الأحد 13 نوفمبر 2011 – 12:42 ص
قرر المخرج خالد يوسف خوض تجربة الدراما التلفزيونية في رمضان 2013 من خلال قصة الكاتب الراحل يوسف ادريس «سره الباتع»، واتفق مع الكاتب محفوظ عبدالرحمن على كتابة السيناريو والحوار. ويقول خالد يوسف لـ«الاتحاد»: فكرة تقديم مسلسل تليفزيوني تراودني منذ فترة ولكن أنشغالي بالسينما جعلني أؤجل التجربة الى أن قرأت قصة «سره الباتع» للراحل يوسف إدريس فقررت تقديمها في فيلم سينمائي، ولكن وجدت تقديمها في عمل تلفزيوني أفضل لأن العمل يستوعب أن يكون مسلسلا أكثر بالإضافة إلى ضخامة إنتاجه كفيلم ولو قدم كمسلسل فإن تسويقه سيعوض ضخامة الإنتاج.
يضيف خالد يوسف: قصة يوسف إدريس رائعة، ورغم أنها تتناول حدثا وقع وقت الحملة الفرنسية على مصر، فإن أحداثها تتشابه بشكل كبير مع ما يجري الآن، فالمسلسل يستحضر بعض جوانب البطولة في ثورة القاهرة ويروي قصة مواطن مصري يقتل أحد جنود الحملة الفرنسية، ما يستدعي إطلاق حملات مطاردة في ربوع مصر كلها من أجل العثور على ذلك المواطن، خاصة أن له علامة مميزة، وهي أن له أربعة أصابع فقط في يده، ووشم لعصفورة على وجهه ولكن جيوش نابليون تقع في ورطة حينما يقطع عدد من الشباب في القرية التي يحتمي بها إصبعاً لكل منهم، ويرسمون وشما مشابها له للحفاظ على حياته.
ويشير خالد يوسف إلى انه يعاني من صعوبة العثور على نص سينمائي ليقدمه في الفترة المقبلة. وقال: بعد ثورة 25 يناير لم أستطع العثور على سيناريو يشبع خيالي كمخرج وقد قدمت قبل الثورة «هي فوضى» و«حين ميسرة» و«دكان شحاتة»، وغيرها من الأفلام وحاليا لا أستطيع تقديم هذه النوعية، فالثورة تخطت ما قدمناه بكثير.
فرقة وشتات
وعن فيلمه الجديد «كف القمر» الذي بدأ عرضه منذ أيام قال: الفيلم رحلة في تاريخ شتات وفرقة الشعوب والأسر من مصريين أو عرب أو أجانب ويمتزج فيه الخاص بالعام ليكشف مظاهر التناحر والتقاتل ومواطن الضعف ومكامن القوة وهو محاولة للبحث عن الهدف وتحليل إمكانية لمّ الشمل العربي. وأكد أنه في «كف القمر» يتساءل عن إمكانية وجود بعث عربي جديد بشكل حقيقي سيجعل لهذه الأمة شأنًا مختلفًا وقوة مؤثرة وفاعلة وسط العالم؟ أم أن ربيع الثورات العربية سيكون مجرد موجة ستندثر وتتحول إلى زبد بحر؟ ونعود مرة أخرى لإهدار قيمة ما نملكه من إمكانات حضارية وثقافية أثرت البشرية.
وعن قصة الفيلم قال خالد يوسف إنه يدور حول أم هي «قمر» التي ترقد على فراش المرض الأخير وتبعث الابن الكبير لكي يجمع إخوته كي تلقي عليهم نظرة أخيرة قبل الموت والأم المنتمية الى صعيد مصر هي التي دفعت أولادها للهبوط للمدينة بحثًا عن الرزق الذي يمكنهم من العودة لاستكمال حلم والدهم في بناء البيت القديم والذي دفع حياته ثمنًا لبنائه وتدور بهم الدوائر لينقسموا ويتشتتوا ويفترقوا وتعيش الام أيامها الأخيرة وهي في انتظار عودة أولادها وتكون وحدتها ومرضها إغراء للناهبين الذين يسرقون البيت حتى يصلوا لسرقة جدرانه ويتحول البيت الى أطلال في رحلة بحث الأخ الكبير عن بقية إخوته، ونعرف كيف فرقتهم الأيام حتى أصبحوا أقرب الى الأعداء منهم للإخوة فهل ينجح الأخ في تجميع إخوته لإلقاء نظرة أخيرة على أمهم ؟وهل هذا التجمع لو حدث بعد موت الأم سيجعلهم يبنون البيت ويحققون ما حلم به أبوهم وأمهم أم سيستمرون في الفرقة والشتات.
أخطاء فنية
واعترف المخرج خالد يوسف بالأخطاء الفنية في الفيلم وقال: الماكيير لم يوفق في صناعة ماكياج مقنع للفنانة وفاء عامر، فكانت المشاهد التي تقترب فيها الكاميرا منها تبدو غير مقنعة، عكس المشاهد البعيدة. وأشار الى أنه لاحظ ذلك أثناء التصوير، ولم يطلب إعادة تصويرها رأفة بمنتج الفيلم كامل أبوعلي، حيث كان يتطلب ذلك مزيدا من الوقت والنفقات، فكان الخيار هو التنازل عن خروج هذه المشاهد في أفضل صورة، حتى لا يذبح المنتج ويستطيع إنتاج أفلام أخرى.
شخصية «قمر»
أكد خالد يوسف أن اختياره لوفاء عامر لتجسيد شخصية «قمر» في سن متقدمة وعدم استعانته بممثلة في نفس المرحلة العمرية جاء لأنه كان أمام خيارين، إما الاستعانة بممثلة متقدمة في العمر لتجسد المرحلة الأخيرة ببراعة ولكن هذا سيكون على حساب المرحلتين الأوليين لأن هذه الممثلة يستحيل عودتها لشبابها مرة أخرى.
وفي الوقت نفسه لن يحدث في أفلام خالد يوسف أن تقدم ممثلتان دورا واحدا الأولى في الشباب والثانية للكبار، لأن العلم أثبت أن الإنسان ملامحه لا تتغير تقريبا بعد بلوغه العشرين من عمره إلا قليلا، وبالتالي سيكون هذا غير مقنع.