Category

حوارات صحفية

النائب خالد يوسف في حواره لجريدة الشروق: إذا «ذبح» البرلمان «العدالة الاجتماعية» سأعود للسينما لأبشر بموعد الثورة المقبلة

By | حوارات صحفية

الأربعاء 02-03-2016 – 10:35 ص

  • «دولة الحواتم» ستتحول إلى مسمار فى نعش النظام لو فشل فى الحد من تجاوزاتها
  • شرعية نظام السيسى مرتبطة بالدستور.. فإذا وافق البرلمان على تعديله سأستقيل فورا
  • أداء البرلمان الحالى «ضجيج بلا طحن».. وغياب الأغلبية سبب حالة من الفوضى
  • نسبة النواب الذين يعول عليهم كبيرة جدا عكس ما يتصوره البعض.. وسيتم تنظيمهم
  • تدخل الأمن فى تنظيم بعض القوائم البرلمانية كان طبيعيا فى حالة السيولة التى تعيشها البلاد وغياب السياسة
  • عند طرح مشروع العاصمة الإدارية على البرلمان سأصوت برفضه.. والمشروع ليس من أولويات الدولة حاليا

قال النائب والمخرج السينمائى، خالد يوسف، إنه لن يعود إلى الفن إلا فى حالتين الأولى عند شعوره باليأس من تحقيق ثورة 25 يناير لأهدافها فتكون عودته بفيلم يعلن موعد الثورة القادمة، أما الحالة الثانية فتكون بعمل يلخص ما حدث خلال السنوات الأخيرة بعد نجاح الثورة وتحقيق أهدافها، لاسيما الخاصة بالعدالة الاجتماعية.

 

وأكد يوسف خلال فى ندوة نظمتها جريدة «الشروق»، أن أداء البرلمان الحالى «ضجيج بلا طحن»، لأن غياب الأغلبية داخل البرلمان سبب حالة من الفوضى، وأنه يتوقع اندثار هذه الممارسات بعد تشكيل اللجان ومواجهة الأعضاء بالقوانين التى تمس الأحوال المعيشية للمواطنين، مهددا بالاستقالة من البرلمان إذا أقر البرلمان قوانين تذبح العدالة الاجتماعية، أو فى حال تعديل الدستور.. وإلى نص الحوار:

 

  • بداية.. متى تعود للفن؟

– فى حالتين.. الأولى أن أشعر باليأس فأقدم فيلما أعلن فيه موعد الثورة القادمة، والثانية، بعد أن تحقق ثورة 25 ــ 30 أهدافها، وسأكشف فيه عن رؤيتى لما حدث خلال السنوات الماضية، وإيمانى الشخصى أن الثورة لن يقال عنها فى التاريخ ثورة 25 ــ 30 إلا اذا أحدثت تغييرا على الأرض، وإذا لم تفعل سيكتب عنها التاريخ أنها مجرد انتفاضة كانتفاضة 1977، وظنى أن الثورة ستنتصر، لأنها عبرت بجلاء عن رغبة المصريين فى تحقيق العدالة الاجتماعية، ومن مفهومى لحركة التاريخ أثق فى أن الشعب لن يعود مرة أخرى حتى تنتصر الثورة.

 

  • لماذا تفرض على نفسك العودة بفيلم سياسى؟

– لأن هناك عددا كبيرا من الناس ينتظر من خالد يوسف أن يقرأ لهم ما حدث فى فيلم سينمائى، كما توقعت لهم ما حدث قبل الثورة، خاصة أننى حاليا مشتبك ومشارك مع الواقع، وبالمناسبة أنا كتبت أكثر من 10 أفلام، ولكنها لم تخرج للنور بسبب تغير المزاج العام للمصريين، فالشارع أصبح يسبق أى فنان حاليا، فمثلا عندما قدمت ثلاثية «هى فوضى»، و«حين ميسرة»، و«دكان شحاتة»، الواقع أجابنى بعد عامين أو ثلاثة بأن رؤيتى كانت صحيحة، أما الآن عندما أكتب رؤية درامية لفيلم الواقع يجبنى عنها بعد شهرين.

لكن لا أنكر أن لدى رهبة فى قرار العودة وبأى مشروع، لأن حجم التوقع كبير، والناس تنتظر ماذا سيقول خالد يوسف بعد فترة توقف كبيرة.

 

  • هل طول فترة غيابك يمكن أن تدفعك للاعتزال؟

– هذا لن يحدث، فأنا لدى رغبة شديدة للعودة إلى الفن سريعا، ولكن هناك بعض الأمور لابد أن أنجزها كسياسى لدائرتى، فربما تكون العودة بعد عام، لأنها غير مشروطة بانتهاء الدورة البرلمانية، وأنا شخصيا على قناعة كاملة بأن الفن هو الأبقى لخالد يوسف.

  • ما هو تقييمك لأداء البرلمان الحالى؟

– ضجيج بلا طحن.. وأتوقع اندثار مظاهر البرلمان الصاخبة بعد تشكيل اللجان، لأن الجميع مشغول حاليا بتكوين الائتلافات والبعض يسعى لـ«الشو الإعلامى»، فعندما يتفرغ المجلس لمناقشة القوانين الحياتية للمواطن، سيكون النواب على المحك أمام جماهيرهم وسيقف المجلس منضبطا أمام الشعب الذى انتخبه، وستقل المهاترات الحالية جدا.

 

  • هناك رأى يقول إن غياب الأغلبية داخل البرلمان يتسبب فى الفوضى؟

– هذا حقيقى 100%.. لكن ليس معنا ذلك إنتاج حزب وطنى جديد، لأنها كانت أغلبية ديكتاتورية، وكانت المعارضة قلة، ورغم أننى شخصيا أتفق على أن هذا المجلس ظاهرة سلبية ولا يعجب الشعب المصرى، لكنى أرى أنه يحمل ظواهر إيجابية، أهمها عدم وجود جهة مسيطرة عليه، ولا مؤسسة من الدولة تملى عليه إرادته، حتى الائتلاف الذى يروج أنه مناصر للدولة ويتحكم فى مقاليد الأمور، فى أكثر من واقعة اتضح أنه لا يستطيع حتى السيطرة على أعضائه وإلزامهم بقراراته.

 

  • لكن هذا عكس ما يقال من أن الدولة تدعم ائتلاف «دعم الدولة» للسيطرة على البرلمان؟

– سر نجاح «فى حب مصر» ما استقر فى وجدان الناس بأن هذه القائمة مناصرة للرئيس، فاستغلت هذه القائمة شعبية السيسى، ونجحت على أكتافه وليس لأى سبب آخر، أما ما يتعلق بتدخل الأمن فى تشكيلها، فأنا ليس لدى ما يثبت ذلك أو ينفيه.. لكن حتى إذا تدخل الأمن، ففى حالة السيولة التى كانت تمر بها الدولة، كان من طبائع الأمور أن تتوارى السياسة قليلا، وتأخذ المؤسسات الأمنية دورا أكبر مما يجب، خاصة فى ظل عدم اكتمال المؤسسات، وعدم وجود حزب حاكم، وتنظيم شعبى منظم على الأرض.

 

  • وهل هذا البرلمان بهذا التشكيل يمكنه ممارسة صلاحياته الدستورية؟

– الدستور لم يكن يستهدف هذا البرلمان فقط، وإنما أسس لحياة برلمانية سليمة، فنحن نجرب أول عملية تحول ديمقراطى حقيقية، وما يحدث الآن من انفلات ما هو إلا ضريبة طبيعية ندفعها، وإذا عدنا لتجربة الشعب الإنجليزى فى ممارسته للديمقراطية قبل 3 قرون ستجدها تتسم بهذه المهاترات التى تحدث الآن، فعلى مدى 40 سنة مضت كانت الممارسات تحاول إظهار أن هناك شكلا ديمقراطيا، لذا استهدفت التعديلات الدستورية الأخيرة إحداث تحول ديمقراطى، وأول أسسه الفصل بين السلطات، فالبرلمان أضيفت له مهمة ثالثة إلى جانب الرقابة والتشريع هى إقرار السياسة العامه للدولة، وفى كل الأحوال البرلمان ليس بوسعه القفز على النصوص الدستورية، وبالتالى عندما يشرع سيلتزم بعدم خرق التشريعات.

  • هل تعتقد أن هذه الصلاحيات الدستورية ستستمر دون تعديل؟

– تصورى ــ وقد أكون مخطئ ــ أنه لن يستطيع أحد الاقتراب من الدستور.. لماذا؟ لأن هذه الوثيقة هى شرعية النظام، فالرئيس عبدالفتاح السيسى والبرلمان تم انتخابهما على أساس هذا الدستور، فمجرد المساس به يعتبر مساسا بشرعية النظام، وأعتقد أن محاولات اقتراب البعض من الدستور ستبوء بالفشل، وأنا واحد من الناس إذا صوت البرلمان على تعديلات دستورية سأستقيل على الفور، ولن استمر ثانية واحدة داخل مجلس النواب، فالدستور يمنح الرئيس صلاحيات أكبر ويعطيه الحق فى حل البرلمان عبر الدعوة لاستفتاء شعبى، فإذا لم يكن هذا البرلمان على قدر المسئولية، يمكن للرئيس دعوة الشعب لتغيير البرلمان بدلا من تغيير الدستور.

 

  • وهل تعتقد أن التركيبة الحالية للبرلمان يمكن أن تحقق العدالة الاجتماعية؟

– لدى أمل كبير ومتفائل رغم الظواهر السلبية، فأنا حتى الآن تعرفت إلى 400 نائب، واكتشفت أن نسبة النواب الذين يعول عليهم كبيرة جدا عكس ما يتصورة البعض، وسيتم تنظيمهم من خلال الممارسة، واستشرافى للمستقبل، يقول إن تفاعل النواب مع بعضهم سيسفر عن أداء محترم جدا، ونسعى لعمل ائتلاف يلتزم بالثوابت الوطنية وأهداف ثورة 25ــ30 «عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية، استقلال طنى، دولة مدنية حديثة»، وغيرنا اسم الائتلاف من «العدالة الاجتماعية» إلى 25ــ30 لتوسيع دائرة الانضمام، لأن شعار العدالة الاجتماعية يمكن أن يصنف بأنه يسارى.

 

  • كيف تفسر العلاقة بين البرلمان والرئيس؟

– دعنا نتفق على أن النواب يمثلون شعبا يحب الرئيس، وأنا شخصيا أحب الرئيس جدا، ولدى أسباب موضوعية لحب السيسى، وتصورى الشخصى، أن الذى لا يدرك أن هذا الرجل هو صمام أمان هذه الدولة حتى هذه اللحظة، فهو لا يقرأ المشهد السياسى من حوله، وهذا لا يعنى أن مصر عقمت، ولكن الواقع أنه لا يوجد شخص فى مصر عليه نفس نسبة الإجماع التى يتمتع بها السيسى، ولا أحد مؤهلا للفوز بهذه النسبة فى الوقت الحالى، فهو صمام الأمان لقدرته على حماية الدولة من السقوط الذى كنا نتعرض له بالفعل.. لكن، كل ما سبق لا ينفى أننى أرى قرارات الرئيس لا تصب فى خانة العدالة الاجتماعية باستثناء القرار الأخير الخاص بمنح الشباب مشروعات صغيرة ومتوسطة بفائدة 5% فقط، فالسؤال كيف نفكر فى مشروعات ضخمة تستفيد منها الأجيال القادمة، والناس فى الوقت الحالى تموت.

 

  • لكن هناك من يصف مجلس النواب بأنه برلمان السيسى؟

– لن تجد عضوا فى البرلمان لا يدافع عن الرئيس بكل ما أوتى من قوة فيما يتعلق بالثوابت الوطنية، مثل الحرب على الإرهاب ومنع الدولة من السقوط، ومحاولة حل أزمة سد النهضة، فيما عدا ذلك سيكون هناك كثير من الخلافات، وأنا شخصيا أسجل من الآن أنه عندما تطرح العاصمة الإدارية الجديدة على البرلمان سأرفضها، لأنها ليس من أولويات البلد حاليا، وعلينا أن نبدأ بالصرف الصحى والبطالة، والحقيقة أربأ بالرئيس أن يخرج من هذه الدائرة، لأن هناك تفاعلا سيحدث بين البرلمان والحكومة ويجب أن يكون الرئيس بعيدا عنه، ولا يدخل فى النقاشات، كما فعل بعد رفض البرلمان قانون الخدمة المدنية، فالرئيس مهمته الفصل بين السلطات.

 

  • كيف تقيم أداء رئيس البرلمان وسط ملاحظات بعدم قدرته على إدارة الجلسات؟

– رغم أننى دخلت مع الدكتور على عبدالعال فى أكثر من سجال، واتهمته بأنه خرق وانتهك الدستور، لكن هذا لا يمنع من الاعتراف بأنه يدير البرلمان فى حالة إذا أتينا بـ10 فتحى سرور ــ رئيس مجلس الشعب الأسبق ــ، و10 مثل رفعت المحجوب ــ رئيس مجلس الشعب الأسبق ــ لن يستطيعوا إدارة البرلمان، لأسباب كثيرة؛ فى مقدمتها عدم وجود كتلة واحدة ليتحدث معها، فعبدالعال يتحدث مع 600 شخص فى نفس الوقت، عكس فتحى سرور الذى كان يتحدث مع شخص واحد فقط هو زكريا عزمى أو كمال الشاذلى ــ زعماء الأغلبية بالبرلمان وقت حكم الحزب الوطنى ــ لذا أرى أن مقارنة لعلى عبدالعال بظرف البرلمان الحالى مع فتحى سرور ظالمة جدا.

 

  • وما الذى وصلت إليه فى خلافك مع رئيس البرلمان حول عرض اللائحة على مجلس الدولة؟

– نجهز حاليا رسالة من لجنة الخمسين ــ هى التى وضعت التعديلات الدستورية الأخيرة 2014 ــ نفسر فيها ونوضح مقصد المشرع الدستورى فى المادة 190، ونحصل حاليا على توقيعات من أعضاء اللجنة، لنبعث برسالة إلى رئيس المجلس يتلوها على الأعضاء.

 

  • وهل تتوقع صداما قادما فى البرلمان حول الحكومة؟

– لن يقع صدام حول الحكومة وإنما على برنامجها، فأنا أشعر أن أغلبية الأعضاء لديهم اتجاه لمنح هذه الحكومة فرصة أخرى، شريطة أن يحمل برنامجها رؤية حقيقية وسياسات واضحة، تعبر عن الطبقات الفقيرة ومساندة الطبقة الوسطة، هنا سيمنحها البرلمان الثقة، وأنا بشكل شخصى تصويتى بنعم أم بلا على الحكومة يتوقف على برنامجها.

  • يتردد كل فترة أن البرلمان سيحل.. هل أصبح ذلك هاجسا لدى النواب؟

– ضحك.. الهاجس استقالتى وليس حل المجلس، فإذا لم أستطع إضافة شىء للناس وتحقيق الأفكار التى أدافع عنها، وشعرت أن وجودى كمالة عدد سأستقيل، وإذا أقرت قوانين تذبح العدالة الاجتماعية والحريات سأعود إلى السينما لأصنع فيلما أعلن فيه موعد الثورة المقبلة.

 

  • كيف ترى الحياة الحزبية فى مصر؟

– أتصور أن الحياه الحزبية ستسير كأحد روافد التحول الديمقراطى، فعندما تنمو الأحزاب وتتسع رقعتها على الأرض ستنمو معها الحياة الديمقراطية، لكن حتى يحدث ذلك، يجب ألا نقفز على الواقع ونطالب بنظام انتخابى يدعم أحزابا غير موجودة فى الشارع، وهذا ليس عيبها وخطيئتها بمفردها، وإنما خطيئة النظام السياسى الذى ضرب الحياة الحزبية على مدى 40 عاما، وعندما نعود للتاريخ سنجد أن حزب التجمع عندما ظهر فى السبعينيات كان له كوادر شعبية، وعندما عاد حزب الوفد الجديد فى الثمانينيات كان له كوادر ووجود، وكانت هناك فرصة لخلق حياة حزبية وديمقراطية، لكن الدولة فعلت العكس واستهدفت ضرب الحياة الحزبية والتعددية، لذلك عندما نقوم بتحليل الوضع على الأرض حاليا، لن نجد أحزابا لها وجود، وتبقى ممارستنا للديمقراطية خلال السنوات الأربع القادمة، هى فقط التى يتوقف عليها شكل النظام الانتخابى المقبل.

 

  • هل السياق الحالى يمكن أن يسمح للأحزاب بالعمل؟

– أرى أن الجماهير جاهزة، والعيب فى النخبة، فتصورى أن أى حزب سيطرح مشاكل الناس الحقيقية على الأرض، ويعمل وفق نظام حزبى محترم قائم على منهج علمى ولديه من الكوادر المؤهلة، سيكون موجودا على الأرض ومؤثرا، أما أن نلقى اللوم دائما على الأمن وأنه يتدخل، فهذه أراها حججا، بدليل أن كثيرا من أعضاء مجلس النواب الحالى نجحوا دون أن يكون خلفهم قوة حزبية ولم يستخدموا المال السياسى، لكنهم تحدثوا إلى جماهيرهم بشكل يعبر عنهم، فحصلوا على أغلبية كاسحة.

 

وأعتبر أن تخاذل البعض عن التقدم للانتخابات كان كارثة على الوطن، لأن تخاذل النخبة فى الانتخابات البرلمانية هو سبب كوارث البرلمان الحالى، لأنهم لم يمنحوا الجماهير فى دوائر كثيرة فرصة الاختيار بين الأفضل والسيئ، وإنما أجبروهم على الاختيار بين السيئ والأسوأ.

 

  • لكن «صحوة مصر» حاولت أن تتقدم بقائمة وانسحبت لتدخل الأمن؟

– رغم أننى لا أنكر أن قائمة الدكتور عبدالجليل مصطفى، تعرضت لمضايقات، فإن هذا لم يكن السبب فى انسحابها، فالسبب الأساسى أن هناك نخبة تخاذلت، فهناك شخصيات كثيرة تم مخاطبتها كانت تستطيع حسم الانتخابات بمجرد نزولها، إلا أنها رفضت، وإذا كان هناك تدخل أمنى، فهذا يحدث لأنه لم يكن هناك تنظيم شعبى، ولا أحد قادر وجاهز على جمع 120 شخصية من القاهرة لأسوان بشكل حقيقى.

 

  • كيف ترى واقعة ضرب النائب كمال أحمد لزميله توفيق عكاشة بالحذاء داخل البرلمان؟

– إن كان فعل النائب كمال أحمد خطأ فى حق التقاليد البرلمانية، ومخالف للائحة المجلس، فإن فعل النائب توفيق عكاشة ــ استضافة السفير الإسرائيلى ــ خطيئة فى حق الوطن، والثوابت التى ترسخت فى وجدان الشعب المصرى عبر عقود برفض التطبيع مع العدو الإسرائيلى، فالدولة المصرية اضطرت فى لحظة أن تعقد معاهدة مع العدو الإسرائيلى، لكن الشعب سحق مضمونها ووضعه تحت الأحذية من خلال ممارسات 40 سنة كان يحرق فيها علم إسرائيل فى المظاهرات والتحركات الوطنية، ولم يحدث فى تاريخ البرلمان المصرى أن التقى نائب بسفير الكيان الصهيونى، لذا نعتبر ما حدث من عكاشة سابقة خطيرة وطنيا وقانونيا ودستوريا، فما صنعه النائب أضر بالأمن القومى بادعائه أن إسرائيل تملك حل أزمة سد النهضة مقابل أن تتنازل مصر عن جزء من مياه النهر لها، وأعتبر أن عكاشة فقد الثقة والاعتبار، وأن أهل دائرته اذا استفتوا الآن فى موقفهم من العدو الإسرائيلى ستكون وجهة نظرهم مناقضة تماما لما فعله نائبهم.

 

  • هل تتوقع معاقبة البرلمان لتوفيق عكاشة على لقاء السفير الإسرائيلى؟

– أتوقع إسقاط العضوية عنه قريبا، وذلك بعد التحقيق معه مرتين، الأولى لتعديه على رئيس البرلمان والصحفيين، والثانى التحقيق معه بتهمة الإضرار بالأمن القومى وهذا يفقده الاعتبار كنائب، لكن.. البرلمان لن يعاقب عكاشة على لقائه بالسفير الإسرائيلى، لأن ذلك يعد تعبيرا منه عن إرادته فى تجميد معاهدة السلام، لأن البرلمان الجهة الوحيدة طبقا للدستور المكلفة بإعادة النظر فى المعاهدات، وهنا من حق إسرائيل إعلان حالة الحرب، لذا سيتم التحقيق مع عكاشة على ما دار فى اللقاء وليس اللقاء نفسه، حتى لا نضر بالمعاهدات الدولية لمصر.

 

  • هناك من يرى أن واقعة توفيق عكاشة والسفير الإسرائيلى مفتعلة أو «قنبلة دخان» للتغطية على اخفاقات النظام فى ملفات أخرى؟

– لست من أنصار التفكير التآمرى، فالدولة المصرية الجديدة لم تستقر أركانها بعد حتى تفرز مثل هذه الخطط، ولا يمكن بأى حال تفسير العشوائية التى نراها بأن وراءها خطة منظمة، النائب هو من طلب لقاء السفير وأبلغ الجهات الأمنية، ولم تستطع الحكومة منعه، بالعكس.. إذا خرجت مظاهرات فى بلدة توفيق عكاشة ضد السفير الإسرائيلى كان الأمن سيحميه لأنه ضمن بعثة دبلوماسية له حق الحماية.

 

  • وهناك من يعتبر ما فعله عكاشة حرية رأى؟

– أنا من المدافعين عن حرية الرأى حتى الموت، لكن ما حدث إضرار بمصالح البلاد وليس حرية رأى، مثلا.. إذا كانت دولتك فى حالة حرب مع دولة أخرى وخرج شخص يطالب بأن نستسلم، هل يمكن اعتبار ذلك حرية رأى؟

 

  • بما تفسر تجاهل المثقفين حبس المؤلف أحمد ناجى، وهل كانوا سيتخذون نفس الموقف إذا جرى ذلك فى عهد الإخوان؟

– بلا أدنى شك كانت ستقوم الدنيا ولا تقعد إذا حكم بحبس إسلام بحيرى وفاطمة ناعوت وأحمد ناجى فى عهد الإخوان، لأن الناس كان لديها إيمان راسخ بأن الإخوان يريدون ذبح الدولة المدنية، فكان الجميع سيعتقد أن هذه الأحكام لم تأت اعتباطا وأن هناك توجيها، أما الآن الموضوع أخذ أصداء أقل لأن هناك إيمانا بأنه لا يوجد جنوح ناحية الدولة الدينية، وهناك انتصار للدولة المدنية، لكن هذا لا ينفى أن المسألة أصبحت خطيرة، وأتصور أن القضاة لديهم كل الحق فى هذه الأحكام لأنهم يستندون لقوانين مشكلتها أنها مخالفة للدستور، وهذه مهمة البرلمان، أن يتلقف المواد الثلاث الخاصة بازدراء الأديان، ويتم تغييرها حتى لا يتم تحويل أى قضايا مثل التى ذكرناها للمحاكمة مرة أخرى، وأنا شخصيا ليس لدى أى شك فى أن أغلبية البرلمان مؤمنة بقضية الحريات، ولدى شبه ترجيح أن البرلمان سيصوت بإلغاء النصوص الخاصة بازدراء الأديان لأنها مخالفة للدستور.

 

  • كيف تابعت أزمة أمناء الشرطة الأخيرة.. واستدعاء شخصية «حاتم» التى قدمتها فى فيلم «هى فوضى»؟

– إذا لم تسيطر الدولة على «دولة الحواتم»، سيكون ذلك مسمارا فى نعش النظام، ولابد أن يكون فى قانون الشرطة الجديد إجراءات رادعة لأى خرق من دولة الحواتم.

 

  • هل المشكلة فى أمناء الشرطة أم فى عقيدة الداخلية؟

– تأكدت بعد أن أجريت حوارات مع القيادات الأعلى لوزارة الداخلية، أنه لا يوجد أى انتهاكات ممنهجة، وأن كل ما يحدث حوادث فردية، لكن يجب أن تفرق بين ظاهرة وبين انتهاكات ممنهجة، فمعنى كلمة ممنهجة أن تكون عقيدة الشرطة عادت مرة أخرى لما كانت عليه قبل 25 يناير، وأصبح هناك تصريح ضمنى وصريح من القيادات للضباط والأفراد أن يفعل كل منهم ما يشاء دون حساب وهذا ليس حقيقى، لأن من يخطئ يحاسب الآن فى الداخلية، فجهاز الشرطة مدرك تماما درس 25 يناير، ولن يقع فى خطأ منهجة العنف حتى إذا تحولت الحالات الفردية إلى ظاهرة، لأن هذا الجهاز مدرك أن منهج العنف أول طريق السقوط، وهم ليسوا بجهلة حتى لا يعترفوا بأن المقدمات تؤدى إلى النتائج، وعموما ليس فى مصلحة أى نظام فى الدنيا أن يكون لديه هذه الخروقات والانتهاكات.
Shorouknews

 

المخرج خالد يوسف في حوار خاص لـ البوابة نيوز

By | حوارات صحفية

الخميس 09 -04-2015 – 01:55 ص

المخرج خالد يوسف في حوار خاص للبوابة نيوز: الحياة الحزبية في مصر لم تصل بعد لطور النضوج .. أسعى لإكمال مسيرة خالد محيي الين في دائرة كفر شكر .. المؤتمر الاقتصادي حقق مكاسب هائلة لمصر..

التقت “البوابة نيوز” الفنان خالد يوسف، في حوار خاص للإجابة عن العديد من التساؤلات التي تم طرحها على مدى الأيام الماضية، والتعرف على وجهة نظره حيال العديد من القضايا السياسية المطروحة على الساحة في الوقت الحالي خاصة ترشحه للانتخابات البرلمانية.

لماذا أعلنت ترشحك في الانتخابات البرلمانية؟

ترشحت للانتخابات البرلمانية القادمة عن دائرة كفر شكر بمحافظة القليوبية من أجل الدفاع عن منظومة القيم التي انتمي إليها وعن القضايا التي أرى أنها ستصنع المستقبل وعن تحقيق العدالة الاجتماعية وأن يكون لكل فرد نصيب من ثمار بلاده خاصة الغلابة وتمكين الشباب وكل هذا من خلال تشريعات تصنع دولة العدالة وهذه ليست رسالة وإنما مهمة محددة في الدفاع عن حقوق الغلابة.

لماذا ترشحت مستقلا ولم تنضم لحزب أو قائمة ؟

من قبل أن تنشا القوائم الانتخابية أنا قررت أن أترشح مستقلا عن دائرة كفر شكر وعرض على من قبل الانضمام لقوائم كثيرة ولكني رفضت خاصة أن الحياة الحزبية في مصر لم تكن على درجة من النضوج بعد ثورة يناير وفي نفس الوقت دائرتي كفر شكر كان لها نائب واحد تاريخي اسمه خالد محيي الدين وأنا واحد من ولاده وحريص على تكملة مسيرته.

ما رأيك في السينما المصرية في السنوات الماضية ؟

السينما المصرية تعيش في حالة ارتباك مثلها مثل شأن المجتمع والشارع المصري والسينما طول تاريخها مرتبطة بالشارع المصري فلا تستطيع أن تفصل السينما عن الشارع واذا كان المجتمع المصري يمر بحالة من الارتباك فالسينما ترتبك وهي في طريقها إلى التحسن وكانت تعاني من أزمات كثيرة خلال الـ 30 عاما الماضية وزاد عليها الانفلات الفني والارتباك الذي يشهده الشارع المصري فهي من أكثر القطاعات التي تأثرت في مصر بسبب ثورة 25 يناير و30 يونيو وما بينهما وتداعياتهما ويليها تأثرًا قطاع السياحة ولكن عندي أمل في الشهور القادمة لأن إحنا قمنا بعمل رؤية إستراتيجية للسينما من خلال لجنة السينما في المجلس الأعلى للثقافة وأنا بقوم بالإشراف على رئاستها والأمل الآخر من خلال نقابة السينمائيين ومن خلال غرفة صناعة السينما، وقام رئيس الوزراء إبراهيم محلب بعمل لجنة برئاسته وعضوية 7 من الوزراء، وكلف رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي مستشار الأمن القومي فايزة أبو النجا وأحمد جمال بالإشراف على نهضة صناع السينما، الآن الدولة تتحرك لإنقاذ صناعة السينما فالسينما المصرية بإذن الله في الفترة القادمة ستشهد اختلافا كبيرا، لكن هي تشهد حالة من الارتباك الآن وتعيش في أزمات التمويل والرقابة والقرصنة والتسويق والتمويل وطوال تاريخ السينما لم تكن السينما تعكس صورة المجتمع.

هل الإعلام المصري يقوم بدوره المهني وتوعيه الشعب وعرض مشاكله؟

الإعلام كان موجها في عصر نظام حسني مبارك وبعد ثورة 25 يناير كسر حاجز الخوف وكل شخص كان يقول ما يريده ثم عدنا مرة أخرى للسابق في حكم جماعة الإخوان في محاولتهم السيطرة على الإعلام ولكن الشعب المصري انتصر في إزاحة الإخوان. وأصبح الإعلام الآن يعيش في مناخ أفضل من قبل لكن سيطرة رأس المال غير المصري في الفترة القادمة ستكون لها ظلال سلبية جدا.

دعا السيسي ومحمد ابن زايد المجتمع المدني لإيجاد حل سلمي للصراعات في الوطن العربي؟

أعول على عودة مصر لدورها الحتمي عليها وعندما قالت مصر مسافة السكة لم تقصد تحرك جيوش مسافة السكة وإنما هي تقصد تلبية أي استدعاء لدورها الحضاري والتاريخي فالدولة المصرية تعمل بكافة طاقتها لمحاربة الإرهاب فالمعركة الآن في المنطقة وأزمة اليمن اعتقد أنه ليس مطلوبا منا فقط أن نحرك بارجات لباب المندب وانما مطلوب أن نستوعب أطراف الأزمة وندخل في حوار عميق مع كل الاطراف ونجلسهم على مائدة تفاوض كما تفعله مصر دائما عندما كانت تقود الدول العربية.

 الأوضاع الأمنية في ليبيا هل تمثل خطرا على أمن مصر؟

لأول مرة في التاريخ تهدد مصر من البوابة الغربية ومصر محاصرة الآن من خمس جبهات من الشمال والجنوب والغرب والشرق ومن الداخل وما نخوضه الآن حرب حقيقية ضد الإرهاب ومصر بأذن الله ستنتصر.

هل الأحزاب السياسية لها وجود فعال في التصدي للأفكار الهدامة ؟

حتى الآن الأحزاب السياسية لا يوجد لها دور حقيقي لكن إثراء الحياة الحزبية جزء من المعركة مع الجماعات الإرهابية ومحاربة التطرف لابد أن يكون هناك جهد حقيقي للرد على الأفكار المتطرفة والهدامة من خلال دفع الشباب للمشاركة في الحياة السياسية.

وماذا عن رأيك في المؤتمر الاقتصادي؟

المكسب السياسي الذي حصلت عليه مصر من خلال المؤتمر الاقتصادي مذهل ظهرت مصر فيه انها دولة قادرة على أن تكون محورية في المنطقة واحتضان الدول العربية لمصر يبشر بأن هناك مستقبلا أفضل وعلى المستوى الاقتصادي هناك مشروعات لها مردود إيجابي على الطبقات الفقيرة على المدى الطويل.

Albawabhnews

بعد ثورتين.. الغلابة لسه محلك سر!!

By | حوارات صحفية

الثلاثاء 03-02-2015 – 00:00 ص

مثير للجدل أينما حلت قدماه، هل هو فنان أم سياسى، مخرج أم مهندس، اختلفوا معه قدر ما شئتم، ولكن لن نستطيع إنكار أن خالد يوسف حالة فنية وإنسانية نادرا ما تتكرر، فهو من سبح ضد التيار واستشرف المستقبل، المخرج الموهوب صاحب الرؤية المختلفة، طبيعته النقدية تجعله دائما يتطلع للأفضل ويحلم بالأجمل.. رافضا لمقولة «ليس فى الإمكان أبدع مما كان» ولعل هذا ما يجعله دائما فى المقدمة.

 

وعن السياسة وعالمها الذى انشغل به طوال السنوات الماضية تاركا مشروعه الفنى، حالما بالمشاركة فى صنع مستقبل أفضل، تحدثت إلى خالد يوسف عن مشاريعه القادمة وتطلعاته للمشاركة فى صنع القرارا السياسى، وعن برلمان قادم لشعب فقد بوصلته نتيجة لوضع شديد الارتباك. وبعيدا عن السياسة.. تطرقت إلى شخص خالد يوسف وعن اتهامه الدائم بإثارة الجدل أينما ذهب واتهامه بالغرور الذى نفاه عن نفسه تماما قائلا «أنا مُعتد بنفسى وأثق فى قدراتى»، وعن شائعات طالته فى العشر سنوات الماضية وكيف يتعامل معها.

• أشعر دائما أنك مثير للجدل فى أى خطوة تقوم بها أو مشروع تبدأه.. فقبل نزول فيلم لخالد يوسف تقوم الدنيا ولا تقعد، خالد يوسف فى لجنة الخمسين تبدأ الأقاويل والاعتراضات، خالد يوسف فى الانتخابات «المهندس أم المخرج»؟

– بهدوء شديد وابتسامة لم تفارقه كأنه اعتاد سماع هذه الجملة، وكأنه أصبح اعترافا ضمنيا منه بأن هذا أصبح قدره وأن هذه الحالة التى يتركها أصبحت بصمته يقول لي:

فعلا أنا لا أعرف السبب وليس لدى أى تفسير، ولكن إذا فسرنا كلمة «جدل» بمعناها العلمى فسأكون سعيدا بهذه الصفة، وهذا من حيث التأثر والتأثير، وأن يكون هناك أى حراك سواء أجتماعى أو سياسى أو ثقافى وأكون أنا السبب فيه فهذا شىء يسعدنى ويشرفنى ولكن الجدل بمعناه العام الذى يوصف بالجدال العقيم فليس هذا ما أبحث عنه ولا يسعدنى أبدا، وغالبا ما تقع كلمة المثير للجدل فى هذه الخانة التى توصف بالجدل العقيم والتى لا تجلب سوى الثرثرة، وأحيانا أفلامى ومواقفى وتصرفاتى وسلوكى يقعوا فى كلتا الخانتين ويحزنى كثيرا حين أجدهم يقعوا فى خانة الجدال العقيم وإثارة جلبة ولا أستطيع ان أجد تفسير لهذا سوى أنها ظاهرة تستهلك الكثير دون أن تثمر عن شىء.

• «لن أكون فى خندق السلطة» وفور فوز المشير السيسى بكرسى الرئاسة سأنضم إلى صفوف المعارضة.. هل ترى أنك أوفيت بوعدك؟

– بنبرة تحد يقول لي: وهل رأيت منى العكس، هل شاهدتنى يوما فى مظاهرات تأييد أو مواقف تأييد، فأنا انتقدت الكثير من القرارات منذ أن تولى السيسى رئاسة البلاد، كغلاء أسعار السولار والبنزين، وأوضحت وجهة نظرى بأنه حتى لو كانت الدولة مضطرة لهذا فلم يكن هذا الأسلوب الأمثل، وفكرة العدالة الاجتماعية كانت تقتضى أن اضطرار الدولة لرفع أسعار السولار والبنزين لا يكون علىحساب الطبقات الأشد فقرا من مستخدمى الميكروباص والتاكسى والنقل، وكان يجب أن تظل أسعارهم كما هى وأن تزيد على الطبقة الأعلى والأكثر ثراء لتعوض الفارق، وانتقدت قانون التظاهر وعدم تعديله حتى هذه اللحظة وانتقدت قانون الجامعات الذى لا يعطى لرئيس الجامعة الحق فى تعيين العمداء ويعطى هذا الحق لرئيس الجمهورية، لكنه يعطى الحق لرئيس الجامعة بفصل أستاذ جامعى دون محاكمة تأديبية، قرارات انتقدتها ومازلت مصمما على موقفى منها، وحتى هذه اللحظة مازلت أرى أن الغلابة فى بلدنا «محلك سر» أيضا من قامت هذه الثورة من أجلهم ومن استهدفتهم، فقلب شعارات الثورة كان الهتاف بالعدالة الاجتماعية وهو لم يتحقق حتى الآن قيد أنملة والغلبان لم يأخذ حقه حتى الآن ولم تتحقق العدالة وابن الفقير لم يأخذ حقه فى التعليم، ومازال هناك انعدام فى تكافؤ الفرص، أنا شخص صاحب رؤية نقدية فى الحياة بشكل عام، ولا أستطيع أن أكون إلا هذا الشخص ولست ممن ينظرون إلى مواطن الجمال ويمجدون فيها، ورغم أننى أرى رئيس الجمهورية بطلا شعبيا ورجلا وطنيا ومحترما فإننى لم أعتد إلا النقد.

• بغض النظر عن ترشحك فى المجلس النواب، ما هى رؤيتك للمجلس القادم وهل سيكون معبرا عن بلد قامت فيه ثورتان؟

– بكل صراحة ليس لدى آمال كبيرة بأن يكون مجلسا متجانسا وبالتعبير الدارج سيكون مجلس «سمك لبن تمر هندى» لأن الواقع مرتبك ومعادلات القوى على الأرض شديدة الارتباك هى الأخرى والمصالح الاجتماعية لم تستطع ان تصنع لنفسها قوة تعبر عنها، فى أى مجتمع ستجدين أن كل حزب يعبر عن مصالح فئة منه أو مصالح توجه فكرى ونحن ليس لدينا حياة حزبية، وهذا عمره ثلاثون عاما فطوال سنوات حكم مبارك وهو يعمل على ضرب الحياة الحزبية وتفريغها من محتواها، فليس لديك قوى سياسية فاعلة وموجودة على الأرض وليس لديك قوة حزبية لها قواعد شعبية، وفى نفس الوقت ستجدين الشباب الحالم بالتغيير ليس لديه آليات التعبير عن أنفسهم من خلال كيان ما، ومازال أصحاب رءوس الأموال فى دوائر كثيرة يحاولون أن يطلوا برءوسهم ويأخذوا موضع قدم فى النظام الجديد، فالبرلمان القادم قد لا يكون معبرا بشكل حقيقى عما كنا نحلم به، لكن أنا متأكد من أنا هذا الشعب لديه من البصيرة ما يكفى ليصل إلى هذا المجلس مجموعة من النواب يكونون قلبا له، ولديهم مصداقية لدى الرأى العام وإصرار على صياغة تشريعات تبنى دولة العدالة، وأعتقد أن هذه المجموعة من النواب سيكونون بمثابة رمانة الميزان للبرلمان القادم، وحينها لو وصل مجموعة من الانتهازيين وأصحاب المصالح للبرلمان بأساليب ملتوية ستقيد حركتهم فى البرلمان بفضل المجموعة التى اختارها الشعب.

• إذا.. هل نعتبر قرار ترشحك نابعا من شعور بالمسئولية أم نوعا من الأمانة ليس أكثر؟

– هذا التحليل السابق هو السبب الأساسى لدخولى تلك المعركة الانتخابية، فهذه المعادلة مخيفة وإذا لم نتقدم ويكون هناك حوالى مائة نائب أو حتى خمسين يمثلون النصوص الدستورية التى وضعناها ويدافعون عنها إلى أن تتحول إلى واقع ويكونون مؤمنين بشعارات الثورة التى خرج من أجلها المصريون وليس لديهم مصالح يحمونها بالحصانة ولا تنقصهم وجاهة اجتماعية يريدون إكمالها بالبرلمان، وأدعى أننى واحد من هؤلاء الذين لديهم رغبة بأن يكونوا قلبا لهذا البرلمان إذا حظيت بثقة دائرتى لأكون رابضا على حدود العدالة الاجتماعية ودولة الكرامة ودولة الحرية فمن سيتقدم.

• خالد يوسف مقبل على مرحلة إنسانية ومهنية مختلفة تماما.. كانت المعجبون يستوقفون خالد يوسف ليلتقطوا معه صورا، الآن سيستوقفونك لطلب خدمات خاصة، كيف ستتعامل مع هذه المرحلة؟

– مستعد جدا بل وقتها سأكون سعيدا بشكل أكبر، فلو كنت أنت السبب فى رفع مظالم عن الناس أو تحقيق مطالب عادلة لقطاع ما أو مواطن مصرى، فهذا يحقق سعادة أكثر بكثير من مواطن يلتقط الصورة معك لأنك شخص مشهور، وحتى لو كانت مسئولية فهذه المسئولية أنا سعيد بها، أنا عبر الثلاثين عاما الماضية، كنت معارضا لنظام مبارك وآخر عشر سنوات كنت مخرج مشهورا أستطيع أن أقابل المسئولين ولكنهم لم يكونوا يستجيبون لأى مظلمة أنقلها لهم لأن وقتها لم يكن من مصلحتهم الاستجابة لواحد من معارضيهم، أما الآن فالمظالم التى تصل لى وأحاول أن أرفعها عن أصحابها أصبح يستجيب لها المسئولون، وهذا من ضمن الإشارات الجيدة على أن هناك طاقات أمل لأن معظم الطلبات التى تحمل مظالم حقيقية أو مطالب عادلة توجهت بها إلى مسئولين فى الدولة واستجابوا لها، فإذا كانت متطلبات المرحلة القادمة أن يستوقفنى أحد فى الشارع لطلب من حقه.. فأنا من الواجب عليا أن أتحرك بمظلمته لأن هذا هو مفهوم نائب الشعب.

• عشت فى القاهرة منذ كان عمرك 17 عاما، أثناء جولاتك الانتخابية فى كفر شكر هل تفاجأت بمتطلبات هذا المجتمع التى هى بالتأكيد ليست هينة بالمرة؟

– دائما ما أتحدث عن ظلم اجتماعى واقع على الطبقات الفقيرة فى مصر.. هذا الواقع أنا أدركه وتكلمت عنه سنوات كثيرة وقدمت عنه أفلاما، وهذا الواقع لم يكن جديدا على ولم يكن مفاجأة ولكن الالتحام بالواقع والقرب منه بشكل يومى جعلنى أشاهد حالات أشد قسوة مما تخيلته، كما أن الفقراء فى القرى تحديدا يقع عليهم ظلم أكبر من الطبقات الفقيرة فى المدن.

• بعد الثورة وعد خالد يوسف أنه سيعود للإخراج ثم عاد ليؤجل هذه العودة لحين الانتهاء من الدستور، والآن أنت رهن تجربة الانتخابات، إلى متى ستستمر هذه التأجيلات؟

– سأعود للسينما وللإخراج قريبا ولكن بعد أن أنتهى من مهمتى القادمة، أنا فعلا بعد الدستور كنت سأعود لمشروعى السينمائى فورا، إلى أن وجدت أن هناك بعض الرءوس تطل برأسها مرة أخرى وتحاول أن تعيد النظام القديم، هؤلاء ممن وصفوا 25 يناير بالمؤامرة، ومحاولات سيطرتهم على الإعلام وعلى البرلمان القادم ومحاولاتهم للسيطرة على الحياة السياسية، لولا هؤلاء الانتهازيون وأصحاب المصالح لم أكن لأفكر فى الترشح.

• على الرغم من أنك كنت عضوا فاعلا جدا فى لجنة الخمسين، هل هناك مادة فى الدستور قد يعمل على تعديلها «خالد يوسف» عضو البرلمان؟

– وأنا مقبل على التصويت النهائى كنت مدركا جيدا أى المواد التى سيتم الموافقة عليها بالإجماع وأيها لن يتم تمريرها، وكان هناك حوالى أربع مواد كنت أعلم أنها ستنال الأغلبية اللازمة وأنا لم أكن موافقاً عليها وهذا ما وراء الجملة التى قالها لى الحاج عبدالمجيد الخولى وكررتها أنا «مش هنحرق اللحاف عشان فيه برغوث». ورغم عدم رضائى عن بعض المواد فأننى لو قدر لى وأصبحت نائبا فى البرلمان القادم.. سأقف ضد أى محاولة لتغيير أى مواد فى الدستور بما فيها تلك المواد التى رفضتها، على الأقل لمدة خمس سنوات لأن هناك مطالبات أخرى بتغيير مواد كجعل النظام الرئاسى مطلقا وليس شبه رئاسى، وإعطاء صلاحيات للرئيس ومنع صلاحيات عن البرلمان، لذلك أنا أتصور أننا لو فتحنا هذا الباب، سيقفز هؤلاء فورا، وهذا لن يستفيد به الرئيس السيسيى بل قد يستفيد به الرئيس الآتى بعده الذى قد يستبد بنا إذا تم تغيير النصوص، لذلك أنا ضد أن نمس الدستور الذى وافق عليه الشعب بأغلبية كاسحة.. وإذا كانت هناك متطلبات شعبية حقيقية لا تشوبها شبهة صناعة فرعون مرة أخرى قد نستطيع وقتها أن نطرح ما الذى نحتاجه من تغييرات دستورية أخرى.

• وبمناسبة التغييرات، ماذا عن قانون التظاهر، هل أصبحت المناداة بتغييره حلما ثوريا لن يتحقق؟

– قانون التظاهر يجب أن يتم تغييره، وهذا سبب أنه تم إحباط الشباب، فالشباب كانوا طليعة ثورتين، وفى 30 يونيو وهم من بقوا فى الميدان بعد يوم 3 يوليو وهم من حافظوا وحققوا التوازن فى ميدان التحرير فى مقابل ميدان رابعة وجعلوا التحرير بؤرة ساخنة وبقوا فيها طوال شهر رمضان أمام العالم كله ليثبت أن رأى الشعب يمثله ميدان التحرير، من صنع هذا المشهد وهذا التوازن هم شباب مصر وبالتظاهر، وأسقطوا نظامين، فليس من المنطقى بعد هذا أن أقيد حرية التظاهر، هؤلاء الشباب مكسب من مكاسب 25/ 30 وأى تقييد لهم ليس من مصلحة هذا الوطن.

وكون هناك من يبرر ويتحجج باستخدام الإخوان لهذه الثغرات فأنا أرى أن شبابنا واع جدا ويستطيع أن يمارس حقه فى التظاهر وأن يمارس حريته فى أن يبدى رأيه بشكل لا يجعله أداة فى يد الإخوان المسلمين أو مخططاتهم الإرهابية التى طالما استغلوا كل الظروف للركوب على المظاهرات.

• وما الذى يخلق الاتزان فى قانون التظاهر خاصة أن هناك مؤيدين له وأصبح هناك إيمان لدى البعض بخروج بعض المظاهرات الممولة مدفوعة الأجر التى يدعمها بعض الدول؟

– قوانين التظاهر فى كل دول العالم أقسى من القانون الذى أندد به وأرفضه الآن ولكن تلك البلاد مستقرة ديمقراطيا منذ عشرات السنوات وليست محكومة بروح الثورة التى خرجنا منها لتونا، وأنا كان تصورى الذى مازلت مصراً عليه وأخبرت السادة المسئولين به وقت صدور القانون، أن القانون قد صدر فى أغبى وقت ممكن، منذ فض اعتصام رابعة وحتى صدور قانون التظاهر كانت المظاهرات تتسم بالعنف الشديد وكانت الداخلية تتصدى لها ولم يكن ثمة اعتراض واحد على مواجهة الأمن لهذه الاعتصامات المسلحة، بل لم يكن هناك أى من شباب القوى الثورية قام بالمشاركة فى مثل هذه المظاهرات، وكانت الدولة والنظام الحاكم وقتها والقوانين المعمول بها مثل قانون العقوبات يستطيعون مواجهة بقية هذه المظاهرات المسلحة والقضاء عليها، ولكن عندما صدر القانون كان فى الوقت الخاطئ تماما، أثناء صياغتنا للدستور اعترض الشباب الثورى على مادة فى الدستور وهى مادة المحاكمات العسكرية وكانوا حوالى 30 شاباً أمام مجلس الشورى أخذوا يهتفون ولم يتجاوزوا بشكل بالغ وكانوا سينصرفون، وعندما طبق عليهم قانون التظاهر اشتعلت الدنيا، لذلك أرى أن هذا القرار فى هذا التوقيت كان خطأ جدا وخلطاً للأمور بين حق الشباب فى التظاهر وبين ضرورة مواجهة حركات إرهابية عنيفة منظمة، لذلك يجب التفرقة ومحاولة وضع ظروف البلد وحالتها السياسية فى الاعتبار أثناء تطبيق قانون ما، ففى القانون الإنجليزى مثلا من يتجاوز حدود الرصيف أثناء التظاهر يتم القبض عليه والناس متقبلة هذا لأننا هنا نتحدث عن مجتمع مستقر سياسيا وبه ديمقراطية وممارسات سياسية هادئة، وليس مجتمعا مسكونا بروح الثورة فأضع له العديد من القيود دون دراسة لسيكولوجية الشباب وبدون مواءمة قبل إصدار أى قرار، ولذلك كان يجب دراسة الواقع قبل إصدار أى قانون.

• خالد يوسف دائما ما يصرح بعدم اهتمامه بأى انتقادات، وأن رؤيتك الفنية هى الأهم، ولكن هل عضويتك فى مجلس النواب قد تتحكم فى رؤيتك الفنية فى يوم من الأيام أو تكون رقيبا عليك؟

– يكذب من يقول لك إن الواقع لا يؤثر عليك أثناء صناعتك لفيلم، أو أن المجتمع عندما يكون أكثر تحفظا لا يجعلك هذا تفكرين أثناء تقديمك لعمل، ولكن حاولت أن يكون هذا التأثير فى أقل درجاته على رؤيتى وعلى صنعى لأفلامى وحاولت أن أقدم أعمالى بمعزل عن هذه الضغوط وأقدم ما أقتنع به فقط، وسأستمر على هذا دائما بمعزل عن أى ضغوط حولى لأنى أتصور أن الرؤية المتكاملة يجب أن تقدم كما هى لكى تكون أكثر صدقا وتصل إلى قلب الناس، لذلك لن أقوم بأى حسابات فى حال تقديمى لعمل فنى وأنا عضو فى البرلمان، وستكون أعمالى بنفس مقاييس أفلامى السابقة ونفس المصداقية ولن أقدم إلا ما يتسق مع رؤيتى واحساسى.

• أنت مغرور؟

– الفرق بين الثقة والاعتداد بالنفس وبين الغرور بسيط جدا، فمن ليس لديه قدرات وإمكانيات ويوهم نفسه بأن لديه هذه القدرات فهذا يصنف كشخص مغرور، أما المُعتد بنفسه والواثق فى إمكانياته ويتحرك بناءً على هذه الإمكانيات ولا يدعيها.. فهذا لا يمكن وصفه بأنه شخص مغرور بل هو واثق فى نفسه ومُعتد بها ويحترمها.

• حاتم، رضا، الريس عمر حرب, ذكرى، هل ستفتقد خالد صالح فى أعمالك القادمة؟

– بكل تأكيد فخالد كان الجوكر ومن الفنانين الذين كانوا يستطيعون تقديم أى دور، وبالتأكيد خسارتنا لفقده كانت خسارة فادحة وهذه ليست فقط كلمات تأبين لراحل بل واقع حقيقى، فنحن نتكلم عن ركن حقيقى من أركان الحركة الفنية فقدناه فى سن صغيرة جدا، كان مازال أمامه الكثير ليتركه.

• الشائعات المرتبطة بالعلاقات الشخصية غالبا ما تطارد الفنان فى شبابه بكثرة ولكن خالد يوسف بدأت فى ملاحقته بعد أن تخطى الأربعين عامًا؟

– يضحك قائلا، ليس صحيحا فأنا تطاردنى الشائعات طوال عمرى حتى إن إحدى الشائعات تسببت فى خروج مظاهرة فى الجامعة عندما كنت رئيسا لاتحاد الطلاب وانطلقت وقتها شائعة عن ارتباطى بفتاة مسيحية وأنها تريد تنصيرى وكان وراءها الجماعات الإسلامية وأمن الدولة لتحالفهم ضدى وقتها. 

Sabahelkher

خالد يوسف: شعبية السيسي تتراجع لاستخدامه أدوات مبارك – حوار

By | حوارات صحفية

الجمعة 05-12-2014 – 20:03 ص


انتقد المخرج السينمائى خالد يوسف ، أخطاء النظام الحالى بلا مواربة، مؤكدا أن هذا البلد لن يصنع مستقبله إلا الشباب المغيب عن جميع القرارات السياسية والاقتصادية، لافتا إلى أن الرئيس السيسى لن يصنع المستقبل الذي يحلم به إذا استمر في عدم احتوائهم. وقال «يوسف»، في حواره لـ«المصرى اليوم»، إن أحكام البراءة التي صدرت بحق مبارك وباقى أركان نظامه، لا تحمل أي درجة من درجات البراءة، ولكنها إعلان لفساد بعض التشريعات التي سدت المنافذ أمام القاضى لإقامة العدل، منوها بأن شعبية الرئيس السيسى تتراجع لاستخدامه نفس الآليات التي كان يستخدمها مبارك في حكمه للبلاد الذي امتد نحو 30 عاما.

وأضاف يوسف: «أعلم أننى سيتم تخوينى بعد أن قررت الإدلاء برأيى فيما أراه حقيقيا وصحيحا وبما يرضى ضميرى، فمصر تعيش حالة من المزاج الحاد نتيجة التقلبات العنيفة التي تعرضت لها البلاد، وأصبحنا نمارس ما كان يمارسه الإخوان ضدنا، وانتقلنا من حالة التكفير في عهد الإخوان إلى حالة التخوين، ضد من يخالفوننا الرأى»، محذرا من دفع من هم في خندق ثورة يونيو إلى خندق معارضيها، وإلى نص الحوار:

كيف قرأت أحكام البراءة التي حصل عليها مبارك وأعوانه في قضية قتل المتظاهرين؟

-دعونا ننظر إلى ما قاله القاضى نفسه إنه لم يستطع أن يطوع نصوص القانون لتحقيق معنى العدالة، وأقر بظلم القوانين وحمل من شرعها جريرة الظلم وهذا معناه أن هذا الحكم لا يحمل أي درجة من درجات البراءة لمبارك ورجاله، ولكنه إعلان بفساد بعض التشريعات التي سدت المنافذ أمام القاضى لإقامة العدل، وعموما أملنا في قانون العدالة الانتقالية الذي نص عليه الدستور وأملنا في تصديق الدولة على اتفاقية روما الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية، التي تتيح محاكمة من ارتكب جرائم ضد الإنسانية داخل مصر وفى النهاية أكثر ما يهم أرواح الشهداء ليس القصاص وحده، وإنما أن يروا وطنهم ترفرف عليه رايات الحريات والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية فإن كنا نسير في هذا الاتجاه فإن أرواحهم ستهنأ وتهدأ نفوس أهلهم، أما إذا لم يتحول ما خرجوا من أجله إلى واقع على الأرض وحتى لو أخذنا لهم القصاص فلا راحة لروح شهيد ولا هناء لأهله.

لماذا علت نبرة الانتقاد لنظام 30 يونيو خلال الآونة الأخيرة من محبيه وداعميه؟

-النظام ليس له علاقة لكن المجتمع هو الذي لم يعد يحتمل، المزاج العام أصبح حادا جدا وكل الأمور إما أسود أو أبيض وان كان هذا ناتجا من إدراك الشعب المصرى للخطر الداهم الذي يهدد الدولة، وخوفه أن يمنح النقد أعداء الدولة فرصة للانقضاض عليها، وأنا أتفهم وأقدر هذا المزاج العام، إذ إن الحدة الشديدة ناتجة عما حدث في مدة العامين والنصف الماضية من أحداث جسام، أحداث سيتوقف عندها التاريخ كثيرا بل سيتعجب منها، ففى التراجيديا الإغريقية عندما دخل الملوك إلى السجون ثم خرجوا كان ذلك هو ذروة الخيال، لكن نحن نتحدث عن حاكم خرج من الحكم ودخل السجن وآخر جاء من السجن وجلس على كرسى الحكم، ثم عاد إلى السجن مرة أخرى، لكن يجب أيضا تقدير خطورة هذا المزاج الحاد وإذا استمر سيدفع أشخاصا من خندق ثورة يونيو ووضعهم في خندق المعادين لها بل للدولة في مرحلة ما إذا ما تطور الأمر.

بمعنى؟

-عندما يستمر الناس في تخوين بعضهم البعض نتيجة أي نقد، فإن الشخص المُنتقد سيصبح عنيدا أمام الهجوم عليه وقد يزيد من نقده، وفى ذلك خطر على الدولة.. وأنا أعتقد أن إصدار قانون التظاهر في ديسمبر 2013 كان بمثابة دق إسفين في تحالف 30 يونيو و25 يناير، إذ إنه ومن تلك اللحظة ونحن ندفع بأناس من خيرة وأشرف رجال الوطن إلى خارج حظيرة الوطن بسبب حالة المزاج العام وخطورة ذلك أنه سوف يقسم المجتمع إلى نصفين مرة أخرى.

ما هو دور النظام في شيوع تلك الحالة أو كبح جماحها؟

– دور النظام أن يستوعب من ينتقدوه ويعطى درسا في الديمقراطية حتى يٌهدئ من المزاج العام الحاد ضد منتقديه، لا أن يترك منتقديه فريسة للشارع وللمزاج الحاد، وإن كنت على يقين أن النظام نفسه يرحب بالنقد وليس لديه هذا المزاج الحاد ضد منتقديه.

ما دليلك؟

-عندما حصل الفنان خالد أبوالنجا على جائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة السينمائى، وجدت من هم قلقون للغاية من أعضاء المهرجان من إعلان النتيجة، رغم أنه لا توجد علاقة بين رأى الفنان السياسى وفنه، وقمت وقتها بإجراء اتصال بالرئاسة لأستطلع رد الفعل فوجدت أن مؤسسة الرئاسة ليس لديها أي مشكلة في أن يقول أو ينتقد أي شخص النظام.

هل اتصلت لتحصل على إذن بمنحه الجائزة أو حجبها؟

– لا على الإطلاق وحتى ولو كان رد الرئاسة عدم إعلان الجائزة أو عدم منح خالد أبوالنجا إياها ما كنا سنمتثل، إنما الاتصال كان من باب التهدئة من روع القلقين ولأتأكد بنفسى أننا نسير في الاتجاه الصحيح وأن الرئاسة تحترم الرأى الآخر، وعندما قلت لأحد القائمين على مؤسسة الرئاسة إن لدى تخوفا من أن يتم التحرش أو الاعتداء على خالد أبوالنجا من بعض الأشخاص المتحمسين للنظام بعد إعلان الجائزة كان ردهم واضحا وهو استعدادهم التام لتوفير الحماية الكاملة له، ما يعنى أن رد فعل مؤسسة الرئاسة المتفهم للنقد لم يصل للناس، لذا أرى أن النظام مقصر في ذلك حيث إنه لا يرسل رسائل طمأنة للجماهير التي تعارضه ورسالة أخرى للجماهير التي تؤيده، مفادها أن تحملوا المعارضين.. وترك المعارضين للمؤيدين يقصونهم ويسبونهم وينكلون بهم وبسمعتهم.

كيف ترسل مؤسسة الرئاسة هذه الرسائل من وجهة نظرك؟

-بالأفعال وليس بالكلام، وعبر فتح قنوات حوار مع المعارضين مثل خالد أبوالنجا والكاتب وحيد حامد والكاتب بلال فضل، ونفهم منهم لماذا يقولون هذا الكلام وما الخطأ الذي يرونه، فلا يمكن لأى نظام أن يستقيم إلا إذا استمع إلى معارضيه بإنصات شديد.

لماذا لم يقابل الرئيس السيسى حمدين صباحى حتى الآن؟

-هذا ما يجب أن يفعله، وإن كنت أقدر حجم المسؤولية الملقاة على الرئيس والأعباء الجسيمة والمخاطر التي تواجهها الدولة التي تجعل كثيرا من الأمور لا تسير بشكل سليم، وهذا ليس التماس أعذار له ولكنه واقع.

لماذا سبق وصرحت بأن شعبية السيسى تناقصت وما هي دلائلك؟

– كان كلامى ردا على استطلاع أجراه مركز بصيرة بأن شعبية الرئيس تناقصت من 97% إلى 85% وقلت إن هذا شىء طبيعى، فلا يمكن أن يظل له نفس الشعبية حتى ولو حقق إنجازات كبرى، فبعد مرور 4 سنوات مثلا ستكون قد تناقصت كثيرا عن شعبيته وقت توليه الحكم، وهذه هي طبيعة الأمور، لأن هناك أناسا أضيروا من قراراته، فلن ترضى كل القرارات كل الناس وإن كانت الأفضل للبلاد.

بعيدا عن التناقص الطبيعى.. هل تعتقد أن الأداء الحكومى ساهم في سرعة تناقص تلك الشعبية؟

– طبعا وبلا أدنى شك، الأداء الحكومى ساهم بنسبة كبيرة حيث يوجد احتقان في الشارع، وبين طبقات الفقراء الذين صبروا طوال الأربع سنوات الماضية، بل وصبروا طوال الـ30 عاما الماضية، رغم أن هذه الطبقة، التي هي تحت خط الفقر، صاحبة جميل على المصريين، فأى شعب مهما كان تحضره، ولديه هذه الطبقة في ظل الانفلات الأمنى وغياب الدولة كان سيواجه كوارث لا حصر لها، حيث كان من الممكن لهذه الطبقة أن تأكل الأخضر واليابس، كانت سترتكب كل أنواع الجرائم من قتل وسرقة ونهب ضد الطبقات الأعلى، لكن هذا لم يحدث في مصر، وهذا أكبر دليل على نبل هذه الطبقة بل هي أنبل الطبقات والأكثر صبرا على البلاء، وحتى الآن لم تحصد ثمار الثورة.

الرئيس تولى الحكم منذ أشهر معدودة أليست المدة غير كافية ليطالب البعض بحصاد الثمار؟

– هذا الكلام صحيح، ولا يشترط أن يحصد الفقراء الثمار الآن ويأكلونها، ولكن أضعف الإيمان أن يشموا حتى الرائحة، أي بصيص من الأمل لهم، لكن ما يحدث هو العكس تماما فقد زادت معاناة الناس.

هل ذلك نتيجة عدم صحة القرارات أم أنها لا تصب في صالحهم؟

– أولا القرارات لا تصب في صالحهم، إنما تصب في صالح دولة رجال الأعمال. مازالت القرارات الاقتصادية تصب في صالح فكرة إغناء الغنى وإفقار الفقير، ومثال على ذلك عندما قررت الدولة رفع سعر السولار والبنزين، صب القرار في صالح الأغنياء تماما، وكان من الأجدى رفع سعر البنزين على الأغنياء، وفرق الأموال ندعم به الفقراء فلا تدفع الدولة دعما، أما عن مدى صحة القرارات من عدمها فتجدين أن مشكلة مصر دائما إما قرار غير مدروس سريع أو قرار مدروس بطىء، وفى الحالتين النتائج كارثية.

إذا كانت الحلول التي تحقق العدالة الاجتماعية على قارعة الطريق هكذا.. لماذا لا تأخذ بها الحكومة؟

– المشكلة أن الحكومة تبلغ الرئيس بأنه إذا لم يتخذ القرار في هذا الأمر بسرعة، فسوف يؤدى ذلك إلى كارثة، ويصورون له الأمر وكأن الدولة ستنهار أو ستفلس لو أنه لم يتخذ القرار على النحو الذي تم تصويره له، ورأيى أن هذه المؤسسات ترهب الرئيس وتمارس عليه الإرهاب.

من تقصد بالمؤسسات؟

– لا أستثنى أحدا، مازالت مؤسسات الدولة هي نفس مؤسسات مبارك، تفكر بنفس فكر مبارك وجمال مبارك، فهم يتحدثون عن أحداث النمو على نفس طريقة أحمد نظيف، النمو كأرقام بغض النظر عن نوعية الاستثمارات التي ستحقق النمو، وهل ستكون في المجالات كثيفة العمالة أم لا، وما مدى انعكاس عائدها على الطبقات الفقيرة، حتى الآن يتحدثون عن أرقام الاستثمارات القادمة دون أن يطلعونا على خطتهم ونوعية الاستثمارات التي يسعون لجلبها، لم يتغير أي شىء في فكر كل مؤسسات الدولة، فهى تربت في كنف مبارك.

حتى الوزراء الحاليون؟

– حتى الوزراء الحاليون، رغم أن معظمهم طاهر اليد إلا أنهم من نفس صندوق مبارك.

وما الحل؟

– رأيى أنه يجب على الرئيس أن يخرج خارج صندوق مبارك تماما، فهل يعقل أنه لا توجد في مصر شخصيات مؤهلة غير الدكتور كمال الجنزورى، رغم حبى لهذا الرجل، والدكتورة فايزة أبوالنجا مع الاحترام لها، مصر ولادة وبها كفاءات كبيرة، ثقى أن لدينا عشرات من الأصوات الرائعة مثل أم كلثوم، ولكن مشكلتنا أنه ليس لدينا أبوالعلا محمد، الذي يذهب إلى قرية طماى الزهايرة لكى يختار ويجلب فتاة موهوبة لتكون أم كلثوم، «مشكلة الرئاسة أنها لم تحاول البحث عن الكفاءات واعتمدت على المحيطين ومن هم في الصورة».

ما تقييمك لأداء إبراهيم محلب رئيس الوزراء؟

– رجل مخلص ووطنى ويبذل أقصى جهده، لكنه ليس رجلا سياسيا.

يقولون إن مصر تحتاج إلى تكنوقراط، خاصة أن السياسيين خذلونا طوال السنوات الماضية؟

– ليس مطلوبا لكى يكون المسؤول سياسيا أن يكون مارس عملا حزبيا، لكن أن يكون له اشتباك مع العمل العام، وأن يكون له رؤية للواقع، وليس موظفا، نحن لسنا بحاجة للتكنوقراط، ولكن إلى سياسيين يدركون ليس فقط صناعة القرار إنما توقيت إعلانه وكيفية إعلام الشارع به، فعندما طلب الرئيس الاستعانة بأربعة معاونين للوزراء ذهبوا وأتوا بالمعاونين من داخل الوزارة وليس من خارجها، وهذا لن يصنع مستقبلا، فنحن نحتاج إلى معاونين من خارج الوزارة حتى لا يكونوا متأثرين بثقافة الموظفين، أما أن تأتى بموظف وتضعه إلى جوار الموظف الأكبر وهو الوزير، ليصبح يوما ما موظفا هو الآخر بدوره بدرجة وزير، إذن نحن لم نفعل شيئا وستبقى ثقافة الموظف هي الحاكمة للمؤسسات، وهى ثقافة لا تصنع مستقبلا. فطه حسين كان يقول «أحذركم من ثقافة الموظف فهى لا تساعد في تقدم مجتمعات» وإنما ستعوق الرئيس.

ماذا سنفعل إذن بأكثر من 6 ملايين موظف في الجهاز الإدارى؟

– يمكن أن تديرى عقلية الـ6 ملايين موظف بصورة إيجابية، وليست معوقة، الحل الوحيد هو وضع قيادات جريئة معروف عنها الرؤية السياسية والجرأة والقوة في اتخاذ قرارات ليست تقليدية، على أن تؤمن لهم الدولة ذلك بتشريعات تحميهم. جمال عبدالناصر عندما قام بتأميم قناة السويس قالوا عنه إنه رجل متهور ومجنون، لذلك نحن بحاجة في الإدارة إلى بعض التهور وبعض المتهورين للخروج من الصندوق.

في رأيك لماذا تحول الشباب إلى معضلة للنظام الحاكم؟

– الفجوة بين أوساط الشباب والنظام سيتم تركها حتى تتحول إلى كرة الثلج، التي تتضخم كل يوم، فقطاع عريض من الشباب في الجامعات وخارجها غير راضين عن النظام ويعانون من احتقان شديد، رغم أنهم ليسوا من الإخوان. الشباب هم زاد الوطن وثروته، وهم إما أن يبنوا الوطن أو يهدموه. والشباب للأسف أصبح منعزلا وعازفا عن المشاركة.

ماذا يعنى ذلك؟

– يعنى أن النظام لا يعرف كيف يحتوى الشباب، لا يوجد تواصل معهم، وفى لحظة ما شعر الشباب أنهم يخرجون من اللعبة السياسية ويطاح بهم.

هل تقصد شباب الأحزاب والحركات السياسية أم الشباب الذي يمثل 60% من التركيبة السكانية في مصر؟

– أقصد الشباب بشكل عام إذ إن قطاعا منهم يشعر بالتهميش، وقانون التظاهر أحد تلك الأمور التي تثير حنق الشباب.

ليس كل الشباب يهمه قانون التظاهر.. فشباب مصر يريد وظيفة وشقة وحياة كريمة؟

– نعم، معك حق لكن حتى هؤلاء لم نفعل لهم شيئا.

لكن الوطن تضرر كثيرا بسبب التظاهرات غير المنضبطة؟

– المجلس القومى لحقوق الإنسان نفسه التابع للدولة انتقد قانون التظاهر، وأشار إلى أن هناك مواد بها تعسف شديد في استخدام هذا الحق، فهذا القانون متصادم مع الدستور، وعندما يعرض على المحكمة الدستورية سيسقط.

لنفترض أن الرئيس أمر بتعديل قانون التظاهر هل سيحل ذلك مشكلة الشباب؟

– لا بالتأكيد لكنه إحدى خطوات الحل والتهدئة، والحل يكمن في التواصل مع الشباب.

كيف يكون التواصل؟

– عمل مؤتمر قومى للشباب يتقابلون فيه مع الرئيس شخصيا، فقد كان جمال عبدالناصر يقابل الشباب مرتين في العام، ويستمع لهم لمدة تصل إلى ثلاث ساعات، فليجتمع مع شباب الجامعات الغاضب الذي يقوم بمظاهرات، الذي لا ينتمى للإخوان للتعرف على سبب غضبهم واحتوائهم، ويمكن التواصل معهم بسهولة عن طريق رؤساء الجامعات، فكيف يبنى الرئيس مستقبلا لهؤلاء وهم ليسوا متواجدين في خطة صناعة المستقبل، أي مستقبل يبنيه وصناع وأصحاب المستقبل الحقيقى غاضبون، هذا يعنى أنه لن يصنع مستقبلا لهذا الوطن.

يقولون إن الشباب ليس لديه خبرة سياسية وإدارة البلاد تحتاج إلى خبرة وحكمة الشيوخ؟

– يا سيدتى نهضة مصر في الخمسينات والستينات حدثت ليس لأن جيل الحكم وقتها كان جيلا وطنيا لكن لأنه أيضا كان جيلا من الشباب فكان لديه الجرأة والجسارة، وقد أتوا بفتحى رضوان والدكتور القيسونى بجانبهم للاسترشاد بخبرتهما أي أن كبار السن عملوا كاستشاريين بينما روح الشباب هي التي تحكم البلد فقفزت مصر إلى أعلى، أما الوضع الآن فهو العكس تماما دولة العواجيز هي التي تحكم والشباب بعيد تماما.

هل يمكن أن تعترف بعد كل ما قلت أن الدستور الذي شاركت في صناعته الآن قد تم وضعه على الرف؟

– بلا أدنى شك أعترف بذلك.. فالدستور يتحدث عن أن الضرائب يجب أن تكون تصاعدية ولم ينفذ، احترام الحقوق والحريات فصدر قانون التظاهر مخالفا لذلك، نص على ضرورة مراعاة البعد الاجتماعى ومع ذلك لا يوجد قرار اتخذ لحماية الفقراء حتى الآن.

ما رأيك في الأصوات التي تنادى بأنه يجب تغير الدستور الآن بدعوى أن البلد لا تحتمل الديمقراطية؟

– هذه الأصوات يجب أن تخرس تماما، من يقول بذلك لديه أشواق لصناعة ديكتاتور آخر وفرعون جديد، بل يهينون الشعب المصرى فلا يوجد دول جاهزة للديمقراطية ودول غير جاهزة، الناس تمارس الديمقراطية وتصوب الأخطاء من خلال الممارسة، هذا ما عملته انجلترا أعرق ديمقراطيات العالم، أخطات وصوبت أخطاءها حتى أصبحت الآن أحد أهم الدول التي تمارس الديمقراطية في العالم. باختصار هذا الدستور متوازن ويتسق مع نضال الشعب المصرى.

لكن من ينادى بالتعديل الدستورى يتخوف من أن يتحول البرلمان القادم إلى معوق لأداء الرئيس؟

– مهما كانت هوية البرلمان فأنا أتصور بأنه لن يخرج عن سلطة الرأى العام، ولو وصل بعض الانتهازيين للبرلمان، ودفعوا في اتجاه تشريعات لصالح الأغنياء فسوف يواجهون بانتقادات حادة من الفقراء في دوائرهم فالشعب أصبح له سلطة، ولم يعد كما كان.

ما شكل البرلمان القادم وهويته من وجهة نظرك؟

– البرلمان القادم سيكون سمك لبن تمر هندى ولكنه لن يستطيع أن يخرج عن مطالب الشعب المصرى، لذا لست أخشى البرلمان القادم.

لماذا لم يتم إنهاء قانون تقسيم الدوائر حتى الآن؟

– هذا يأتى أيضا ضمن حالة الإرهاب التي تمارس على متخذى القرار بأنه لا يجب أن يصدر تقسيم الدوائر قبل تقسيم المحافظات لأنه سيتسبب في حل مجلس الشعب، وأنا أرجو من الرئيس أن يؤجل التقسيم الإدارى لأنه غير مدروس، ويجب إجراء حوار مجتمعى بشأنه فلا يمكن تقسيم محافظة البحر الأحمر دون عمل حوار مع أهل المحافظة، ولا يمكن تقسيم حلايب وشلاتين ووضعها في محافظة واحدة مع أسوان دون حوار مجتمعى مع أهلها، فهذا ضد ثوابت الأمن القومى، فالمنطق الحاكم للتقسيم الجديد متعارض مع بعضه وأنا لا أعلم لماذا تكبر محافظات مثل الجيزة وأسيوط وتصغر محافظات مثل الوادى الجديد، ما هو المنطق الحاكم للتكبير والتصغير.

في تقديرك من هو عقل الدولة؟

– حتى الآن لم يتشكل عقل سياسى للدولة والأساس أن تكون المؤسسات هي عقل دولة، شريطة أن تكون ثابتة وراسخة، لذا من الأجدى أن يكون عقل الدولة متمثلا في المجلس الاقتصادى والاجتماعى الذي تم الإشارة إليه في الدستور إلى جانب مجموعة من المستشارين السياسيين للرئيس، يكون لهم اتصال بالمؤسسات الأمنية والبحثية والإحصائية بحيث تكون الدولة بكل مؤسساتها أمامهم لعمل رؤية متكامله لحل المشكلات، فلا يجب أن ألقى أحلام الوطن بأيدى التكنوقراط.

إذن على من يعتمد الرئيس في قراراته؟

– حتى الآن يعتمد على نفسه وهذه هي المشكلة، لأن لديه ضغوطا كبيرة ولديه تحديات ضخمة، واعتماده على نفسه خطأ فادح لأنه أرجعنا إلى دولة «بناء على توجيهات سيادة الرئيس».

هل يثق الرئيس في المؤسسة العسكرية أكثر من المؤسسات المدنية؟

– نعم بكل تأكيد وهذا يرجع لعشرته معهم من ناحية ولأن المؤسسة العسكرية منضبطة وسريعة الإنجاز لكن المشكلة أنه يجب أن تتعدد أدوات الرئيس التي يعتمد عليها.

ما هو محل النخبة السياسية من الأعراب في جملة الأحداث السياسية الآن؟

– النخبة هي أحد أمراضنا التي يجب أن تعالج، لديهم ضيق أفق للأسف، فكل الأحزاب مريضة بأمراض نظام مبارك بعد أن قضى مبارك على الحياة الحزبية في مصر، حتى الأحزاب التي تشكلت بعض الثورة تجدين قياداتها قد خرجت من كنف مبارك، نحن بحاجة إلى أحزاب شابة لخلق حياة حزبية جديدة.

هل رؤية الدولة في الحرب على الإرهاب تسير في الاتجاه الصحيح؟

– الأمن يبذل أقصى ما في وسعه، لكن على أي حال لا يجب محاربة الإرهاب بالأمن وحده إنما بالنهوض الاقتصادى والتنمية، وهذا ما فعله عبدالناصر فلم يحارب الإخوان بالسلاح بل أعطى الفلاحين 5 أفدنة واحتوى الشعب في حضنه، وعندما حان الوقت لوضع الإخوان في السجون كان الشعب معه مؤيدا لقراراته، محاربة الإرهاب تبدأ بتمكين الشباب والقضاء على البطالة

Almasryalyoum

خالد يوسف: لن أعتزل الإخراج.. والإخوان يديرون حربا قذرة لمنعي من الترشح لـ النواب

By | حوارات صحفية

نشر بجريدة الوطن في 2014

أكد المخرج خالد يوسف أنه لن يعتزل العمل الفنى إذا فاز فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأن الأحداث السياسية الملتهبة بعد اندلاع ثورة 25 يناير وحتى الآن هى التى أبعدته عن السينما. وأضاف، فى حواره مع «الوطن»، أنه لم ولن يقدم فيلماً عن الثورة، إلا بعد مرور المزيد من الوقت، وبعد أن يحصل الشعب على حقوقه، معبراً عن تفاؤله بمستقبل البلد مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، وعن ثقته التامة أنها ستكون أفضل فى غضون سنتين من الآن.

■ فى رأيك.. مصر إلى أين؟

– فى أحلك لحظات السواد التى كنا نعيشها أيام حكم «الإخوان» كنت متفائلاً ولدىَّ طاقة كبيرة، وعمرى ما أحبطت، وبالتالى عندما ننتصر على الاحتلال الإخوانى بقيادة الجيش فسأكون بالطبع متفائلاً أكثر، وأثق أن مصر خلال سنتين ونصف السنة على الأكثر ستنطلق وستكون فى مكانة أكبر؛ فمصر رايحة للخير بإذن الله.

■ ما سر ابتعادك عن الإخراج لأكثر من 3 سنوات؟

– لم أستطع العودة للإخراج منذ ثورة 25 يناير لأسباب عديدة، أهمها: انغماسى فى الأحداث التى جرت، والتقلبات التى حصلت للثورة، انتهاء باستيلاء «الإخوان» على الحكم، كل هذه الأحداث المتلاحقة أبعدتنى عن الإخراج لفترة طويلة.

■ كيف ترى موجات النقد العنيفة التى طالتك بعد إعلانك الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة؟

– بصراحة لا أعرف لماذا هاجمنى البعض، ولكن عن نفسى لا أحبذ فكرة الرد على من يهاجموننى، ما دمت واضحاً، وأفكارى ومبادئى معلنة للجميع.

■ هناك من هاجمك بحجة تربحك من الثورة التى شاركت فيها من أجل ضمان منصب كما يردد البعض؟

– هذه شائعة سخيفة؛ لأن من يعرفنى جيداً يعرف أننى لا أسعى وراء المناصب، كما أننى لم أشارك فى الثورة، سواء فى 25 يناير أو 30 يونيو، من أجل أى منصب، وإذا كنت أحلم بالكراسى لكنت جلست عليها منذ زمن.

■ ما الذى دفعك إذن للترشح فى هذا التوقيت تحديداً؟

– ترشحت لخدمة أهل دائرتى فى «كفر شكر» بالقليوبية؛ حيث أيقنت أننى يمكن أن أخدمهم بصورة أكبر من خلال وجودى تحت قبة البرلمان لتوصيل صوتهم للمسئولين.

عودة رموز «الوطنى» فى البرلمان مستحيلة.. والشعب المصرى عارف كويس أوى كل واحد عمل إيه فى البلد وعمل إيه للبلد

■ هل صحيح أنك ستعتزل الفن وستكتفى بلقب سيادة النائب؟

– من قال إنى سأعتزل الفن أو الإخراج؟ سأبقى أمارس دورى كما أنا، وما دمت قادراً على التوفيق بين دورى كنائب بالبرلمان ومخرج فلماذا أعتزل؟

■ لكن البعض يهاجمك الآن ويتهمك بأنك مخرج العشوائيات ومخرج المشاهد الخادشة للحياء، فكيف سيكون الحال وأنت نائب؟

– الجمهور يلقبنى بمخرج الثورة، لأنى أول من جسد الثورة فى مشاهد مطابقة للواقع، جسدتها فى أفلامى قبل أن تندلع فى الواقع، تنبأت بها منذ ثلاث سنوات، فأنا أول من قدم مشاهد لحظر التجوال منذ ثلاث سنوات، وأول من نزّل الجيش فى الشارع فى أفلامه، والجمهور يرى أننى مخرج الثورة، ولم أقدم أفلاماً حرضت على الفسق والفجور، هؤلاء يهاجموننى منذ زمن، وأنا كما سبق أن ذكرت لن أرد على أى منهم، لأنى أعرف أن ما أقدمه من أعمال يحقق النجاح فى أوساط الجماهير على اختلاف آرائهم وتوجهاتهم، وكما حدث فى الماضى سيحدث فى المستقبل.

■ هل أنت واثق من نجاحك؟

– بإذن الله واثق، وحتى إذا فشلت فيكفينى شرف المحاولة، ويكفى أنى سعيت لخدمة أهلى الذين يدركون تماماً أنى أفعل كل ذلك من أجلهم فقط لا بحثاً عن منصب أو جاه.

ما خدتش مليم من مخلوق فى حملتى الانتخابية.. وكل اللافتات الدعائية فى بلدتى على حساب الأهالى

■ البعض رأى فى اعتمادك فى حملتك الانتخابية على لقب مهندس أنك تتبرأ من مهنتك كمخرج؟

– ولماذا أتبرا منها؟ هل فيها ما يجعلنى أخجل أو أخاف؟ أعتز جداً بكونى مخرجاً، وأعتز أكثر بتجاربى الإخراجية التى كشفت عن الكثير من القضايا التى تخوَّف الكثيرون من مجرد التلميح بها.

■ ماذا عن الجولات والمؤتمرات الانتخابية؟

– عقدت البعض منها بالفعل خلال الأيام القليلة الماضية، وأستعد الآن للمشاركة فى المزيد من اللقاءات والجولات.

■ ما الذى لمسته خلال اللقاءات السابقة؟

– أدركت حجم المشاكل التى يعانيها المجتمع المصرى الذى يبحث عن حلول جذرية لمشاكله، خصوصاً أن الكثيرين اعتقدوا أن الدنيا «هتبقى وردى» بعد الثورة، وطبعاً ما حلموا به لم يتحقق؛ لأن التغيير لا يحدث بين يوم وليلة.

خالد يوسف يتحدث لـ«الوطن»

■ هل يمكن أن تستغل علاقاتك بالمسئولين لخدمة أهل دائرتك وحل مشاكلهم؟

– كلمة استغلال فى مصر لها معنى سيئ؛ لذا أحب أن أقول إنى سأعمل بكل جهدى مع المسئولين وغيرهم لحل مشاكل أهل دائرتى وأهل مصر جميعاً.

■ بعد انتهاء عمل لجنة الخمسين التى كنت واحداً من أعضائها نُسب لك تصريح قلت فيه إنك سترفض المشاركة فى أى عمل سياسى مستقبلاً!

– قيل نصاً: إننى سأرفض أى منصب سياسى يُعرض علىَّ وسأظل أرفض، البعض أخبرنى بأمر كهذا، لكنه لم يخرج على لسانى، ولأنى لم أخرج وقتها للتعليق عليه وتكذيبه، فإنى أقول لك: إن شيئاً من هذا لم يحدث. وكان من الأحرى بمن نشر هذا التصريح تحرى الدقة أو على الأقل الاتصال بى وسؤالى عن صحة الخبر.

■ هل صحيح أن هناك بعض الجهات تبرعت للإنفاق على حملتك الانتخابية؟

– ما خدتش مليم من مخلوق فى حملتى الانتخابية، وما صرفتش ولا جنيه حتى الآن، وكل اللافتات المنتشرة فى دائرتى على حساب الأهالى الذين يحبوننى ومبسوطين لترشحى لهذا المنصب، أما مسألة الجهات والمنظمات التى تتولى الإنفاق فأنا لا علاقة لى بها، وكل ما سيُنفق سيكون من مالى الخاص منعاً للقيل والقال.

■ كيف ترى عودة رموز الحزب الوطنى للترشح على عضوية مجلس النواب المقبل؟

– عودتهم مستحيلة، والشعب سيسقط أى رموز فساد واستبداد، وبالمناسبة الشعب المصرى واع وفاهم وعارف كويس أوى كل واحد عمل إيه فى البلد دى، وعمل إيه للبلد دى.

الأغنياء الممتنعون عن التبرع لصندوق «تحيا مصر» ناكرون للجميل.. وأدعو لمقاطعة منتجات شركاتهم

■ هل ترى أن البرلمان المقبل هو برلمان الثورة؟

– يمكن أن يكون برلمان الثورة بشرط واحد، هو أن تتسم النخبة السياسية والأحزاب البرلمانية بالوعى وببعض الرشد السياسى، ولا تدخل فى نزاع فيما بينهم.

■ يقول البعض إنك مقرب من النظام الذى يمثله الرئيس عبدالفتاح السيسى شخصياً، فهل هذا صحيح؟

– تقدمت باقتراح فى لجنة الخمسين لكتابة الدستور بمنع أى عضو لمدة 5 سنوات من تولى أى مناصب قيادية وبعدم ترشحهم فى الانتخابات، ولكن لم تمر هذه المادة، وهذا يعنى أننى لم أكن أنوى الترشح لولا أهلى فى «كفر شكر»، وهؤلاء لديهم طلبات ومن حقهم أن يحصلوا عليها، ورغم العلاقة الطيبة التى تربطنى بالرئيس السيسى فإننى أنفى هذا الكلام لأكثر من سبب، أهمها أن الرجل عارف ربنا كويس وما بيعرفش لا واسطة ولا محسوبية.

■ كيف بدأت علاقتك به؟

– قابلته عقب تسلم المجلس العسكرى مقاليد السلطة، بعد انتهاء أحداث ثورة 25 يناير مباشرة؛ لأن المجلس كان يعقد بطبيعة الحال لقاءات مع القوى الثورية، ولأنى كنت واحداً من هؤلاء، حضرت بعض اللقاءات، ومن وقتها بدأت علاقتنا تتوطد، وبعدها وأثناء توليه وزارة الدفاع التقيته نحو 7 مرات.

■ هل صحيح أنه أخبرك بقرار الترشح فى فبراير الماضى؟

– نعم؛ ففى 10 فبراير تحديداً اجتمعت مع المشير السيسى بصحبة الأستاذ محمد حسنين هيكل والسيد عمرو موسى والدكتور عبدالجليل مصطفى، وأثناء الاجتماع وبعدما تطرقنا للكثير من القضايا أبلغنا أنه ينوى الترشح لانتخابات الرئاسة.

■ ولكنه لم يعلن الخبر وقتها على الملأ!

– نعم، وقد أخبرنا أثناء الاجتماع أيضاً أنه لن يستطيع الإعلان عن الخبر إلا بعد مرور شهرين.

■ لماذا بعد شهرين تحديداً؟

– لا أعرف، ولم يسأل أحد من الحضور، وهو لم يستطرد فى هذا الشأن، لكنى أدركت أنه كان متردداً لأنه لا يريد كرسى الرئاسة، وهو غير طامع فى السلطة، لكنه وجد نفسه فى النهاية أمام إرادة شعبية جارفة تطلب منه الترشح.

■ ألم يتطرق الحوار لموقف الإخوان من قرار ترشحه ورد فعلهم؟

– لا، وجميعنا لم يشغل باله بأمر كهذا؛ لأننا نعرف أنهم لا يشغلون أنفسهم إلا بما يخصهم، فكل ما يفعلونه هو الصواب والجميع من دونهم على خطأ، بحسب رأيهم طبعاً.

■ هل ترى أن الإخوان سيسعون إلى العودة للبرلمان ومن ثم إلى المشهد السياسى مرة أخرى؟

– أتصور أن من يقول هذا الكلام غير مدرك أن الخلايا الإخوانية النائمة كشفت خلال هذه السنة، وهم ليس عندهم عناصر جديدة، وأقصى ما يمكن أن يفعلوه هو إسقاط رموز 30 يونيو لإظهار أنها ليست ثورة وليس لها تأييد شعبى، وسيفشلون فى ذلك أيضاً.

■ البعض يقول إن ما خرجت الجموع للمناداة به فى الثورتين لم يتحقق حتى الآن، فبماذا ترد؟

– بعض الشباب ممن أقابلهم يشعر بالإحباط لأن مطالب الثورة لم تتحقق، كما قالوا، أما الأغلبية فهم يؤكدون أن الرئيس السيسى بدأ فى تحقيق ما كانوا يحلمون به، ولا أدل على ذلك من المشروعات الجديدة التى بدأ فى تنفيذها مؤخراً.

■ تعنى قناة السويس الجديدة؟

– القناة وغيرها من المشاريع، ويكفى أنه قرر إنجازها فى عام واحد فقط ليؤكد للجميع أنه جاء للبناء لا للهدم.

■ كيف ترى مقاطعة البعض لصندوق «تحيا مصر»؟

– لا بد أن يحاكمهم الشعب، وهنا أتكلم عن أغنياء مصر، سواء كانت أموالهم حلالاً أو حراماً، فأقل شىء يفعلونه أن يتنازلوا عن جزء من ثرواتهم، وألا ينسوا أن نسبة كبيرة من الشعب عاطل ويعيش فى العشوائيات، ولا أفهم فى الحقيقة موقف هؤلاء وأستغربه جداً؛ فمصر أعطتهم وساعدتهم على تكوين الثروات، ثم هاهم يتنكرون لها فى النهاية.

■ لكن الرافضين للتبرع تعرضوا لموجات نقد قاسية وصلت إلى حد الإهانة والتجريح؟

– «يستاهلوا»، وعليهم أن يتذكروا حق البلد وفضله عليهم؛ لأن ناكر الجميل لا يستحق أن يعيش على أرض هذا البلد.

■ حدثنا عن الجبهة التى ستقوم بتشكيلها للوقوف ضد رجال الأعمال الممتنعين عن التبرع للصندوق؟

– هى ليست جبهة بالمعنى المعروف؛ حيث تناقشت على مدار الأيام الماضية مع عدد من الأصدقاء فى شأن عمل حملات للمناداة بمقاطعة المنتجات التى يقدمها هؤلاء رداً على موقفهم.

■ قلت فى تصريح سابق إن جماعة الإخوان تسعى لإسقاطك وتشويه صورتك.. كيف؟

– لست أنا وحدى، بل هم يقومون بتشويه كل رموز ثورة 30 يونيو، ومنذ فترة وهم يروجون الشائعات عنى، ولأنى لا أرد عليهم، زادوا فى حربهم القذرة وقاموا فى رمضان الماضى بتوزيع حقائب رمضان فى كفر شكر عليها صورتى، وروَّجوا أنى من طلبت منهم توزيع تلك الحقائب من أجل حثهم على ترشيحى فى البرلمان، وقتها وجدت الكثيرين من أصدقائى هناك يحدثوننى ويخبروننى بالأمر، فطلبت منهم أن يوضحوا لأهلى وناسى هناك حقيقة الأمر، وبالفعل تفهم الناس حقيقة ما جرى.

■ فى أحد حواراتك التليفزيونية حرصت على توجيه التحية لرجال الشرطة، فلماذا رغم أن الكثيرين ما زالوا ينتقدون أداء الشرطة حتى الآن؟

– هذا الشكر وهذه التحية كانا واجبين لأناس يضحون بحياتهم ليل نهار فى مواجهة عدو لا يعرف ديناً أو رحمة، ثم إن أى جهاز فيه الصالح وفيه الطالح، والأغلبية تشهد الآن أن معاملة رجال الشرطة للمواطنين تغيرت للأحسن، ولأن الشىء بالشىء يُذكر فأنا أحب أن أنتهز الفرصة لأوجه التحية أيضاً لرجال القوات المسلحة، وأؤكد أن الشعب المصرى كله يقف صفاً واحداً وراءهم فى مواجهة قوى الظلام والتطرف.

■ هل يمكن أن تجسد فيلماً جديداً عمَّا تشهده مصر الآن من أحداث؟

– لِم لا؟ لكنى مشغول الآن بالمسألة الانتخابية، وأفضل أن أترك الحديث عن مشاريعى السينمائية جانباً لحين إتمام هذا المشروع.

■ لماذا لم تقدم حتى الآن فيلماً عن الثورة رغم أن أعمالك تنبأت بها؟

– لن أقدم فيلماً عن الثورة إلا بعد أن يحصل الشعب على حقه، وأحتاج إلى مزيد من الوقت لأقدم عملاً عن الثورة، وربما لهذا السبب ينتظر مخرجون كثيرون مثلى، فكلما مر الوقت سنكتشف أشياء وسنعيد تصحيح مفاهيم وأمور جرت وكانت لنا فيها وجهة نظر معينة.

■ ما رأيك فى قانون التظاهر؟

– أنا مع تعديل قانون التظاهر من أول لحظة، ولم يتغير رأيى فيه، ووقفت ضده منذ أن ظهر للنور وحتى الآن، ورأيى أنه قانون ظالم وبلا منطق ولا يوجد قانون فى العالم يحكم على من يكسر قانون التظاهر بالسجن لمدة تصل لـ15 سنة، وأرى أن المحكمة الدستورية ستسقطه لأنه غير دستورى.

خالد يوسف لـ«الشروق»: السيسي بطل شعبي.. وإذا لم يترشح للرئاسة سأدعم حمدين صباحي

By | حوارات صحفية

الثلاثاء 07-01-2014 – 2:07 م

حاورت صحيفة «الشروق»، المخرج خالد يوسف، عن توقعاته لظهور حراك وتطورات جديدة لعام 2014، كيف يراها خالد يوسف عضو لجنة الخمسين التى كتبت الدستور الذى سوف يتم الاستفتاء عليه بعد ايام؟ ما الذى يقوله عن الرئيس القادم وموقفه وهو الداعم لحمدين صباحى مرشح الرئاسة السابق اذا ترشح الفريق عبدالفتاح السيسى؟ أسئلة كثيرة جاوب عنها المخرج خالد يوسف الذى قرر ترك السياسة نهائيا وصرح لنا بذلك فى هذا الحوار.

• ماذا تتوقع للعام الجديد سياسيا واجتماعيا؟

ــ أرى ان مصر سوف تبدأ طريقها الصحيح فى 2014 وسوف تنحسر هوجة الاخوان وموجة الارهاب ولن تنتهى نهائيا فهذه المسألة تحتاج إلى اعوام كثيرة وهم لن يتركوا مصر فى حالها وسوف يريدون دائما عقابها وانا لا اتوقع توقف أعمالهم لكن هذا لن يمنع مصر من بداية طريق النهضة الحقيقية وليس طريق نهضة خيرت الشاطر.

• هل تتوقع إقبالا على التصويت فى الاستفتاء على الدستور؟

ــ بكثافة ولن يقل العدد عن 20 مليونا وهذا رهان بينى وبين الجميع فأنا متوقع ان يزيد الاقبال على الاستفتاء عن اى استفتاء اخر حدث فى مصر.

• رغم المخاوف التى يحاول البعض بثها فى نفوس المصريين؟

ــ الشعب المصرى مفتاحه الحقيقى هو التحدى وهو مفتاح للشخصية المصرية فيمكن ان يكون الشعب المصرى مثله مثل اى شعب ويمكن أن تكون ظروفه أقل من اى شعب لكن عندما تضعه فى مواقف التحدى سوف ينتفض ويواجه العالم ويثبت للجميع انه على قدر التحدى بل انه سوف يبهر العالم فى الاستفتاء وسوف ترون ذلك ولن يستطيع اى تهديد او ترهيب منعنا من تحقيق هذا الانجاز وارجع بذاكرتك سوف تجد الشعب المصرى قبل التحدى فى 1973 وفى 25 يناير و30 يونيو وسوف يستمر فى ايام الاستفتاء القادمة فثق ان الشعب المصرى يصنع المعجزات وسوف يستنفر جيناته لإبهار الدنيا كلها.

• قمت بأكثر من مناظرة حول الدستور خلال الفترة الماضية، ما هى تعليقات الناس عنه وانت اقتربت منهم؟

ــ الحقيقة اننى كنت سعيدا وانا اشارك فى هذه الندوات والمناظرات لأنى اكتشفت ان الناس تأثروا بدعاية الاخوان فى بادئ الامر لكن سرعان ما عرفوا انهم امام دستور محترم والحقيقة اننى سعدت بتصحيح بعض هذه المفاهيم وسوف اواصل العمل من خلال المؤتمرات الكبيرة واهمها ما سيحدث فى كفر شكر والذى سوف يكون مؤتمرا حاشدا بحضور عدد كبير من اعضاء الدستور.

• مؤتمر كفر شكر الذى تتحدث عنه تمهيدا للقب جديد بترشحك لمجلس النواب؟

ــ إطلاقا انا لا افكر فى هذه المسألة نهائيا.

• هناك جدل دائر الان بين الجميع حول من يسبق الاخر الانتخابات البرلمانية ام الانتخابات الرئاسية.. ما هو رأيك؟

ــ الحقيقة انه اصبح محكما ان تأتى الانتخابات الرئاسية اولا واغلب القوى السياسية التى قابلت الرئيس عدلى منصور توافقت على هذا وانا معهم فى ذلك.

• هل انت مع ام ضد ترشح الفريق عبدالفتاح السيسى للرئاسة؟

ــ هذا قراره الشخصى ولو قرر ان يترشح الفريق السيسى للرئاسة سوف ادعمه واقف خلفه شأنى شأن كل الناس التى ترى فى الرجل تمثيلا للبطل فى شخصه.

• ولكن البعض ربما ينتقدك فى ترشيح عسكرى وانت مع الدولة المدنية وكنت ضد حكم العسكر؟

ـ فكرة حكم العسكر التى ارفضها مرتبطة بالديكتاتورية ولكن من يستطيع ان يقول ان شارل ديجول ومحمد على وعبدالناصر وتيتو من الديكتاتوريات هؤلاء ومعهم السيسى شخصيات تاريخية استجابت لشعبها لتحقق لهم الحرية والاستقرار والتقدم ولا يمكن ان تقول ان حكمهم كان حكم عسكر بمفهومه السياسى.

• إذا لم يترشح السيسى هل ستواصل دعمك لحمدين صباحى؟

ــ بلا ادنى شك حمدين هو المرشح الذى سوف ادعمه اذا لم يترشح الفريق عبدالفتاح السيسى.

• من وجهة نظرك ما هى الاخطاء التى وقع فيها الاخوان ويجب ان يتجنبها الرئيس المقبل؟

ــ اخطاء الاخوان لن يقع فيها اى شخص مرة اخرى فهم لهم تركيبة مختلفة فأنا كان لدى يقين انهم لن يكملوا عاما لأن طبيعتهم متصادمة مع ملامح الشخصية المصرية فنحن كشعب مرتبط جدا بوطنه وهذا ظاهر منذ آلاف السنين واى محاولة لتغيير هذه الملامح ومن يحاول تغيير هذه الهوية سوف تلفظه مصر فورا ولذلك لا اعتقد ان هناك من سيكرر تجربة الاخوان لانه لا يوجد غيرهم صاحب مشروع خاص يريد تأميم الوطن لصالح مشروعه، لكن بشكل عام لا اريد لأحد ان يقع فى اخطاء الفساد وان تعاد دولة الفساد مرة اخرى.

• كيف تقيم مشاركتك فى كتابة الدستور رغم ما تعرضت له انت شخصيا من انتقادات؟

ــ انا اقيمها بشكل ايجابى جدا فقد عملت ما يمليه على ضميرى فى كل مادة ووافقت على كل ما انا مقتنع بيه نجحت فى اشياء كثيرة وفشلت فى اشياء قليلة لكنى سعيد بهذه التجربة.

• أين الحراك الحزبى بعد 30 يونيو؟

ــ الحركة الحزبية تحتاج من خمسة إلى عشر سنوات حتى تتحقق تجربة حزبية حقيقية فى مصر فلأول مرة سوف يكون هناك حركة احزاب تعمل على الارض بعد ان تم تجريف هذه الحركة على مر العصور.

• والبرلمان القادم هل سيشهد تنوعا حقيقيا ام يحتاج لسنوات طويلة ايضا؟

ــ فى رأيى البرلمان القادم سوف يشهد تنوعا حقيقيا ولن يشهد سيطرة اى فصيل عليه او اى تكتل كبير.

• التنوع لدينا هل هو تنوع شكلى ام حقيقى؟

ــ حقيقى وأحد اهم ملامح الشخصية المصرية بالفعل وفى لجنة الخمسين قمنا بنقاشات عندما ترونها قريبا صوتا وصورة ستعرفون جيدا ان هناك تنوعا حقيقيا للمجتمع المصرى وهذا التنوع هو ما جعل لنا قيمة بين الدول.

• البعض يرى ان هناك حربا على 25 يناير لصالح 30 يونيو، ما رأيك فى ذلك؟

ــ بلا ادنى شك هناك محاولة لتصفية 25 يناير باعتبارها مؤامرة وليست ثورة وهذا كلام فى منتهى الخطورة لأن 30 يونيو كانت قائمة على من خرجوا فى 25 يناير ومن لم يخرجوا فى الثورة.

• فى رأيك من صاحب هذه المؤامرة؟

ــ اعتقد انهم رموز نظام مبارك الذين يسعون بكل جهد لوصف يناير بأنها مؤامرة وعلى الجانب الاخر هناك حماقة بأن توصف 30 يونيو بانها انقلاب وهذا الانقسام يجعلنا ندخل فى فرقة طويلة ولا طائل من هذا العبث نهائيا.

• متى ستترك السياسة وتعود إلى قواعدك السينمائية؟

ــ بعد الدستور مباشرة قررت الابتعاد عن السياسة والتفرغ لمشاريعى الفنية.

• فى النهاية هل انت متفائل؟

ــ شديد التفاؤل وفى اقسى لحظات الظلمة كنت مشحونا بطاقات الامل فما بالك وقد اصبحت الان افضل وهناك طاقة نور فى الافق.. انا فعلا متفائل وأدعو الجميع لذلك ولا يخشون من شيئا.

خالد يوسف: «الاحتلال الإخواني» لمصر ينتهي 2013 – حوار

By | حوارات صحفية

الإثنين 27-05-2013 – 18:13م

مثلما أعطى للمشاهد رؤية استشرافية للوضع السياسى بمصر من خلال فيلمه «دكان شحاتة» الذى قدمه قبل الثورة حين توقع فى مشهده الأخير نزول الجيش للشوارع عقب حالة انفلات أمنى واسعة، مثلما حدث فى أعقاب الثورة، وضع المخرج السينمائى «خالد يوسف »، عضو مجلس أمناء التيار الشعبى، صورة بانورامية لسيناريو نهاية حكم جماعة الإخوان المسلمين ، وقال فى حواره لـ «المصرى اليوم»، إن سقوط حكم الإخوان سيكون بنهاية العام الحالى من خلال قيام انتفاضات شعبية منفردة فى كل محافظة على حدة، يعقبها عصيان مدنى عام على غرار ما حدث خلال ثورتى القاهرة الأولى والثانية أثناء النضال ضد الاحتلال الفرنسى . وإلى نص الحوار:

■ ما تقييمك للوضع السياسى الحالى؟

ـ نظام الإخوان يذهب من فشل إلى فشل، وهو ليس نتاج جهل أو عدم دراية بأمور دولة كبيرة مثل مصر أو عدم كفاءة هذا النظام، لأنه لا يستطيع إدارة سوى تنظيم سرى وليس دولة، ولكن الأزمة فى نيته نفسها، لأن مصر مليئة بالكفاءات وإذا كانت نيتك صادقة ولست كفؤا واستعنت بالكفاءات فستنجح على الأقل فى إدارة أمور البلاد، لكن الإخوان ليست لديهم نية للعمل لصالح الشعب بالأساس، لأنهم يركزون على فكرة التمكين لمنع أى فصيل آخر من الوصول إلى الحكم فى أى يوم من الأيام، وكما قلت أيام الانتخابات الرئاسية ولم يصدقنى الكثيرون، أن الإخوان امتطوا حصان الديمقراطية، وذبحوه عندما وصلوا إلى الحكم، وهذا ما حدث بالفعل منذ صدور أول قرار للرئيس محمد مرسى بعودة مجلس الشعب والإعلان الدستورى وحصار المحكمة الدستورية ومعركة تطهير القضاء، وكل ذلك يؤكد مضيهم فى تحقيق مشروعهم الخاص، لأن مصر استبدلت مشروع التوريث بمشروع التمكين الذى كان أحد أسباب قيام ثورة يناير، والتى لم يكن المتظاهرون خلالها يتصورون أنهم سيتخلصون من التوريث بما هو أسوأ وأخطر منه، ولو قمنا بعمل بانوراما لما يحدث بمصر سنجد حركة مقاومة شعبية عنيفة جداً ضد مشروع التمكين، وهذا ما يؤكد يقينى بانتصار الشعب على هذا الفصيل، ولا توجد مؤسسة من مؤسسات الدولة أو فئة اجتماعية إلا وتقاوم هذا المشروع.

■ أفلامك تنبأت بما حدث من انفلات أمنى ونزول الجيش للشوارع.. فما سيناريوهات نهاية حكم الإخوان كما تتوقعها؟

ـ الإخوان لن يدركوا أخطاءهم لأنهم ماضون بلا أدنى تردد نحو أهدافهم الخاصة ولو كانت على أجساد المصريين، والفنان لابد أن تكون له رؤية استشرافية للمستقبل، وكما تعودت فى أفلامى خاصة «دكان شحاتة»، فأنا مستشرف أن العام الحالى سيكون نهاية حكم الإخوان، والسيناريو الذى أتصوره لسقوط حكمهم، هو أن الشعب سيستكمل ثورته بانتفاضات شعبية منفردة فى كل محافظة على حدة يعقبها عصيان مدنى عام على مستوى الجمهورية ضد الغلاء والجوع والهيمنة والانفراد بالحكم، وهنا سيضطر الجيش للنزول ليس فى صورة انقلاب عسكرى أو للحكم لفترة انتقالية وإنما من أجل حفظ دماء المصريين وحماية أمنهم، ويمكن فى هذه الحالة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال فترة انتقالية يشرف عليها مجلس رئاسى مدنى يرأسه رئيس المحكمة الدستورية العليا، والجيش لن يقوم بانقلاب لأنه مؤسسة وطنية دون أدنى شك وعلى رأسها رجل من أعظم الضباط الذين رأيتهم فى حياتى إخلاصاً للوطن ولتاريخ العسكرية المصرية، ولن يفعل ذلك لأن رغبات الناس فى البيوت كذلك ولكن من خلال حركة شعبية كبيرة يساندها من أجل إقرار الأمن، وهناك ناس تعتقد خطأً بأن نهاية الإخوان ستكون بالدم وبمذابح فى الشوارع أو من خلال إقصائهم وإجبارهم على الهجرة أو اعتقالهم، والمصريون ولأنهم كارهون لفكرة الدم مستعدون للتضحية بالتحرر من نظام الإخوان فى سبيل عدم حدوث دم، ومن يخاف من هذه الفكرة، أقول لهم لا تخافوا لأن مفيش دم جاى، والإخوان راحلون لأن الشعب المصرى سيبتكر أساليب جديدة فى المقاومة تستوعب فكرة الدموية الموجودة لدى الجماعة، والشعب لن يمكنهم من تحويل المعركة إلى بحور دماء، وأنا أتصور أنهم جزء من أبناء الشعب المصرى، ولكن عندما يفشلوا فى تأميم الأمة بتحويلها لخدمة مشروع الإخوان المسلمينسيدركوا أنهم مجرد فصيل أو تيار وتتم معاملتهم بقدر حجمهم ليتم التعايش معهم، لأنك لا تستطيع أن تتعامل معهم إلا فى مراحل الاستضعاف والسكون مثلما حدث خلال الـ 30 سنة الماضية التى كانوا خلالها طيبين جدا، وحتى أثناء الـ18 يوماً فى ميدان التحرير، والتى اعتقدت خلالها أن انصهارهم مع الشعب خلال الثورة سيغير طريقة تفكيرهم، رغم أنى أعرف تاريخهم كفصيل تربى على الإجرام، إلا أنهم بدأوا العودة مرة أخرى لما تربوا عليه بعد تنحى الرئيس السابق مبارك باستخدام ممارسات قمعية معادية للعدالة، والمفارقة أن حزبهم اسمه الحرية والعدالة.

■ لماذا تتوقع نهاية حكم الإخوان بنهاية العام الحالى على وجه التحديد؟

ـ لأن الشعب المصرى تغير مزاجه النفسى بعد ثورة يناير بسقوط حاجز الخوف، ولم يعد يصبر على أحد أكثر من اللازم ولن يصبر على حكم الإخوان، وأصبحت حالات الجزر عنده أكثر من المد عكس ما كان سائداً فى الماضى عندما صبر على الهكسوس حوالى 120 سنة وصبر على الإنجليز 70 سنة، وصبر على مبارك 30 سنة، وهذا التغيير شديد الأهمية فى فهم المستقبل، والدليل على ذلك أن المصريين بدأوا مقاومة الإخوان منذ أن بدأت القافلة تسير فى عكس الاتجاه الذى يرغبونه، ولم يصبروا لحين وصول القافلة الى الوجهة الخطأ، وهذا التصرف صحيح جداً، لأنه حينما أتفق معك على السفر للإسكندرية واكتشف أنك متجه لأسوان، فإنه ليس من الطبيعى أن اصبر حتى الوصول لأسوان لأقول لك إنك تسير فى الاتجاه الخاطئ، بل من الطبيعى إيقاف الرحلة وقت اكتشافى لخطأ اتجاهها، ومقاومة المصريين بدأت حينما شعروا بأننا نسير نحو الهاوية وبعيداً عن التقدم وتحقيق أهداف الثورة، وهذه المقاومة الشعبية لها تجليات كثيرة على الأرض تؤكد أن مشروع الإخوان ساقط لا محالة لأن هذا الشعب امتلك إرادته ولن يعود مرة أخرى إلى خانة الاستكانة والانهزام مثلما كان حاله قبل الثورة.

■ ولكن السيناريو الذى ذكرته حدث خلال العصيان المدنى ببورسعيد، ولكنه لم يمتد إلى انتفاضة شعبية قوية تؤدى إلى إسقاط النظام كما ذكرت، فما السبب من وجهة نظرك؟

ـ تقديرى أنها ستمتد، ولوعدنا بالذاكرة إلى ثورتى القاهرة الأولى والثانية خلال الاحتلال الفرنسىواللتين اشتعلتا لمدة ثلاث سنوات سنجد أنهم قريبون الشبه لما يحدث الآن، مدينة تنتفض وبجوارها مدينة هادئة، ثم تهدأ هذه المدينة وتستقر الأمور تماماً ثم تنفجر فى مدينة أخرى، وظل الوضع كذلك تندلع فيه انتفاضات على فترات حتى اندلعت أعمال المقاومة ضد الاحتلال بإعلان العصيان المدنى فى جميع أنحاء مصر حتى انتهاء الاحتلال، ولا يستطيع أحد تحديد التوقيتات التى يحددها الظروف الموضوعية التى يعيشها المصريون.

■ دورك السياسى زاد كثيراً فى الفترة الماضية ولم تقدم أى أفلام منذ قيام الثورة، فهل تمر بفترة صيام فنى؟

ـ لا ليس صياماً، بل «رجلى جت فى الشأن العام»، وبعض الناس اعتقدوا أننى انجررت للسياسة، ولكنى انجررت لقضية وطنية تحتاج جهد كل الناس وليس لقضية سياسية، وشعرت أن مستقبلى ومستقبل أولادى يتشكل فى هذه الأيام، ووجدت أن علىّ مسؤولية مثل باقى المصريين بالمشاركة فى الأحداث السياسية حتى لو تعطل مسارى الفنى، ولكن بعد 30 يونيو اكتشفت أننى كنت مخطئا،لأننى كنت ممكن أعمل دوراً أقوى من ذلك إذا كنت قدمت أفلاماً فى العامين الماضيين مثل الأفلام التى قدمتها قبل الثورة لمواجهة الاحتلال الإخوانى، ولذلك أنا عائد الفترة القادمة لتقديم الأفلام لأنها مهمتى الأساسية وده إللى أنا شاطر فيه وبعرف أعمله.

■ وهل تعتبر حكم الإخوان نوعاً من أنواع الاحتلال؟

ـ نعم، لأن عندما جاء الإخوان شعرت بأن هناك احتلالاً قادماً على مصر يريد أن يؤمم البلد لصالح مشروعه، ومصر الآن أصبحت أشبه بدولة محتلة من أجنبى بسبب الاحتلال الإخوانى، وأنا كنت أول من استخدام تعبير «الاحتلال الإخوانى»، وانتقدنى الكثيرون حتى أصدقائى من المعارضين للإخوان، ونحن اعتدنا على أن نصف الاحتلال الإنجليزى بـ «الأجنبى» لأن هناك «احتلالاً محلياً»، وهو ما يمارسه الإخوان، والاحتلال هو الدرجة القصوى للاستبداد، لأنه حينما يظن النظام أن البلاد أصبحت عزبته يتحول من نظام مستبد إلى نظام محتل، ونظام مبارك فى السنين العشر الأخيرة كان نظاما محتلا، حينما ظن أن مصر عزبة تورث، والإخوان من أول يوم لهم فى الحكم كانوا مثل نظام مبارك فى آخر 10 سنوات من حكمه، فكانوا نظاماً محتلاً أيضاً.

■ ما دور الفيلم فى توعية الناس بتاريخ جماعة الإخوان، باعتباره يدخل كل بيت؟

ـ الصراع الحالى جزء منه صراع ثقافى وليس سياسياً فقط، ولو افترضنا أن الدكتور البرادعى أو حمدين صباحى أو غيرهما من قوى الثورة الحقيقية قد نجحوا فى الوصول إلى سدة الحكم وليس الإخوان، فإنه من المؤكد أن الصراع بين الطرفين سيظل مستمرا لأن الأفكار المتخلفة والظلامية التى يؤمن بها التيار الذى ينسب نفسه للدين ستشعل صراعا ثقافيا من أجل أن تكسب مساحات التنوير جولات أمام مساحات الظلام، وفى هذه الحالة سيخوض رواد التنوير من المثقفين والمفكرين والمبدعين بشكل عام نفس الحرب التى نخوضها الآن ضد قوى الظلام التى لابد من مواجهتها حتى ولو كانت غير موجودة فى السلطة، لأن المستقبل إما سيكون فى صالح النور أو فى صالح الظلام، لذلك من الواجب علينا أن نقدم أفلاما تقوم بهذا الدور لتوعية الناس وتبصيرها بخطورة الأفكار الظلامية، لأننا مجتمع متدين بالفطرة واستغلال فكرة الدين لترويج الأفكار السياسية خاطئ، وحينما يقدم الشاعر والمخرج والأديب قصائد وأفلاما وروايات فإن ذلك سيشكل مدفعية ثقيلة تدافع عن التنوير وتحارب قوى الظلام.

■ هل تتوقع أن يخوض الإخوان مواجهة مماثلة مع الفن مثلما دخل فى معارك مع مؤسسات القضاء والإعلام والجيش وغيرها؟

نعم، ولكنها ستكون الحرب الأخيرة لأنها ستكون طويلة جدا ومن الممكن أن تمتد لسنوات، كما أنهم يعلموا أن المقاومة ستكون عنيفة جداً مع المثقفين والفنانين، لأن كل واحد منهم هو كتيبة بمفرده بما يملكه وراءه من جمهور، لذلك هم يؤجلون الصراع مع الفن خوفاً من جمهوره لأن خطتهم الآن هى السيطرة على القضاء والشرطة وتقليم أظافر الإعلام وتحييد الجيش وضمان تبعية الأجهزة التنفيذية والحكومة، وبعد ذلك كله سيدخلون على الثقافة ولكن بمفردها حينما يكون المجتمع مهيئ لذلك،لأن الإخوان يعلمون أن المثقفين هم الكتيبة الأخيرة التى إذا ظلت موجودة «هتعملهم قلق لأن مهما عملوا قمع للفن بيعرف يوصل»،والدليل على ذلك هو عدم تعيين وزير ثقافة إخوانى فى الحكومة الحالية، فكيف ستواجه اسما عالميا مثل بهاء طاهر أو علاء الأسوانى أو يوسف زيدان وغيرهم والفضيحة ستكون عالمية فى هذه الحالة،وهم يسعون لتطبيق أهداف حسن البنا فى إغلاق المسارح والسينمات فى نهاية خطتهم مثلما طلب مرشدهم من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذى كشف عن ذلك فى خطابه الشهير،حينما قال «طالب منى اقفل المسارح والسينمات عايز يظلمها»، بما يدل أن عبدالناصر أيضا كان يؤمن ان النور يأتى من المسرح والسينما.

■ ما دلالة استقالة نصف الفريق الرئاسى لرئيس الجمهورية؟

ـ الدلالة واضحة وهى أن المركب بتغرق بسبب مشروع التمكين وأن القرارات والتعليمات تأتى من مكتب الإرشاد ويوقع عليها الرئيس فى إذعان كامل مثل أى موظف درجة عشرة، وأعتقد أنه يجب ألا نغلق الباب أمام المستقيلين من نظام الإخوان، لأنهم فى لحظة ما ممكن يقوموا بدور، ولو تم تشجيعهم سيكونون «مسمار جديد» فى نعش هذا النظام، وسواء تأخرت استقالتهم أو كانت بوازع من ضميرهم أو باختلاف حول توزيع الأدوار وتقسيم الغنائم، فإنه يجب الاستفادة منهم، لأنهم معنا فى نفس الخندق، والنقاش مع المستشار محمد فؤاد جاد الله مهم، بالرغم من أنه يناقض نفسه حينما ذكر أنه استقال دفاعاً عن القانون والدستور، فى حين أنه ساهم فى وضع الإعلان الدستورى وصدور قرار عودة مجلس الشعب، ومن الواضح أن مكتب الإرشاد هو من يدير البلد والرئيس محمد مرسى موظف عنده، وكذلك رئيس الوزراء الذى يعيش فى بلد غير البلد، والإخوان لا يهمهم الأحوال المعيشية المتردية التى يعانى منها الناس لأنهم يسعون لتطبيق خطة التمكين أولا، لذلك يتجهون للاقتراض من الخارج من أجل إسكات الشعب وإلهائه وضمان عدم خروجه فى مظاهرات قوى المعارضة لإسقاط حكمهم.

■ هل تسعى بالفعل لعمل فيلم عن قصة حياة حمدين صباحى؟

ـ لا هذه كانت شائعة رخيصة روجتها ميليشيات الإخوان الإلكترونية أثناء إحدى المظاهرات التى دعونا لها من أجل تشويه المنظر وتصوير الهدف من المظاهرة على أنه عمل فيلم عن حمدين، وأنا لم أستغل ثورة يناير فنياً، لأننى لم أصور كادرا واحدا داخل ميدان التحرير أثناء أحداث الثورة ولم أكسب على المستوى الشخصى المهنى مناظر ومشاهد واقعية لأحداث الثورة أراها بعينى، رغم أن ذلك من حقى كواحد ممن شاركوا فيها، ولو قررت أعمل فيلم عن الثورة أنا مختزن كل ما رأيته فى ذاكرتى وسأقوم بعمله مرة أخرى.

■ لو كان حمدين صباحى رئيساً لمصر الآن بدلا من الرئيس مرسى، فكيف سيكون الوضع بعد 9 شهور من حكمه؟ـ لا الوضع سيختلف، لأنه لو كان حمدين رئيساً لكنا بدأنا مشروع النهضة الحقيقى، وما يميز حمدين على الرغم من أنه يعرف أن الإخوان جماعة تكفر بالديمقراطية وتستخدمها كحصان للوصول للسلطة، إلا أنه من الناس قريبى الوجدان منهم فكان سيستطيع لم شمل البلد وإصهار كل التيارات السياسية مع بعضها وسيقدم حواراً وطنياً حقيقياً يطبق مفهوم المشاركة لا المغالبة بشكل حقيقى، «ومكانش هيجيب رجالته ويعينهم فى المواقع القيادية بالبلد»، وقناعته الحقيقية هى ادارة البلد بشكل جماعى وان شركاء الثورة يكونوا شركاء ايضا فى الحكم على الاقل فى السنوات الخمس الاولى عقب الثورة،وقناعاته تلك كانت ستهدئ الاحتقان وتستوعب كل القوى الوطنية وتستفيد من خبراتها، وحمدين كانت لديه رؤية واضحة لمشروع نهضة يحمل الخير الحقيقى لمصر وليس خير الإخوان المسلمين ، وبرنامجه الرئاسى كان يحمل تصوراً حقيقياً وضعه خبراء فى الاقتصاد بالداخل والخارج لتحقيق العدالة الاجتماعية ولم يكن كلام شعارات.

■ خطابات مرسى أصبحت مادة للسخرية والضحك، فهل تصلح شخصيتة لتجسيدها فى الأفلام؟

ـ بالنسبة للسينما هو كاراكتر فعلاً يصلح تجسيده فى الأفلام، ولما سألونى لو عملت فيلم عن الرئيس مرسى مين الممثل إللى ممكن يؤدى دوره، قلت لهم الفنان إبراهيم سعفان، لأنه أكثر واحد ممكن يقلد حركاته، ولكن مشكلته أيضا أنه لا يوجد لديه حضور أو كاريزما فسيفشل أيضا لو كان ممثلاً، كما أنه فاشل أيضا فى الخطابة «على عكس ما الناس متوقعة»، لأن ما يلقيه من خطب لا تصلح لأن تكون خطبة لشيخ جامع فى زاوية فى الزقازيق وليست خطبا تليق بزعيم أو رئيس، وبالتالى «هيبقى شخصية باهتة جدا لو اتقدم فى السينما» ، ولذلك نجح برنامج باسم يوسف، لأن المصريين شعب ابن نكتة فعلا، والسخرية مكون أساسى فى ملامحهم، واستخدموها فى مواجهة الاستعمار ومن عيوبهم إضفاء البهجة على أوضاعهم السيئة، لذلك هى وسيلة مقاومة لديهم، ولكن هناك شعباً آخر ينظر للرئيس محمد مرسى ويبكى بدل الدموع دم على أن هذا الشخص رئيسه مثلما كان الحال أيام مبارك، وكثير من المصريين الآن يشعرون بالعار لأن رئيسهم محمد مرسى، والشعوب الأخرى ممكن أن تجلس القرفصاء وتنتحب ليعبروا عن هذا العار، لكن المصريين يطلعوا نكتة ويضحكوا ويسخروا من أنفسهم لأنهم جابوا مرسى رئيس جمهورية،لأن الشعب المصرى قديم وعاش كتير وياما على راسه دقت طبول فعارفين إن الحياة هتمشى وما هم فيه زائل.

■ هل تؤيد دخول الانتخابات القادمة أم مقاطعتها؟

ـ الشعب المصرى سيسحق تيار الإسلام السياسى بالكامل إذا توفرت انتخابات نزيهة شفافة يتم إجراؤها فى ظل وجود حكومة جديدة ونائب عام جديد وقانون انتخابات محل توافق، وغير ذلك تكون الانتخابات بلا أى طائل ويكون استكمال الثورة عبر الميادين أفضل.

■ من المعروف أن التيار الناصرى يسيطر على كلية هندسة شبرا التى تخرجت فيها، فما سبب ما تعرض له حمدين صباحى خلال ندوته، من وجهة نظرك؟

ـ بالفعل الأغلبية هناك ليست للإخوان، ولكنهم كانوا مجهزين 40 واحد يعملوا دوشة واشتباكات لإجبار عميد الكلية على الاعتذار لحمدين لعدم إكمال الندوة وإلغائها، ولكن حمدين عرف يستوعب شباب الإخوان وطلعهم على أنهم «هبل» ونجح فى استكمال الندوة، ولو تلاحظ أن جريدة الحرية والعدالة فى عددها الصادر فى اليوم التالى للندوة كتبت فى صفحتها الأولى «طرد حمدين صباحى من هندسة شبرا»، ولاحظ أيضا أن بوابة جريدة الحرية والعدالة على الإنترنت كتبت بعد مرور 5 دقائق فقط من بدء الندوة «طرد حمدين صباحى من هندسة شبرا»، ايضا رغم أن الندوة لم تكن قد انتهت، بما يؤكد أنها مؤامرة مدبرة سلفاً.

■ ولكن قيادات الإخوان قالوا إن حمدين عرف قيمة الحوار ولجأ إليه حينما أصبح فى موقف محرج أمام الطلبة؟

ـ حمدين لم يرفض الحوار، والدكتور مرسى دعانا للحوار بعد أن ضربنا على «قفانا» بإصدار الإعلان الدستورى وتنفيذه، فلماذا لم تحاورنا قبله؟، ولا حوار بعد ارتكاب الجرائم إلا بمعاقبة مرتكبيها، وجماعة الإخوان تريد أن تصدر للناس أن حمدين لا يريد حواراً رغم أنه ذهب للرئيس مرسى فى قصر الاتحادية واجتمع معه قبل صدور الإعلان الدستورى، بالإضافة إلى الدكتور البرادعى وعمرو موسى والدكتور عبد المنعم أبوالفتوح، قبل أن ينفذ مرسى عكس ما قاله هذه الشخصيات بإصدار الإعلان الدستورى، وبعدها أجرى العديد من قيادات «الحرية والعدالة» اتصالات بصباحى لإقناعه بالحوار إلا أنه رفض قبل إلغاء الإعلان الدستورى، أما مرسى نفسه فلم يحدث أن أجرى اتصالاً بحمدين منذ أن تولى الحكم.

Almasryalyoum

 

الفنان خالد يوسف في حوار قليله فن وكثيره سياسة

By | حوارات صحفية

الإثنين 06-08-2012 – 00:00 ص

الوزراء الجدد ليسوا إلا موظفين درجة ثالثة..وولاء حكومة قنديل للإخوان لأن ولاء الرئيس نفسه للجماعة 

لا يوجد صراع بين «العسكري» و«الإخوان» وما حدث اقتسام للسلطة.. و «التأسيسية» لا تعبر عن روح مصر وقيمتها الحقيقية

مخرج وفنان وناصري و«ثورجي».. آراؤه تتسم دائما بالشجاعة والجرأة، افلامه كانت تهاجم نظام مبارك في اشد عنفوانه , اقتحم كل المناطق المغلقة، كشف كل الممنوعات , قدم توصيفا ووصفا حقيقيا لواقع المجتمع المسكوت عنه، لم يعبأ ولم يخف ابدا من حبس أو قهر او تعذيب، اطلقوا عليه مخرج الاثارة لانه كان لا يتردد في عرض أي مشاهد تساهم في توصيل الفكرة إلي الجمهور، تربيته علي يد يوسف شاهين اكسبته مزيدا من الجرأة وعدم الخوف، انه الفنان خالد يوسف المخرج العالمي والفنان الموهوب والمناضل الناصري، الذي خرج في الثورة ضد الظلم وظل في الميدان حتي سقط النظام باكمله، كشف في حواره مع الاخبار مفاجآت عديدة عن سر هجومه الشديد علي الاخوان وعن مستقبل الفن في ظل الحكم الاسلامي.

في البداية ما تقييمك لاداء الرئيس محمد مرسي منذ توليه رئاسة الجمهورية؟

اعتقد ان اداء د. محمد مرسي منذ فترة توليه حتي الان في منتهي السوء فعندما يأتي اول رئيس لمصر بعد ثورة يناير فلابد ان يحقق اهدافها المتمثلة في »العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية« ولايجب ان يركز كل اهتمامة في كيفية تمكين الإخوان المسلمين من مؤسسات الدولة وكل قراراته تصب في تحسين هذه الخانة ولا يلتفت للأمن الذي يحتاجه المواطنون أو الظروف المعيشية للناس لذلك فهو اداء فاشل لايرقي الي اداء رئيس كل المصريين بل يعزز ويكرس مقولة انه رئيس للاخوان فقط.

ما رأيك في التشكيل الوزاري الجديد وهل هذا التشكيل يمثل وفاء لوعود مرسي للاحزاب والقوي السياسية؟

التشكيل الوزاري الاخير هو من ضمن الاداء السيئ للدكتور محمد مرسي فقد قطع تعهدات قبل نجاحه في الانتخابات الرئاسية وهي تكوين حكومة ائتلاف وطني تعبر عن روح ثورة يناير، تتضمن وزراء تكنوقراط ولكن يوجد بها ايضا ائتلافات تعبر عن التنوع الموجود بالثورة ولكن نفاجأ ان الوزراء الحاليين الذين تم اختيارهم ليسوا »تكنوقراط« بالمعني الحقيقي ولكنهم موظفون من الدرجة الثالثة فهذه الفترة تحتاج إما الي رجل سياسة كبير أو رجل اقتصادي كبير لكني فوجئت بأن رئيس الوزراء نفسه رجل لا نسمع عنه الا يوم تعيينه رئيسا لوزراء مصر وذلك نتج عنه تخبط وإرتباك وعدم إتضاح رؤية.

لمن سيكون في رأيك ولاء الحكومة الجديدة للإخوان أم للدولة؟

أكيد ولاؤها سيكون للإخوان لان ولاء الرئيس نفسه شخصياً ليس لمصر انما ولاؤه لجماعة الإخوان المسلمين والدليل علي ذلك هو اعادة مجلس الشعب المنحل بحكم المحكمة الدستورية , ضاربا بعرض الحائط احكام القضاء و»يدوسها« باقدامه من أجل تمكين الإخوان كما انه اصدر قرارا يصدق علي قانون غير شرعي وغير دستوري، وهو قانون الجمعية التأسيسية من اجل استمرار الجمعية التأسيسية الحالية التي يسيطر عليها الإخوان وهذا يوضح ان ولاءه يصب في خانة واحدة هي كيف يجعل تنظيم الاخوان المسلمين في الاستيلاء علي مصر والسيطرة عليها.

ما هو الانسب لمصر حكومة تكنوقراط أم حكومة ائتلافية؟

ما سبق وتم الاتفاق عليه مع القوي السياسية والاحزاب كان الافضل علي الاطلاق وهو حكومة تكنوقراط ولكن تتميز بالائتلاف الوطني بوجود ممثلين من الاحزاب من التكنوقراط المنتمين اليها وكان باستطاعة الدكتور محمد مرسي ان يختار وزراء افضل من ذلك بكثير.

كيف تفسر انقلاب حزب الحرية والعدالة علي حزب النور السلفي واستبعاد مرشحي حزب النور من الحقائب الوزارية؟

هذا هو صراع سياسي طبيعي وذلك لأن الإخوان المسلمين يرون أنفسهم أهم فصيل في التيار الاسلامي لكن السلفيين أيضا يرون أنفسهم اهم فصيل وكلاهما يريد ان يسيطر اكثر من الآخر واعتقد ان السلفيين وقفوا بجانب الإخوان المسلمين في الانتخابات رغما عنهم وأنهم في الانتخابات القادمة لن يساندوهم.

هل تؤيد ان يقوم الاخوان المسلمين بتشكيل الحكومة بأكملها؟

طبعاً أؤيد هذه الفكرة جدا ليعرف الجميع انهم لا يستطيعون أن يديروا «دولاب» العمل في الدولة ولا يوجد لديهم استراتيجية ولا فكر ولا رؤية حول كيفية ادارة الأوطان ولكنهم يعلمون فقط كيف تدار جماعات تحت الأرض مثل جماعة الاخوان المسلمين وهذه هي أفضل طريقة لكشفهم.

ما هو المطلوب من القوي اليسارية حتي تستطيع مواجهة التيار الإسلامي؟

المطلوب هو التنظيم لأني أري ان القوي اليسارية والقوي الليبرالية وقوي المجتمع المدني بشكل عام تمتلك الاغلبية الكاسحة وسوف تتحول الاخوان المسلمين الي اقلية كسيحة وذلك اذا تم تنظيم هذه الاغلبية الليبرالية والمدنية.

وكيف يتم التنظيم؟

من خلال تنظيم ليس من الضروري ان يكون حزبيا ولكن يأخذ شكل الانضباط الحزبي بحيث يكون متواجدا في كل قرية وكل حي واعتقد حينها ان هذه الاغلبية ستكتسح الإخوان واعتقد ان ذلك بدأ يحدث بالفعل.

هل يوجد صراع حاليا بين المجلس العسكري والإخوان المسلمين علي السلطة؟

لا اتصور ان يكون هناك صراع ولكن ما يبدو واضحا انه لم يحدث تسليم السلطة للإخوان المسلمين بل حدث تقسيم السلطة بين المجلس العسكري والإخوان المسلمين.

هل تقصد ان هناك صفقات تمت بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكري؟

نعم بلا أدني شك فقد بدأت الصفقات عندما جلسوا مع عمر سليمان ونحن مازلنا بالميادين وكل الشواهد والوقائع اكدت ذلك.

هل تعتقد ان الرئيس محمد مرسي امامه عوائق من المجلس العسكري تمنعه من أدائه مهامه؟

لا اعتقد ذلك لأنه لا يوجد صراع علي السلطة ولكن يوجد تقسيم تم ولأن بينهم اتفاقا والدليل علي ذلك الجمعية التأسيسية للدستور التي لا تعبر عن مصر الحقيقية ولا تعبر عن تنوعها ولا فكر مصر العميق ومع ذلك لا يوجد للمجلس العسكري موقف منها.

معني ذلك انك لا تري ان هناك خطة من المجلس العسكري لإسقاط الإخوان كما يردد البعض؟

اطلاقاً لأن ايسر حل للمجلس العسكري هو الإخوان المسلمين لأنه يري انهم قوة علي الأرض متاحة ويمكن الاتفاق معهم ولكن القوي الثورية الأخري لا يمكن ان يتم الاتفاق معها فهو رأي ان يتفق مع الاخوان المسلمين أفضل من غيرهم.

هل الرئيس محمد مرسي رئيس يمتلك كل الصلاحيات؟

طبعاً يمتلك كل الصلاحيات بل ويمتلك اكثر من صلاحيات اي رئيس آخر لعدم وجود مجلس شعب والتشريع في يد المجلس العسكري ولكن لديه كافة الصلاحيات ليفعل ما يريد.

ما رأيك في الجمعية التأسيسية التي تضع دستور مصر حاليا وهل تتوقع ان تكمل هذه الجمعية عملها؟

الجمعية التأسيسية لا تعبر عن روح مصر ولا تعبر عن قيمة مصر الحقيقية وكان يجب ان تعبر بشكل حقيقي عن كافة اطياف المجتمع المصري وجميع المدارس الفكرية الموجودة فيها ولا تخضع لمبدأ الحصص الحزبية لأن الاحزاب كلها بما فيها الاخوان المسلمين لا تكاد تمثل 15٪ من مجموع الشعب المصري وبالتالي فان سيطرة الاحزاب بما فيها الاخوان المسلمين علي هذه الجمعية لا يمثل ال 85 ٪ المتبقي من جموع الشعب المصري وبالتالي ستصدر دستورا لا يعبر عن روح مصر بعد ثورة25يناير.

هل تتوقع انها ستستمر في عملها؟

نعم اتوقع انها ستواصل عملها وذلك بالاتفاق المسبق الذي تم بين المجلس العسكري والاخوان المسلمين.

ما رأيك في الدعوات التي تم اطلاقها مؤخرا بشأن الخروج علي الرئيس محمد مرسي و الثورة علي الاخوان المسلمين ؟

أنا مع هذه الدعوات تماما لأني أري ان الدكتور محمد مرسي ممثل جماعة الإخوان المسلمين غير عابئ بصنع مستقبل مصر وان الاخوان المسلمين مهتمون فقط بمستقبل افضل لجماعتهم فأي دعوة لإسقاط حكم الاخوان وإسقاط حكم المرشد انا معها .

هل ستشارك يوم 24 اغسطس في مليونية اسقاط الاخوان؟

نعم سأشارك ولو كنت اتمني انها تتأجل ليوم 24 سبتمبر وهذا اليوم هو يوم إقرار الدستور الجديد وهو افضل، ولكن اي فرد سيدعو دعوة مثل هذه انا معه فيها.

هل كنت ستشارك الاخوان وتقف بجانبهم مرة اخري إذا كان الفريق أحمد شفيق هو الذي اصبح رئيسا للجمهورية ؟

إذا فاز الفريق أحمد شفيق لكان الوضع ازداد سوءاً وكانت مصر قد دخلت في نفق مظلم من الفوضي والعشوائية والدمار.

هل معني ذلك انك كنت ستشارك الاخوان في المظاهرات وتساندهم في حالة فوز شفيق؟

طبعاً ولكن هم الذين كانوا سيساندونني لاني انا ومن علي شاكلتي كنا البادئين بالثورة وهم من نزلوا بعدنا للمشاركة، وهذا هو عهد الاخوان المسلمين النزول الي الثورة في وقت لاحق، وهو ماحدث في ثورة 25 يناير حيث انهم نزلوا الي الميادين متأخرين وغادروا مبكرين.

ما تعليقك علي الانقسمات التي حدثت داخل حركة 6 ابريل وهل هذا مخطط امني لتفكيك الحركات الشبابية ؟

لا اعتقد ذلك فحركة 6 إبريل هي حركة شبابية ثورية جذورها كانت شديدة الاحترام ولكن غابت الرؤية عنها وغابت الحنكة السياسية فيها وتورطوا في تأييدات ومواقف سياسية كنت اربأ بالثوار ان يشاركوا فيها وبالتالي فكان طبيعيا جداً ان يحدث انقسامات، والآن هناك حالة ارتباك داخلية شديدة داخل هذه الحركة ليس سببها الامن ولا غيره.

هل تعتقد ان الشعب المصري قد يقوم بثورة أخري؟

أتصور ان الاخوان المسلمين سيسقطون عن طريق النظام الديمقراطي من خلال صناديق الانتخابات وليس مظاهرات احتجاجية.

هل معني ذلك قيام ثورة جديدة؟

الثورة ليست احتجاجاً فقط أو مظاهرات فقط فالثورة هي نضال مستمر وثورة يناير لم تفشل وهي مازالت مستمرة الي ان تصل الي تحقيق كافة أهدافها ولن تستطيع تحقيق اي من اهدافها الا بعد ان تصل قوي الثورة الحقيقية الي السلطة ولن تصل الي السلطة عن طريق احتجاجات شعبية كبيرة ولكن ممكن ان تصل الي السلطة عن طريق نضال ديمقراطي.

ما رأيك في الاتهام المنسوب اليك انك تعارض الاسلاميين من باب المعارضة حتي لو اصابوا او كانوا علي حق؟

من يري ذلك لديه ضيق افق وكانوا يقولون مثل هذا الكلام عندما كنت اعارض مبارك ويتخيلون انني اعارض من اجل الشهرة وكان رجال النظام يقولون اني اعارض من باب المعارضة فقط وحتي وان أحسن حسني مبارك لن يقول انه اصاب وبالتالي فالاخوان المسلمين فيما يتعلق بفهم الديمقراطية او ايمانهم بالحريات في رأيي اسوأ من نظام مبارك ولا يتحملون اي نقد فمبارك كان يحتمل نقد سنوات وهم لا يطيقون اسابيع قليلة ولا يحتملون فكرة نقدهم.

إذن ما رأيك في الدعوات القضائية التي اقامها الدكتور محمد مرسي علي الصحف بتهمة السب والقذف؟

الدعوات القضائية التي اقامها د. مرسي ضد بعض الصحف والمؤسسات الاعلامية هي ضيق افق فكيف يضيق صدره بعد ثلاثين يوماً علي ذلك »مبارك بقي كان جبلّة يعني«.

بالنسبة لحرية الابداع هل هذه الحرية من وجهة نظرك مهددة بالنيل منها في ظل صعود التيارات الاسلامية؟

حتي وإن حكموا التتار فلا احد يستطيع الاقتراب من حرية الإبداع لأن الابداع المصري إحدي مواصفات الشخصية المصرية ونحن لم نترك للعالم ولا للإرث الانساني شيئاً يذكر غير الابداع الأدبي والفني والثقافي والعلمي فيوجد شعوب اكتشفت او اسهمت في الحضارة الانسانية باكتشاف الكهرباء وأخري اكتشفت الامريكتين مثلاسبانيا والبرتغال ولكن نحن قدمنا فنونا وعلوما وثقافة وبالتالي فهو اصل الشخصية المصرية فأي شخص يحاول تغيير ملامح الشخصية المصرية هو الخاسر فأنا غير قلق علي الإبداع المصري ولا يستطيع احد قتل حرية الفكر والابداع.

ما هو تقييمك لهذا العدد الهائل من الدراما الرمضانية؟

تخبط وارتباك فإن كان هناك سياسة حقيقية فمن المفترض ان تستمر المسلسلات المصرية طوال السنة حتي لا ندع فرصة للمسلسلات التركية انها تسيطر علي بقية شهور السنة فلابد ان شركات الاعلان والشركات الفنية المتخصصة في إنتاج الدراما التليفزيون لابد ان يتفقوا علي اي المسلسلات توزع علي مدار السنة كلها بحيث ان المشاهد العربي لا يصبح في حيرة ولكن خطأ ان تتركه 11 شهرا وتركز كل المسلسلات في شهر واحد اولاً لايستطيع رؤية او تحصيل المسلسل بشكل صحيح والاعلانات لا تمكن اي مشاهد ان يتواصل من رؤية المسلسل كاملاً فذلك يولد حالة من التخبط وتفقد اعمال جيدة قيمتها من كثرة الإزدحام.

ما هي اكثر شخصية جذبتك خلال الدراما الرمضانية؟

للأسف لا استطيع المشاهدة من كثرة الاعلانات ولكن تابعت بعض مشاهد فأكثر شخصية جذبتني هي شخصية الخواجة عبد القادر لأني احب يحيي الفخراني.

هل الفن قادر علي عكس التغييرات الاجتماعية التي طرأت علي المجتمع المصري؟

طول عمر الفن قادر علي عكس التغييرات التي تحدث في المجتمع والتعبير عنها، لان الفنون هي إحدي وسائل التعبير الإنساني.

شهدت الاعمال الرمضانية هذا العام ظاهرة جديدة وهي الكثير من الكلمات السوقية والالفاظ الخارجة فهل هذا ما وصل اليه واقع المجتمع المصري بعد الثورة؟

لا.. الثورة لم تكن السبب وراء هذه التدني في الحوار وأسلوب التعامل بين المواطنين، بل ان هذا فعلا واقع المجتمع المصري، والألفاظ السوقية موجودة قبل الثورة فلا نحمل الثورة كل شئ سيئ وننسبه إليها، فهذا الواقع السيئ بسبب 30 سنة التي عشناها، والانحدار الثقافي الموجود سببه سوء الفكر عبر ال 30 عاما فالثورة ليس لها علاقة بذلك.

البعض يصنفك علي انك مخرج الاثارة بسبب جرأتك في تناول القضايا والاكثار من المشاهد الساخنة وهذه الاتهامات تزايدت مع صعود التيار الإسلامي فما تعليقك؟

هم لم يجدوا شيئا يواجهوني به غير ذلك وانا بالنسبة لهم صيد ثمين ومستهدف، فانا صنعت 22 ساعة منتج فني في11 فيلما كل فيلم مدته ساعتان فهذه المشاهد لا تتعدي 4 دقائق من اصل 22 ساعة فاين الاكثار فعندما يقولون إكثاراً من المفترض ان تكون المشاهد 3 ساعات علي الأقل حتي يكون هناك أكثار فهم لم يجدو شيئا ليدمروا شخصي غير »التلكيك« علي عدد من المشاهد فأنا أري هذه المشاهد طبيعية جداً وكانت حتمية جداً في الدراما التي اقدمها ولن اتنازل عنها لو قدمت فيلما آخر يستدعي القيام بمثل هذه المشاهد سأقدمها مرة أخري لأنني لست إنسانا معقدا ولكن هم المعقدون، والدليل علي ذلك هواجسهم الجنسية التي مثلت لديهم هوسا تجاه هذا الموضوع وذلك ملاحظ فكل كلامهم في مجلس الشعب ويظهر ايضا من خلال القوانين التي يريدون إصدارها، مثل الختان والخلع والتقليل من سن زواج حتي »يبيعوا بناتنا للخليجيين« كل ذلك يتعلق بالمرأة والهواجس الجنسية. 

Masress

خالد يوسف: «أخونة» المجتمع ستنكسر على صخرة الشخصية المصرية

By | حوارات صحفية

الثلاثاء 24-07-2012 – 00:00 ص

حوار غير عادى وبشكل شخصى، فمنذ عملى فى  الصحافة تمنيت أن أجرى حواراً مع «خالد يوسف» ومناقشته، ولن أعد أعماله أو أصنفها أو أقول صاحب فيلم كذا وكذا وكذا، فـ «خالد يوسف» فى نظرى ليس مجرد مخرج أردت محاورته، بل هو شخص صاحب فكر وموقف سبح ضد التيار سواء بفكره الفنى أو السياسى وبمواقفه التى هوجم كثيرا بسببها ولكن فى النهاية ثبتت صحة رؤيته وتوقعاته، خالد يوسف كان صاحب موقف واضح من البداية، هاجموه وقالوا «يبرز الوجه القبيح لمصر فى أعماله، يشوه صورتها»

«مصر ليست عشوائيات خالد يوسف»، ولكن النتيجة أنه توقع الانفجار وتنبأ به وحدث.

ذهبت إليه وهدفى فى المقام الأول ليس إجراء حوار فنى، بل محاورته ومناقشته فيما يدور على الساحة ورؤيته لما ستئول إليه الأمور فى وقت يعد الأصعب فى تاريخ مصر، حيث نعيش ظرفا سياسيا متوترا ومرحلة من التخوين بين القوى السياسية على الساحة، وحالة من التوتر والنفور فى الشارع نخشى أن تصل إلى درجة  اليأس والملل والكفر بالثورة ومكتسباتها، ولكنه نقل لى حالة التفاؤل الشديدة وإيمانه بهذا الشعب وأكد لى أن حلم الثورة ونجاحها لا يتوقف فقط على النخبة بل على تجليات الشخصية المصرية التى تبتكر دائما خيارات شعبية تعبر عنها، وأن الشخصية المصرية  لن تخضع لأى تيار أو فصيل أو تسمح بالعبث فى تكوينها أو هويتها.

∎ تعليقك على أول سجال بين رئيس الجمهورية والمحكمة  الدستورية؟

– أنا ذهبت إلى المحكمة الدستورية من العاشرة والنصف حتى صدور القرار فى  السابعة، كنت سعيدا جدا بحكم المحكمة، بل من أسعد الناس به لأنه إعادة لسيادة دولة القانون، وهذا شىء أساسى فى مكونات أى دولة، فالدول المتقدمة تتميز عن الدول المتخلفة بمدى احترامها لسيادة القانون، وما حدث أن رئيس الجمهورية أول قرار يصدره هو قرار فيه انتهاك  لسيادة القانون وضرب بعرض الحائط لأحكام قضائية، فالحمد لله أننا لدينا مؤسسة قضائية شامخة كالمحكمة الدستورية التى رفضت  قراره وأوقفت تنفيذه وأعادت الاعتبار لسيادة القانون.

∎ قراءتك للمشهد السياسى الراهن بعين المواطن؟

– أرى محاولة من التيار  الإسلامى السياسى أو تنظيم الإخوان المسلمين لـ أخونة مؤسسات الدولة وأخونة المجتمع المصرى كله، ولكن أعتقد أنهم سيفشلون فشلا ذريعا، وستتكسر مساعيهم هذه على صخرة العبقرية المصرية، وعبقرية الشخصية المصرية، إنها شخصية لها ملامح ثابتة منذ آلاف السنين، ولها فقه يميزها يجب أن يدركوه وهم يتعاملون مع مصر، فمصر تقبل أن يحكمها تيار الإخوان المسلمين، ولكن لن تقبل أن يتحكم فيها أو أن يغير من ملامحها، مصر قد تقبل أن تعطى فرصة لتيار الإخوان المسلمين لكى نتخلص من دعوتهم المستمرة للنهضة وخدمة مصر فتقول لهم «ورونا النهضة شكلها إيه»، ولنتخلص من هذا الصداع، مصر لن تقبل أبدا أن يأتى أحد ليغير هويتها وشخصيتها، فالمشهد كله عبارة عن صراع بين تيار يسمى تيار الإخوان المسلمين وهو ضد شكل المجتمع المصرى بالكامل وضد ملامحه الثابتة فى محاولة جادة منهم لتسييد مشروع دولة الإخوان على حساب دولة مصر وهذا مشروع أتوقع أنه سيفشل قريبا جدا.

∎ وعلى حد تعبيرك من قبل  وصفت مشروعهم هذا بالاحتلال؟

– أنا فعلا وصفت ما يفعله تنظيم الإخوان المسلمين فى مصر بالاحتلال، لأنه لو تذكرت أن حديثنا على المستعمر الإنجليزى كنا نصفه بالاحتلال الأجنبى ولكن الاحتلال ليس فى كل الأحوال أجنبيا، فهو قد يأتى أيضا من الداخل فـ  «حسنى مبارك» كان محتلا لمصر لمدة ثلاثين عاما هو ونظامه، فالإخوان المسلمين الآن يريدون أن يحتلوا مصر، وأن يغيروا شخصيتها وأعتقد أن هذا سيفشل بإذن الله.

∎ وما الخطأ الذى ارتكبناه من البداية، لإفساح الفرصة لهم للاستحواذ على السلطة بهذا الشكل الذى نراه؟

– السبب يكمن وراء تفتت كل القوى الثورية الأخرى والقوى المدنية والقوى اليسارية  والقوى الليبرالية، وكل جهودها  مفتتة والشعب حائر لأنه لم يجد البديل أمامه،  واستحواذهم هذا نتج الآن فى مقابل هذا التفتت لكل هذه القوى هناك تنظيم واحد منظم صفوفه، لديه قواعده الصارمة  أمام هذه القوى المبعثرة، ولكن أنا أتصور أن هناك الآن على الأرض ما يسمى بالتنظيم الشعبى المصرى الذى يمثل ثوابت الوطنية المصرية الجامعة وهذا هو الذى سينتصر فى النهاية عندما يوحد جهوده سينتصر على كل المشروعات الأخرى لأنه يمتلك الأغلبية، والانتخابات الرئاسية فى جولتها الأولى أثبتت هذا وأثبتت أن الإخوان المسلمين بكامل جهدهم لم يستطيعوا تحقيق أصوات سوى خمسة ملايين وسبعمائة من أكثر من  ثلاثة وعشرين مليونا، بمعنى أنهم لا يمثلون سوى 52 ٪ تقريبا من الكتلة التصويتية.

وأنا توقعت هذا منذ بداية الانتخابات البرلمانية وقلت أنهم سيحصدون مقاعدهم ليسوا فى حاجة لها نتيجة تبعثر القوى الأخرى أمامهم وكثرة الأحزاب الموجودة  وعدم استعداد أى تيار آخر لطرح نفسه كبديل.

∎ كيف سيتعامل الشعب المصرى مع  ما يسمى «بجماعة الأمر بالمعروف» وهى أحد إفرازات استحواذ التيار الإسلامى على السلطة؟

– سيتعامل معها بكل حزم لأنه كما أخبرتك أن مصر لا تقبل أن يتحكم فيها أحد، فهى  حتى فى ظروف الاحتلال الأجنبى لم يغير فى هويتها، فعندما جاء نابليون إلى مصر ذهب إلى الموالد الشعبية  وحضر حلقات الذكر معهم ليطمئنهم أنه لن يغير من عاداتهم ولا تقاليدهم، فالشخصية المصرية من يحاول أن يغيرها بالقوة لن يستطيع وأنا أتصور أنها لديها من الإرث التاريخى والحضارى ما يكفى أن يجعلها تدافع عن ملامحها.

∎ كنت على استعداد لتقديم رواية «أولاد حارتنا» فى عمل فنى بعد تصريحهم بأن أدب نجيب محفوظ «كفر ودعارة»  ولكن مشروعك توقف، ألا ترى أن قرارك هذا كان استفزازا واضحا وصريحا للجماعة؟

– هم من استفزونا عندما أطلقوا على أكبر طاقة تنويرية لدينا وأكبر قيمة ثقافية وأدبية فى تاريخنا المعاصر وهو نجيب محفوظ بأن يطلقوا عليه هذه الألفاظ، فكان الرد الوحيد عليهم هو أننا نقدم هذه الأعمال الأدبية فى أعمال سينمائية والشعب المصرى هو الذى يحكم هل هذا الأدب هو إباحى أم لا، ولكن للأسف حتى هذه اللحظة لم أتمكن من شراء الرواية لأنها بيعت لجهة أجنبية من قبل ورثة نجيب محفوظ.

∎ تعرضت للهجوم عندما سلطت الضوء على العشوائيات وكوارث قد تحدث داخل المجتمع، فى الفترة القادمة على ماذا سيكون تركيزك فى أعمالك؟

– سيكون التركيز الفترة القادمة على كشف هذا التيار المسمى بالإسلام السياسى لأنى أرى أن هذا خطر داهم على الأمة المصرية، لابد أن يكشف من خلال الأدب والفن والصحافة ومن خلال كل أدوات التعبير الإنسانى ولابد أن يكشف مشروعهم هذا أمام الناس، وأنا مهمتى هى كشف هذا المشروع أمام الناس فى الأفلام التى سأقدمها بإذن الله.

∎ إذا هل هو قدرك أن تظل فى صفوف المعارضة لأى نظام حاكم؟

– أنا أصلا قدرى هو أن أكون معارضا لأنى أعتقد أن أى  مبدع فى العالم يجب أن يكون معارضا للسلطة حتى لو كانت  هذه السلطة  تعبر عنه، فمثلا لو كان حمدين صباحى جاء رئيسا للجمهورية ورغم أننى كنت من مؤيديه، فأنا منذ توليه الرئاسة سأصبح من معارضيه، لأن دائما المبدع يحلم بواقع أكثر جمالا، وبالتالى حتى لو كان الواقع جميلا، فهو يحلم بالأجمل، فبالتالى فهو سيتصادم مع السلطة الموجودة، فأنا لو ذهبت إلى حظيرة السلطة كنت سأكون مطالبا بأن أقول «ليس فى الإمكان أبدع مما كان» وبهذه الطريقة لن نتقدم خطوة للأمام ولن نطور من أنفسنا.

∎ مشهد النهاية فى فيلم «دكان شحاتة» والتنبؤ بالفوضى العارمة، هناك من يخشى من تحقق هذا المشهد فى الحقيقة فى ظل الوضع العبثى الذى نعيشه الآن؟

– بإذن الله لن يحدث، فأنا أتصور أن هذا المشهد كان من الممكن أن يتحقق لو لم تحدث ثورة 52 يناير، فكانت ستتحول إلى ثورة جياع يسيطر على الشارع فيها البلطجية ومجموعة من التيارات الإسلامية المتشددة، ولكن الثورة قضت تماما على هذا السيناريو، ولن يحدث هذا المشهد، وفى النهاية فإن قوى التغيير الحقيقية التى قامت بهذه الثورة هى التى ستصل للسلطة وستحقق أهداف الثورة، ومشروع الإخوان المسلمين والتحالف الذى قاموا به مع المجلس العسكرى للانقضاض على هذه الثورة  هو الذى سيسقط، وستصل إرادة هذا الشعب إلى الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

∎ وما هى الفرصة المتاحة  لإنقاذ ما تبقى من هذه الدولة؟

– الفرصة هى فى تجمع التيار الشعبى المصرى الذى يعبر عن الثوابت الوطنية المصرية الجامعة أن يتحد فى تيار واحد يقود الانتخابات تحت شعارات الثورة ضد تنظيم الإسلام السياسى وأعتقد أنه فى هذه الحالة سيحقق الأغلبية الكاسحة، وستكون قوى التيار الإسلامى السياسى أقلية كسيحة أمامه.

∎ فى فيلم «كف القمر» شاهدنا نموذجا لكيفية صناعة الديكتاتور، وهذه صناعة يجيدها المصريون ببراعة، هل تتوقع أننا سنستمر على هذا النهج أم أنه حدث تغيير بالفعل بعد الثورة؟

– رأيى هو أن المزاج النفسى للمصريين قد تغير، فبعد أن كانوا محترفين فى صناعة الديكتاتوريات وصناعة الطغيان، كانوا لا يثورون إلا قليلا وحالات الجزر لديهم أقل كثيرا من حالات المد، وأعتقد أن هذا كله تغير بعد ثورة 52 يناير، ولن يصنعوا ديكتاتورا آخر على الإطلاق لأن الحاجز النفسى وحاجز الخوف الذى كان موجودا داخل المصريين قد كسر ودمر فى ثورة يناير ولا أعتقد أنهم سيعاودون صناعة الديكتاتور مرة أخرى.

∎ فى أقل من عامين حدثت تغييرات لم نكن نتخيلها ولو كانت سيناريو لأحد الأعمال لقالوا عبثا وخيالا، ضع معى نهاية افتراضية للمشهد الحالى على اعتبار أنه عمل من إخراج «خالد يوسف»؟

– المشهد النهائى هو أن قوى التغيير الحقيقية والتى تعبر فعلا عن قوى مجتمعية فى الواقع المصرى ستصل إلى السلطة وتحقق العدالة الاجتماعية وتحقق الحرية  للمواطن وتحقق الكرامة الإنسانية وسأنهى المشهد باحتفال فى كل ميادين مصر انتصارا بالثورة.

∎ جبهة الدفاع عن حقوق الإبداع، هل ستستطيع مواجهة التيارات الظلامية الفترة القادمة، وأخص بالذكر التخوفات من منع بعض الأعمال الفنية؟

 ليست الجبهة وحدها التى ستقاوم، فمكونات الشعب المصرى نفسها وجيناته كلها قائمة على الإبداع، يجب أن ندرك حقيقة مهمة وهى أن كل شعب من شعوب العالم قد قدم إسهاما ما حضاريا للبشرية، فهناك شعوب قدمت لنا الكهرباء، وشعوب قدمت الطيران، وأخرى قدمت  كشوفا جغرافية، نحن قدمنا للبشرية ثقافة وعلما وفنا وأدبا بمعنى أن الإرث الإنسانى الذى أنجزناه كان عبارة عن إرث إبداعى، وبالتالى فهذا هو أصل الشخصية المصرية وبالتالى لن يستطيع أحد أن يقهر الشخصية المصرية ولن يستطيع أحد أن يغير الجين المصرى.

∎ وماذا عن منع مسلسل «تحية كاريوكا» من العرض فى التليفزيون المصرى، والذى أراه نموذج مغازلة لتيار السلطة؟

– هذه محاولات من تقييد الإبداع والحد من قوته ولكن  هذه المحاولات حتى وإن استمرت فإن الإبداع المصرى هو الذى سينتصر، وعن مغازلة تيار السلطة، فالمهرولون وأصحاب النفوس الضعيفة  موجود فى كل زمان ومكان.

∎ «التيار الثالث» وما سيحققه من إنجازات على أرض الواقع بعيدا عن الشعارات؟

– هو تجمع لكل التيارات والأحزاب المدنية واليسارية والليبرالية فى مصر فى منطقة واحدة  تسمى بالتيار الثالث، وستحاول فى الانتخابات القادمة أن تنزل بقائمة واحدة ضد قائمة التيار الإسلامى، وأنا عندى أمل كبير أن هذه المحاولة ستسفر عن تنظيم كبير، تنظيم شعبى حقيقى.

∎ مثقفون وسياسيون يتفقون ويختلفون على شاشات التليفزيون، ولكن رجل الشارع مل وبدأ يفقد الأمل، فهو لم ير من النخبة إنجازات ملموسة طوال العام ونصف العام الماضية!!

– أنا أرى أن النخبة حتى لو لم تستطع أن تجعل الشارع المصرى يثق فيها وتكون قيادة طبيعية له، فالشعب المصرى لديه تجليات خاصة به مثل ما فعل فى ثورة يناير، لن أقول أنه سيقوم بثورة أخرى ولكنه سيبتكر خياره الشعبى الذى سيعبر عنه وهذا ليس حلما أو أملا بل هو يقين، فالشعب المصرى له تجليات كبيرة جدا أكبر من جهود النخبة والمثقفين والمبدعين، وكل هؤلاء المنظرين والمفكرين والأدباء عندما يتجلى الشعب المصرى، فهو يتغلب عليهم ويكاد يمحوهم، وهذا ما حصل فى الثورة فقيادتها أو طليعتها لم تكن من النخبة ولكن شرارتها بدأت من شباب ليسوا من النخبة وأنا عندى يقين بعظمة هذا الشعب بأنه سيخلق من الأشكال التى تقاوم كل هؤلاء سواء كانوا النخبة من جهة، سواء خذلوهم ولم يحققوا كل آمالهم أو من جهة أخرى التيار الإسلامى السياسى.

وأنا مؤمن بتجليات هذا الشعب ولا أومن بتنظيرالنخبة والمثقفين وشعورى بأن هذا الشعب سينظم صفوفه وسيفرز تنظيمه.

∎ هل يجب أن نخشى من مرحلة تحول مفهوم «معارض سياسى» إلى «كافر ومرتد» باعتبار أن من يحكمونا الآن يمثلون الدين؟

– هذا ما حذرنا منه عندما قلنا أن تولى الإخوان للسلطة سيصعب الموقف ولكن أنا عندى يقين أننا سنتغلب على الصعاب ونتغلب على كل من يحاول أن يخوننا أو يكفرنا وهذه مهمة كل فرد من أفراد الشعب المصرى وأن يقاوم كل فى مكانه، وألا نسمح لأى  شخص بأن يتهم أحدا بالكفر، وألا نسمح لأحد بالتحكم فى سلوك البشر وملابسهم، وفى النهاية هناك قانون يجب أن نعلى من قدره ومن قيمته.

∎ تعليقك على هذه الحالة من عدم الثقة فى الإعلام سواء  الحكومى أو الخاص، واتهامه الدائم بالتحريض؟

-الديموقراطية لا تخلق بل تصنع وتصحح من مساراتها  وعظمة المسار الديموقراطى تكمن فى قدرته على إصلاح نفسه، وحرية الإعلام أيضا، فقد تكون هناك قنوات وراءها رؤوس أموال، وقد تكون لدى بعضها أجندات خاصة، وقد تكون آراؤها لدول أخرى لديها مخططات، وقد يكون هناك إعلام شريف على يقين بتاريخ وعظمة هذا الشعب، ولكن فى النهاية كل هذا سيصحح نفسه، فأنا مؤمن بالآية القرآنية التى تقول «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض»،  فحالة «الدياليكتيك» وهى الجدل، تلك الحالة تسفر فى النهاية إلى أن كل الغث يطرد وكل السمين يبقى، وأنا مع الحرية ومع أن كل ما يريد أن يعبر عن رأيه يعبر عنه حتى لو كان شططا، فهو سيصحح نفسه.

Sabahelkher