث ابن رشد، وكنت أرى عكس رؤيته لأننى رأيت أنه فى ظل الظرف التاريخى الحالى والخلط الحاصل بين الديانة اليهودية وبين الحركة الصهيونية، بسبب قيام دولة على أساس أنها وطن قومى ليهود العالم، فإننا لو قدمنا ابن ميمون على أنه المنقذ والحافظ لتراث ابن رشد بينما نحن الذين أحرقناه لجهلنا بقيمته سنقدم بذلك خدمة جليلة للصهيونية العالمية، ودخلت معه فى نقاشات مضنية، وفى النهاية انتصر شاهين لرؤيتى وحذفنا موسى ابن ميمون من الأحداث، بل ونسبنا الفضل للحفاظ على تراث ابن رشد لأكثر من شخص، منهم تلميذه المسيحى وتلميذه الآخر العربى المسلم الناصر، وأى دارس للتاريخ عندما رأى الفيلم وجد فى ذلك تزييفاً للتاريخ.. أحكى هذه الواقعة فى إطار ما أثاره الصديق العزيز الدكتور يوسف زيدان حول صلاح الدين الأيوبى وحقيقته التاريخية والأعمال السينمائية المصنوعة عنه.

على مدار سنوات تناقشت مع الدكتور يوسف زيدان فى الكثير والكثير من القضايا، اختلفنا واتفقنا، وفى القضية المطروحة الآن أختلف معه فى مجمل قراءته ورأيته متعسفاً فيها، مجتزئاً أجزاء ذكرها بعض المؤرخين لتعميم الحكم على صلاح الدين، بل إن وصفه له بأقذر شخصية فى تاريخنا مهين، ليس لصلاح الدين فحسب، ولكن هو فى الحقيقة بصق على جزء من نضال شعبنا العربى العظيم، وهذا أمر لن يغفره له التاريخ.

واتهامه لصناع فيلم الناصر صلاح الدين بأنهم قد استخدموا من قبل نظام الزعيم جمال عبدالناصر، سواء بوعيهم أو بدون، هو إهانة كبرى للفن المصرى وكبار مبدعيه، وهذا أمر لن يسامحه أحد عليه من الذين يعتزون بإسهام الإبداع المصرى فى صنع الوجه الحضارى للأمة.

ولكنى- ومع عدم عذرى له- قد استطعت تفهم مقصده، وخلاصته أنه يهدف أننا لو أردنا صنع مستقبل مختلف لابد أن نلتفت لسيرة البيرونى وابن الهيثم وابن باجة وابن سينا والمقريزى والخوارزمى والأصفهانى وجابر ابن حيان وابن خلدون وغيرهم من علمائنا ومفكرينا الكبار الذين أثروا البشرية وساهموا فى التقدم والعمران البشرى أكثر مما ساهم به كل القادة السياسيين حتى لو كانوا أبطالاً عسكريين عظاماً، وأراد أن يلقى بحجر كبير فى بحيرة راكدة ويقول حتى هؤلاء الأبطال الذين تنبهرون بهم تخبئ كتب التاريخ عنهم فى بعض الزوايا جوانب شديدة الظلمة، فلا تستسلموا كثيرا لسرد بطولاتهم وإرضاء سرائركم من هزائم الحاضر بأمجاد الماضى، ولتنبهوا للأمجاد غير المختلف عليها من المنجز الحضارى الرائع والخالد لكبار علمائنا ومفكرينا وفلاسفتنا والأخذ من سيرتهم وعلمهم وفكرهم وتجربتهم ما نستعين به فى صنع مستقبل مختلف يليق بالمجد الحقيقى الوحيد- من وجهة نظره- الذى يجب الفخر به والسير على هداه، ولى رأى فى مقصده، وخلاصته ليس هناك تناقض بين ذلك المجد وتلك البطولات التى من حيث أراد أو لم يرد قد شوهها وأساء لها وخاصم وجدان الناس بلا داعٍ حقيقى وملح، ولكن ذلك الموضوع هو ليس مقصدى فى هذا المقال، ولكن الذى يعنينى- وهذا ما قلته له فى محادثة تليفونية طويلة، بعد حواره الأخير- هو أنه كان يجب أن يذكر، وهو العالم الكبير، أمرين شديدى الأهمية من وجهة نظرى:

الأول أن الحقيقة العلمية الثابتة أن الفن والسينما التاريخية تحديدا تنقل للناس رؤية مبدعى الأعمال الفنية فى التاريخ، إلا أنها ليست تأريخا ولا توثيقا، فتلك مهنة المؤرخين ومكانها محافل البحث العلمى التاريخى، أما الفن فلا يعدو أن يكون وسيلة من وسائل التعبير الإنسانى لمبدع رأى الواقع أو قرأ التاريخ بزاوية ما أراد أن يعبر عنها، وله كامل الحرية أن يطلق لخياله العنان فيخترع شخصيات أو أحداثا ويغض الطرف كما يريد عن شخوص أو أحداث لكى يستطيع أن يؤكد رؤيته ووجهة نظره كما شرحت فى واقعة فيلم المصير، ولا يجوز الحكم على الأعمال الفنية إلا بالمعايير التى يخضع لها هذا الفن، وعلى رأسها المنهج العلمى فى النقد الفنى، وليس من بينها أساليب المنهج العلمى فى التاريخ أو غيره من العلوم.

أما الثانية فهى أن الفن الصادق لا يمكن أن يصنع بتوجيه أو بأمر أو بإرادة نظام مهما عظم.. فإذا دققنا فى فهم فيلم الناصر صلاح الدين، ففى رأيى أنه فيلم لا يتحدث عن صلاح الدين وينتصر لبطولاته ولا يشير بتلميح، سواء مقصود أو غير مقصود، لجمال عبدالناصر، ولا ينتصر لأحلامه فى تحرير القدس، لكنه فيلم ينتصر لضرورة التعايش بين الأديان وبين الأجناس المختلفة، ويعلى من قيم الحب والتسامح وقبول الآخر، وفى جانب منه يصحح صورة الإسلام التى يحاول بعض القوى العالمية تشويهها، ويقدم صورة متحضرة لمنظومة القيم الحاكمة للثقافة العربية. وفى إطار هذا الفهم كان له أن يتناول قراءة الفترة التاريخية الذى اختارها مبدعوه ليستخلصوا منها وينتصروا لهذه الرؤية، ولتتفحص الفيلم جيدا لتدرك ذلك فعلى سبيل الإحصاء العددى سترى أن أكثر من ثمانين بالمائة من مشاهد الفيلم تتحدث وتكرس لمغزاه الذى تحدثت عنه وأقل من عشرين بالمائة من مشاهد الفيلم تتحدث عن بطولات صلاح الدين، ناهيك عن تطويع كل أدوات المخرج من تكنيك وموسيقى وتصوير وإضاءة وأداء ممثلين لخدمة المغزى الأساسى الذى تحدثت عنه والتكريس له فى الوجدان، وليس لتكريس بطولة صلاح الدين أو التلميح لتماهى شخصية صلاح الدين بشخصية عبدالناصر. ولكى أكون قد قلت ما أعرفه عن كواليس الفيلم، نقلاً عن الأستاذ يوسف شاهين، أن كل مؤسسات حكم عبدالناصر قد ساهمت ودعمت صناعته لإدراكها قيمته وليس لأنه فيلم يغازل طموح الرئيس فى وقتها، بل إن تغيير اسم الفيلم من صلاح الدين إلى الناصر صلاح الدين كان اقتراحاً من أحد صانعى الفيلم، وهو السيد يوسف السباعى، ووافق عليه المخرج شاهين والمنتجة آسيا، ولا يمكن لمن يعلم هذه المعلومة أن يختصر بها العمل كله ويفسر كل الأشياء تبعا لها ويستسهل الطعن فى فيلم عظيم مثل هذا وينسب صناعته لتوجيهات النظام السياسى إبان عصر الزعيم جمال عبدالناصر.

وفى هذا الشأن بودى أن أطرح سؤالاً على الدكتور يوسف:

هل يمكن تخيل صلاح جاهين وهو يكتب أغنية «صورة»، أو الأبنودى وهو يكتب «عدى النهار»، أو عبدالوهاب وهو يبدع لحن الوطن الأكبر، كان ذلك بناءً على توجيهات الرئيس؟.. الذين يقولون إن الفن والأدب والإعلام والحركة الثقافية برمتها إبان عصر عبدالناصر كانت موجهة يجهلون أو يتغاضون عن حقائق ثابتة.. أن تشكيل الوجدان، والذى هو أهم وظيفة من وظائف الفنون، لا يمكن أن تصنعه أنظمة. ولأعطى مثلاً أو بالأحرى أطرح سؤالاً آخر على الدكتور يوسف: هل هناك من يتذكر أو باقٍ فى وجدانه أى أغنية وطنية بعد أغانى حرب أكتوبر؟ الإجابة لم يبق من الأغانى الوطنية طوال الأربعين عاما الماضية فى ضميرنا ووجداننا إلا أعداد قليلة تكاد تكون معدودة على أصابع اليد الواحدة، ولكن يبقى حاضرا فى الوجدان مئات الأغانى قد صنعها مبدعو الخمسينيات والستينيات وأوائل السبعينيات حتى فى وجدان الأجيال التى لم تعش تلك الفترة.

ولا تجد وسائلنا الإعلامية غير تلك الأغانى لتذيعها فى المناسبات الوطنية.. هل أيضا من جعلها حاضرة لليوم هو توجيهات الزعيم عبد الناصر؟.

يا أيها السادة، إن الجميع فى تلك الفترة، وليس جمال عبدالناصر وحده، كان مشحوناً بالحلم، محتشدا من أجل أهداف قومية كبرى، لذلك خرج هذا الفن الصادق ومن بينه فيلم مثل الناصر صلاح الدين، الذى شارك فى صنعه عظام، مثل عبدالرحمن الشرقاوى ونجيب محفوظ وعزالدين ذوالفقار وشادى عبدالسلام وآسيا ويوسف شاهين.. كل هؤلاء كانت تسكنهم الأحلام والآمال الكبرى لأمة عربية كبرى، بقيادة مصر، تقف فى وجه مخططات القوى العظمى وتجد لنفسها مكانا على خريطة العالم وتقود دول العالم الثالث فى آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية نحو الحرية والتحرر.. أمة عربية أدرك ضميرها الجمعى أنها بغير وحدتها إلى فناء وبغير استقلالها إلى زوال وبغير عدلها الاجتماعى إلى اندثار، وأدركت أن قدرها أن تناضل من أجل نفس الهدف وقضاءها أن نفس الخطر يهددها ونفس المصير ينتظرها.. وكانت طليعة هذه الأمة من مبدعيها ومثقفيها ومفكريها وفنانيها هم أنفسهم مسكونون ومشحونون ومحتشدون ومصطفون مثلهم مثل باقى أبناء شعبهم بهذا المشروع الكبير، بغض النظر عن تقييم البعض له، وبغض النظر عن انكساراته، إلا أنه لا يمكن لجاحد أو كاره أن ينكر أنه كان حلما كبيرا ومشروعا عظيما، فكان طبيعيا أن تخرج تلك الأعمال الأدبية والفنية والفكرية والفلسفية الكبرى فى ذلك العصر على يد هذه الأجيال التى آمنت بالمشروع وكانت تحلم فى صحوها ونومها به.

من يحول الآمال والأحلام إلى أعمال كبرى ونتمكن من التعبير عن هذه الأحلام أو تلك الأعمال بالفنون والآداب هو أن يسكن الإيمان بالمشروع قلوب الشعوب وليس توجيهات السيد الرئيس، وهذا الكلام ليس موجها للدكتور يوسف زيدان فقط، ولكنه موجه أيضا إلى الذين يصرون اليوم على تأميم الحياة الثقافية والإعلامية وجعلها تعبر عن صوت واحد ورؤية واحدة تحت وهم أن ذلك كفيل بإخراج المنتج الثقافى والإعلامى كله على هواهم وطبقا لرؤاهم وعلى حسب توجيهاتهم وعلى قدر فهمهم لمصلحة الأوطان، وعندئذ ستدين لهم الأمور ويسير الجميع فى القطيع، أقول لهؤلاء أى مجتمع يريد أن ينهض لابد له أن يتنفس من أكثر من رئة ويستمع لكل الرؤى وكل الأصوات ويبلور نتاج الاختلاف، ثم يقتنع ويؤمن ويحتشد ويصطف فى مسار متوافق عليه.. دون ذلك لن تنجزوا مشروعا جامعا، بل إنكم لن تستطيعوا أن تصنعوا بكل ما تملكون أغنية واحدة مثل «أحلف بسماها وبترابها» ولا مقالة مثل «بصراحة» ولا برنامجا تليفزيونيا مثل «نافذة على العالم» ولا فيلما مثل الأرض ولن تصنعوا «حليم» آخر ولا هيكل آخر ولا ليلى رستم أخرى ولا يوسف شاهين آخر.

Almasryalyoum

مقال خالد يوسف بجريدة المصري اليوم – السبت 13 مايو2017

By | مقالات

المخرج والنائب خالد يوسف عبر فيسبوك – السبت 13 مايو 2017

الرد علي يوسف زيدان حول صلاح الدين الايوبي البطل أم القذر وفيلمه لم يصنع بناء علي تعليمات #عبدالناصر #خالد_يوسف

إلى الدكتور يوسف زيدان.. فيلم صلاح الدين لم يكن بناءً على تعليمات عبدالناصر
خالد يوسف

فيسبوك

المصري اليوم