نشر بجريدة الوطن في 2014
أكد المخرج خالد يوسف أنه لن يعتزل العمل الفنى إذا فاز فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأن الأحداث السياسية الملتهبة بعد اندلاع ثورة 25 يناير وحتى الآن هى التى أبعدته عن السينما. وأضاف، فى حواره مع «الوطن»، أنه لم ولن يقدم فيلماً عن الثورة، إلا بعد مرور المزيد من الوقت، وبعد أن يحصل الشعب على حقوقه، معبراً عن تفاؤله بمستقبل البلد مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، وعن ثقته التامة أنها ستكون أفضل فى غضون سنتين من الآن.
■ فى رأيك.. مصر إلى أين؟
– فى أحلك لحظات السواد التى كنا نعيشها أيام حكم «الإخوان» كنت متفائلاً ولدىَّ طاقة كبيرة، وعمرى ما أحبطت، وبالتالى عندما ننتصر على الاحتلال الإخوانى بقيادة الجيش فسأكون بالطبع متفائلاً أكثر، وأثق أن مصر خلال سنتين ونصف السنة على الأكثر ستنطلق وستكون فى مكانة أكبر؛ فمصر رايحة للخير بإذن الله.
■ ما سر ابتعادك عن الإخراج لأكثر من 3 سنوات؟
– لم أستطع العودة للإخراج منذ ثورة 25 يناير لأسباب عديدة، أهمها: انغماسى فى الأحداث التى جرت، والتقلبات التى حصلت للثورة، انتهاء باستيلاء «الإخوان» على الحكم، كل هذه الأحداث المتلاحقة أبعدتنى عن الإخراج لفترة طويلة.
■ كيف ترى موجات النقد العنيفة التى طالتك بعد إعلانك الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة؟
– بصراحة لا أعرف لماذا هاجمنى البعض، ولكن عن نفسى لا أحبذ فكرة الرد على من يهاجموننى، ما دمت واضحاً، وأفكارى ومبادئى معلنة للجميع.
■ هناك من هاجمك بحجة تربحك من الثورة التى شاركت فيها من أجل ضمان منصب كما يردد البعض؟
– هذه شائعة سخيفة؛ لأن من يعرفنى جيداً يعرف أننى لا أسعى وراء المناصب، كما أننى لم أشارك فى الثورة، سواء فى 25 يناير أو 30 يونيو، من أجل أى منصب، وإذا كنت أحلم بالكراسى لكنت جلست عليها منذ زمن.
■ ما الذى دفعك إذن للترشح فى هذا التوقيت تحديداً؟
– ترشحت لخدمة أهل دائرتى فى «كفر شكر» بالقليوبية؛ حيث أيقنت أننى يمكن أن أخدمهم بصورة أكبر من خلال وجودى تحت قبة البرلمان لتوصيل صوتهم للمسئولين.
عودة رموز «الوطنى» فى البرلمان مستحيلة.. والشعب المصرى عارف كويس أوى كل واحد عمل إيه فى البلد وعمل إيه للبلد
■ هل صحيح أنك ستعتزل الفن وستكتفى بلقب سيادة النائب؟
– من قال إنى سأعتزل الفن أو الإخراج؟ سأبقى أمارس دورى كما أنا، وما دمت قادراً على التوفيق بين دورى كنائب بالبرلمان ومخرج فلماذا أعتزل؟
■ لكن البعض يهاجمك الآن ويتهمك بأنك مخرج العشوائيات ومخرج المشاهد الخادشة للحياء، فكيف سيكون الحال وأنت نائب؟
– الجمهور يلقبنى بمخرج الثورة، لأنى أول من جسد الثورة فى مشاهد مطابقة للواقع، جسدتها فى أفلامى قبل أن تندلع فى الواقع، تنبأت بها منذ ثلاث سنوات، فأنا أول من قدم مشاهد لحظر التجوال منذ ثلاث سنوات، وأول من نزّل الجيش فى الشارع فى أفلامه، والجمهور يرى أننى مخرج الثورة، ولم أقدم أفلاماً حرضت على الفسق والفجور، هؤلاء يهاجموننى منذ زمن، وأنا كما سبق أن ذكرت لن أرد على أى منهم، لأنى أعرف أن ما أقدمه من أعمال يحقق النجاح فى أوساط الجماهير على اختلاف آرائهم وتوجهاتهم، وكما حدث فى الماضى سيحدث فى المستقبل.
■ هل أنت واثق من نجاحك؟
– بإذن الله واثق، وحتى إذا فشلت فيكفينى شرف المحاولة، ويكفى أنى سعيت لخدمة أهلى الذين يدركون تماماً أنى أفعل كل ذلك من أجلهم فقط لا بحثاً عن منصب أو جاه.
ما خدتش مليم من مخلوق فى حملتى الانتخابية.. وكل اللافتات الدعائية فى بلدتى على حساب الأهالى
■ البعض رأى فى اعتمادك فى حملتك الانتخابية على لقب مهندس أنك تتبرأ من مهنتك كمخرج؟
– ولماذا أتبرا منها؟ هل فيها ما يجعلنى أخجل أو أخاف؟ أعتز جداً بكونى مخرجاً، وأعتز أكثر بتجاربى الإخراجية التى كشفت عن الكثير من القضايا التى تخوَّف الكثيرون من مجرد التلميح بها.
■ ماذا عن الجولات والمؤتمرات الانتخابية؟
– عقدت البعض منها بالفعل خلال الأيام القليلة الماضية، وأستعد الآن للمشاركة فى المزيد من اللقاءات والجولات.
■ ما الذى لمسته خلال اللقاءات السابقة؟
– أدركت حجم المشاكل التى يعانيها المجتمع المصرى الذى يبحث عن حلول جذرية لمشاكله، خصوصاً أن الكثيرين اعتقدوا أن الدنيا «هتبقى وردى» بعد الثورة، وطبعاً ما حلموا به لم يتحقق؛ لأن التغيير لا يحدث بين يوم وليلة.
■ هل يمكن أن تستغل علاقاتك بالمسئولين لخدمة أهل دائرتك وحل مشاكلهم؟
– كلمة استغلال فى مصر لها معنى سيئ؛ لذا أحب أن أقول إنى سأعمل بكل جهدى مع المسئولين وغيرهم لحل مشاكل أهل دائرتى وأهل مصر جميعاً.
■ بعد انتهاء عمل لجنة الخمسين التى كنت واحداً من أعضائها نُسب لك تصريح قلت فيه إنك سترفض المشاركة فى أى عمل سياسى مستقبلاً!
– قيل نصاً: إننى سأرفض أى منصب سياسى يُعرض علىَّ وسأظل أرفض، البعض أخبرنى بأمر كهذا، لكنه لم يخرج على لسانى، ولأنى لم أخرج وقتها للتعليق عليه وتكذيبه، فإنى أقول لك: إن شيئاً من هذا لم يحدث. وكان من الأحرى بمن نشر هذا التصريح تحرى الدقة أو على الأقل الاتصال بى وسؤالى عن صحة الخبر.
■ هل صحيح أن هناك بعض الجهات تبرعت للإنفاق على حملتك الانتخابية؟
– ما خدتش مليم من مخلوق فى حملتى الانتخابية، وما صرفتش ولا جنيه حتى الآن، وكل اللافتات المنتشرة فى دائرتى على حساب الأهالى الذين يحبوننى ومبسوطين لترشحى لهذا المنصب، أما مسألة الجهات والمنظمات التى تتولى الإنفاق فأنا لا علاقة لى بها، وكل ما سيُنفق سيكون من مالى الخاص منعاً للقيل والقال.
■ كيف ترى عودة رموز الحزب الوطنى للترشح على عضوية مجلس النواب المقبل؟
– عودتهم مستحيلة، والشعب سيسقط أى رموز فساد واستبداد، وبالمناسبة الشعب المصرى واع وفاهم وعارف كويس أوى كل واحد عمل إيه فى البلد دى، وعمل إيه للبلد دى.
الأغنياء الممتنعون عن التبرع لصندوق «تحيا مصر» ناكرون للجميل.. وأدعو لمقاطعة منتجات شركاتهم
■ هل ترى أن البرلمان المقبل هو برلمان الثورة؟
– يمكن أن يكون برلمان الثورة بشرط واحد، هو أن تتسم النخبة السياسية والأحزاب البرلمانية بالوعى وببعض الرشد السياسى، ولا تدخل فى نزاع فيما بينهم.
■ يقول البعض إنك مقرب من النظام الذى يمثله الرئيس عبدالفتاح السيسى شخصياً، فهل هذا صحيح؟
– تقدمت باقتراح فى لجنة الخمسين لكتابة الدستور بمنع أى عضو لمدة 5 سنوات من تولى أى مناصب قيادية وبعدم ترشحهم فى الانتخابات، ولكن لم تمر هذه المادة، وهذا يعنى أننى لم أكن أنوى الترشح لولا أهلى فى «كفر شكر»، وهؤلاء لديهم طلبات ومن حقهم أن يحصلوا عليها، ورغم العلاقة الطيبة التى تربطنى بالرئيس السيسى فإننى أنفى هذا الكلام لأكثر من سبب، أهمها أن الرجل عارف ربنا كويس وما بيعرفش لا واسطة ولا محسوبية.
■ كيف بدأت علاقتك به؟
– قابلته عقب تسلم المجلس العسكرى مقاليد السلطة، بعد انتهاء أحداث ثورة 25 يناير مباشرة؛ لأن المجلس كان يعقد بطبيعة الحال لقاءات مع القوى الثورية، ولأنى كنت واحداً من هؤلاء، حضرت بعض اللقاءات، ومن وقتها بدأت علاقتنا تتوطد، وبعدها وأثناء توليه وزارة الدفاع التقيته نحو 7 مرات.
■ هل صحيح أنه أخبرك بقرار الترشح فى فبراير الماضى؟
– نعم؛ ففى 10 فبراير تحديداً اجتمعت مع المشير السيسى بصحبة الأستاذ محمد حسنين هيكل والسيد عمرو موسى والدكتور عبدالجليل مصطفى، وأثناء الاجتماع وبعدما تطرقنا للكثير من القضايا أبلغنا أنه ينوى الترشح لانتخابات الرئاسة.
■ ولكنه لم يعلن الخبر وقتها على الملأ!
– نعم، وقد أخبرنا أثناء الاجتماع أيضاً أنه لن يستطيع الإعلان عن الخبر إلا بعد مرور شهرين.
■ لماذا بعد شهرين تحديداً؟
– لا أعرف، ولم يسأل أحد من الحضور، وهو لم يستطرد فى هذا الشأن، لكنى أدركت أنه كان متردداً لأنه لا يريد كرسى الرئاسة، وهو غير طامع فى السلطة، لكنه وجد نفسه فى النهاية أمام إرادة شعبية جارفة تطلب منه الترشح.
■ ألم يتطرق الحوار لموقف الإخوان من قرار ترشحه ورد فعلهم؟
– لا، وجميعنا لم يشغل باله بأمر كهذا؛ لأننا نعرف أنهم لا يشغلون أنفسهم إلا بما يخصهم، فكل ما يفعلونه هو الصواب والجميع من دونهم على خطأ، بحسب رأيهم طبعاً.
■ هل ترى أن الإخوان سيسعون إلى العودة للبرلمان ومن ثم إلى المشهد السياسى مرة أخرى؟
– أتصور أن من يقول هذا الكلام غير مدرك أن الخلايا الإخوانية النائمة كشفت خلال هذه السنة، وهم ليس عندهم عناصر جديدة، وأقصى ما يمكن أن يفعلوه هو إسقاط رموز 30 يونيو لإظهار أنها ليست ثورة وليس لها تأييد شعبى، وسيفشلون فى ذلك أيضاً.
■ البعض يقول إن ما خرجت الجموع للمناداة به فى الثورتين لم يتحقق حتى الآن، فبماذا ترد؟
– بعض الشباب ممن أقابلهم يشعر بالإحباط لأن مطالب الثورة لم تتحقق، كما قالوا، أما الأغلبية فهم يؤكدون أن الرئيس السيسى بدأ فى تحقيق ما كانوا يحلمون به، ولا أدل على ذلك من المشروعات الجديدة التى بدأ فى تنفيذها مؤخراً.
■ تعنى قناة السويس الجديدة؟
– القناة وغيرها من المشاريع، ويكفى أنه قرر إنجازها فى عام واحد فقط ليؤكد للجميع أنه جاء للبناء لا للهدم.
■ كيف ترى مقاطعة البعض لصندوق «تحيا مصر»؟
– لا بد أن يحاكمهم الشعب، وهنا أتكلم عن أغنياء مصر، سواء كانت أموالهم حلالاً أو حراماً، فأقل شىء يفعلونه أن يتنازلوا عن جزء من ثرواتهم، وألا ينسوا أن نسبة كبيرة من الشعب عاطل ويعيش فى العشوائيات، ولا أفهم فى الحقيقة موقف هؤلاء وأستغربه جداً؛ فمصر أعطتهم وساعدتهم على تكوين الثروات، ثم هاهم يتنكرون لها فى النهاية.
■ لكن الرافضين للتبرع تعرضوا لموجات نقد قاسية وصلت إلى حد الإهانة والتجريح؟
– «يستاهلوا»، وعليهم أن يتذكروا حق البلد وفضله عليهم؛ لأن ناكر الجميل لا يستحق أن يعيش على أرض هذا البلد.
■ حدثنا عن الجبهة التى ستقوم بتشكيلها للوقوف ضد رجال الأعمال الممتنعين عن التبرع للصندوق؟
– هى ليست جبهة بالمعنى المعروف؛ حيث تناقشت على مدار الأيام الماضية مع عدد من الأصدقاء فى شأن عمل حملات للمناداة بمقاطعة المنتجات التى يقدمها هؤلاء رداً على موقفهم.
■ قلت فى تصريح سابق إن جماعة الإخوان تسعى لإسقاطك وتشويه صورتك.. كيف؟
– لست أنا وحدى، بل هم يقومون بتشويه كل رموز ثورة 30 يونيو، ومنذ فترة وهم يروجون الشائعات عنى، ولأنى لا أرد عليهم، زادوا فى حربهم القذرة وقاموا فى رمضان الماضى بتوزيع حقائب رمضان فى كفر شكر عليها صورتى، وروَّجوا أنى من طلبت منهم توزيع تلك الحقائب من أجل حثهم على ترشيحى فى البرلمان، وقتها وجدت الكثيرين من أصدقائى هناك يحدثوننى ويخبروننى بالأمر، فطلبت منهم أن يوضحوا لأهلى وناسى هناك حقيقة الأمر، وبالفعل تفهم الناس حقيقة ما جرى.
■ فى أحد حواراتك التليفزيونية حرصت على توجيه التحية لرجال الشرطة، فلماذا رغم أن الكثيرين ما زالوا ينتقدون أداء الشرطة حتى الآن؟
– هذا الشكر وهذه التحية كانا واجبين لأناس يضحون بحياتهم ليل نهار فى مواجهة عدو لا يعرف ديناً أو رحمة، ثم إن أى جهاز فيه الصالح وفيه الطالح، والأغلبية تشهد الآن أن معاملة رجال الشرطة للمواطنين تغيرت للأحسن، ولأن الشىء بالشىء يُذكر فأنا أحب أن أنتهز الفرصة لأوجه التحية أيضاً لرجال القوات المسلحة، وأؤكد أن الشعب المصرى كله يقف صفاً واحداً وراءهم فى مواجهة قوى الظلام والتطرف.
■ هل يمكن أن تجسد فيلماً جديداً عمَّا تشهده مصر الآن من أحداث؟
– لِم لا؟ لكنى مشغول الآن بالمسألة الانتخابية، وأفضل أن أترك الحديث عن مشاريعى السينمائية جانباً لحين إتمام هذا المشروع.
■ لماذا لم تقدم حتى الآن فيلماً عن الثورة رغم أن أعمالك تنبأت بها؟
– لن أقدم فيلماً عن الثورة إلا بعد أن يحصل الشعب على حقه، وأحتاج إلى مزيد من الوقت لأقدم عملاً عن الثورة، وربما لهذا السبب ينتظر مخرجون كثيرون مثلى، فكلما مر الوقت سنكتشف أشياء وسنعيد تصحيح مفاهيم وأمور جرت وكانت لنا فيها وجهة نظر معينة.
■ ما رأيك فى قانون التظاهر؟
– أنا مع تعديل قانون التظاهر من أول لحظة، ولم يتغير رأيى فيه، ووقفت ضده منذ أن ظهر للنور وحتى الآن، ورأيى أنه قانون ظالم وبلا منطق ولا يوجد قانون فى العالم يحكم على من يكسر قانون التظاهر بالسجن لمدة تصل لـ15 سنة، وأرى أن المحكمة الدستورية ستسقطه لأنه غير دستورى.