الثلاثاء 3 – 1 – 2017
المخرج خالد يوسف عبر صفحته الرسمية على فيسبوك
بكل أسف .. ما زال البعض يظن، أن مساحة الحريات المحدودة، التي تركها نظام مبارك لمعارضيه عمداً، ساهمت في إسقاط نظامه، وما يجهلونه، ويدركه كل من أكمل تعليمه السياسي ، أن عمر نظام مبارك لم يمتد لثلاثون عاماً، إلا بفضل هذا النهج والذي لخصه جملته الشهيرة “خليهم يتسلوا”! ولو إنه اتبع نهجاً مختلفاً، لكانت النهايات كارثية، وتحولت ثورتنا إلى حرب أهلية، كما حدث في سوريا، وليبيا .. لأن الأنظمة المستبدة بقسوة والفاشية بإمتياز عندما تسقط لابد وأن يصاحبها دماء عزيرة هذا هو الدرس الذي لم –ولا- يتعلمه في بلادنا الكثيرين
والحقيقة اني لم أكف عن التساؤل، مذ علمت بخبر إلغاء برنامج العزيز “إبراهيم عيسى”، الذي إستقبلته ببعض الذهول، والكثير من الأسى ..
هل يليق ببلد في حجم وتاريخ مصر، ان تُخرس صوتاً صادقاً .. صوتاً نابضاً بالحق .. صارخاً بهموم الناس وآلامهم، كصوت “عيسى”؟! هل يُجمل خروجه من المشهد الإعلامي، صورة الدولة أمام العالم؟! هل يجوز، بعد ثورتين شعبيتين، شارك فيهما، عشرات الملايين من الشعب المصري، وهم يهتفون بالحرية، أن نصادر على حرية الرأي، وهي الحق الذي يشكل إحدى الدعائم الجوهرية لو أردنا عملية تحول ديمقراطي حقيقية
هل تقر بذلك أعين شهداء الثورة؟! علماً بأني لا أبالغ، إن قلت أن الشباب الذين خرجوا يومي 25 يناير – وفي كل الموجات الثورية التي تبعتها بما فيها الموجة الاعظم للثورة في 30 يونيو – وهم يحملون قلوبهم على أيديهم، وهم ينادون بالعيش، والحرية، والعدالة، كان “إبراهيم عيسى” أحد أهم ملهميهم!
هل صار إغتيال الأصوات، والحروف، والآمال، والأحلام، حرفتك يا وطني؟!
أرجوا أن تعذروا إنفعالي، وحزني، الذي قد يجده البعض مبالغ فيه، وأراه على ما يحزنني قليلا .. فإني مثلكم، لا أرجو بعد الممات إلا مستقبل أفضل لأبنائي، أرى أنه لن يتحقق، إلا بوجود رجال مثل “إبراهيم عيسى”، يعلمون، ويرشدون، وينيرون الطريق لابنائنا كلما إشتد الظلام بالوطن ..
ختاماً .. نفخر جميعاً بالإنتماء لهذا الوطن، بينما يحظى قليلون جداً منا، بشرف أن يفخر وطنهم بهم، وواحد من هؤلاء المُصطفين .. هو المناضل، المثابر، الحر .. رفيق الكفاح، وشريك الخيبات والإنكسارات والإنتصارات .. “إبراهيم عيسى”
Facebook